قال جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثلاثاء، إنه صعد عمليات القصف على غزة خلال الليل، وقالت وزارة الصحة الفلسطينية غزة في بيان لها، أن القصف المكثف على غزة خلال الليل أدى إلى أعلى عدد من القتلى في يوم واحد منذ بداية الحرب حيث قتل 704 أشخاص في 47 غارة على منازل ومخيم للاجئين وأماكن أخرى. وبحسب الوزارة، فإن حصيلة الضحايا الأخيرة ترفع إجمالي عدد القتلى في غزة إلى 5791، من بينهم 2360 طفلا، و1421 امرأة، و295 مسنا، منذ بدء غارات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه ضرب أكثر من 400 هدف خلال الـ 24 ساعة الماضية. وألحقت الغارات الجوية أضرارًا بعشرات المنازل والشقق في شمال وجنوب غزة، ومحطة وقود في مدينة خان يونس الجنوبية ومخيم للاجئين في غزة. الجزء الأوسط من الإقليم.
وطلبت سلطات الاحتلال من المدنيين في شمال غزة الفرار جنوبًا استعدادًا لتوغل بري محتمل، لكنها قصفت جنوب غزة مرارًا وتكرارًا، مما أدى إلى مقتل عدد متزايد من المدنيين.
الاحتلال: مستعدون لعملية برية.. مسؤولون أمريكيون: لا نعتقد ذلك
بينما يقول مسؤولون في سلطات الاحتلال إنهم مستعدون بشكل جيد لهجوم بري في غزة ، كجزء من استراتيجيتهم للقضاء على حركة المقاومة حماس، إلا أنه لا يزال من غير الواضح متى سيحدث هذا التوغل وما إذا كان سيحدث.
حيث صرح مسؤولون أميركيون إن الجيش الإسرائيلي ليس مستعدًا بعد لخطة لعملية برية ناجح، كما حثوا سلطات الاحتلال على منح مزيد من الوقت للمفاوضات بشأن الرهائن وتسليم المساعدات.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد نقلت عن مسؤولين أميركيين أن إدارة الرئيس جو بايدن قلقة من افتقار إسرائيل إلى أهداف عسكرية قابلة للتحقيق في قطاع غزة.
كما قال المسؤولون الأميركيون للصحيفة إن إرسال الجنرال الأميركي جيمس جلين لإسرائيل (الأراضي الفلسطينية المحتلة) لا يعني أن وزارة الدفاع (البنتاجون) تتخذ القرارات نيابة عن تل أبيب، مضيفة أن جلين لن يظل في إسرائيل إذا بدأ جيشها بعملية برية في غزة.
وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أكد لنظيره الإسرائيلي يوآف جالانت الحاجة إلى دراسة متأنية للكيفية التي قد تقوم بها القوات الإسرائيلية بغزو بري لغزة.
ضرورة الاقتحام البري
كانت صحيفة “هآرتس” قالت الاثنين، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن أهداف الحرب تتطلب عملية برية على قطاع غزة، في حين توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت بأن يكون الهجوم البري “فتاكا”.
ويعتقد الجيش الإسرائيلي أنه من الضروري التوغل برًا في قطاع غزة لتحقيق أهداف الحرب التي حددها المستوى السياسي حتى على حساب سقوط قتلى في صفوف الجيش الذي ينتظر موافقة نتنياهو، وفق صحيفة “هآرتس”.
وذكرت الصحيفة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد قام سابقًا بتدمير القدرات العسكرية والسلطوية لحركة المقاومة حماس وخلق واقع أمني جديد في قطاع غزة.
وأضافت الصحيفة نقلا عن مصادر عسكرية اعتقاد بعض أعضاء هيئة الأركان العامة بأن الدخول البري سيشكل ضغطا على حماس للتوصل إلى اتفاق لإعادة المختطفين، في حين تذكر مصادر في المؤسسة العسكرية أنهم لمسوا ترددا في المستوى السياسي لحكومة نتنياهو بشأن استمرار الحرب، وهو ما ينظر إليه أمنيون بأنه عدم ثقة بالجيش الإسرائيلي وقدرته على تحقيق الأهداف التي حددتها الحكومة.
الإفراج عن أسرى الاحتلال
قالت إحدى المسنتين الإسرائيليتين اللتين أطلقت كتائب القسّام سراحهما أمس الاثنين، إنها ومن معها من الأسرى تلقوا معاملة جيدة من قبل مقاتلي الحركة الذين كانوا ودودين معهم، واهتموا باحتياجاتهم ووفروا لهم الرعاية الطبية اللازمة. وأضافت المسنة، وتدعى يوخفد ليفشيتز (85 عامًا)، في مؤتمر صحفي، أن عناصر حماس طمأنوهم بأنهم لن يلحقوا بهم أي أذى، ووفروا لهم المأكل والمشرب خلال فترة احتجازهم.
وقالت “كان يأتينا طبيب كل بضعة أيام ليتابع حالتنا وكان حريصًا على توفير الأدوية لنا، وكنا نأكل الخبز مع الجبن الأبيض والخيار تماما مثلما يأكلون”.
وردا على سؤال وُجّه إليها عن سبب مصافحتها عناصر حماس الذين رافقوها ومسنة أخرى أثناء الإفراج عنها، أجابت بأنها فعلت ذلك لأنهم “عاملوها وباقي الأسرى بشكل جيد واهتموا بجميع احتياجاتهم”. وأكدت “لقد خططت حماس لكل شيء منذ فترة طويلة، لقد أعدوا كل ما نحتاجه، بما في ذلك الشامبو والبلسم”. كما انتقدت المسنّة الإسرائيلية حكومة تنتنياهو قائلة “تخلت عنًا الحكومة”.
وكان أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أعلن أمس الاثنين أن الكتائب أطلقت بوساطة مصرية وقطرية سراح المحتجزتين نوريت يتسحاك ويوخفد ليفشيتز لدواعٍ إنسانية بعدما رفض الاحتلال الإسرائيلي استلامهما سابقا.
وبثت كتائب القسام مقطع فيديو لعملية إطلاق سراح المحتجزتين، في حين أكد أبو عبيدة أن الإفراج عنهما مساء أمس تم لدواع إنسانية ومرضية قاهرة رغم ارتكاب الاحتلال أكثر من 8 خروق للإجراءات التي تم الاتفاق مع الوسطاء على أن يلتزم بها خلال تسليم المحتجزتين. وسبق وأن أعلنت حركة حماس، رغبتها في إطلاق سراح الرهينتين، ورفضت إسرائيل قبولهما، بحسب أبو عبيدة. وهو ما عقّب عليه مكتب رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بأنه لن يرد على «أكاذيب دعايا حماس». وأضاف أبو عبيدة في بيان عبر «تلجرام»: «قمنا في (كتائب القسام) وعبر وساطة مصرية وقطرية بإطلاق سراح المحتجزتَين (نوريت يتسحاك) و(يوخفد ليفشيتز)، علمًا بأن العدو رفض منذ الجمعة الماضية قبول تسلمهما». وتابع: «قررنا الإفراج عنهما لدواعٍ إنسانية ومرضية قاهرة رغم ارتكاب الاحتلال لأكثر من 8 خروقات للإجراءات التي تم الاتفاق مع الإخوة الوسطاء على التزام الاحتلال بها خلال هذا اليوم لإتمام عملية التسليم». وقالت “كتائب القسام” في بيانها أن سلطات دولة الاحتلال “لا تزال تهمل ملف أسراها، وقد قررنا الإفراج عنهما لدواع إنسانية ومرضية قاهرة”، مشيراً إلى ارتكاب الاحتلال “أكثر من 8 خروقات للإجراءات التي تم الاتفاق مع الوسطاء على التزام (سلطات الاحتلال) بها، خلال هذا اليوم لإتمام عملية التسليم”.
وارتفع عدد الأسرى الذين أطلقت حركة “حماس” سراحهم منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر الجاري، إلى أربعة. ومع استعداد جيش الاحتلال لاجتياح غزة بريًا، تواصل أسر بعض الرهائن الذين تحتجزهم “حماس” حث سلطات الاحتلال على كبح جماح المجهود الحربي، والتفاوض بدلًا من ذلك على إطلاق سراح ذويهم. وتقدر سلطات الاحتلال عدد الأسرى لدى “حماس” وبقية الفصائل الفلسطينية بنحو 222 شخصًا.
يذكر أن الرئيس الأميركي جو بايدن أمس أنه لا يمكن الحديث عن أي مباحثات حول وقف إطلاق النار بين الجانبين قبل الإفراج عن جميع الأسرى في قطاع غزة.
وأفرجت حركة حماس حتى الآن عن 4 أسيرات، اثنتان منهما أميركيتان، والأخريان مسنتان إسرائيليتان أفرج عنهما لدواع إنسانية بعد أن رفضت إسرائيل في البداية تسلمهما.