برلمانية تطالب ب«الضرب في المدارس»
تتمسك البرلمانية المصرية آمال عبدالحميد، بمقترحها الداعي إلى “الضرب بالعصا” في المدارس من أجل ما أسمته إعادة”هيبة المُعلم” ومنحه صلاحيات أوسع في التأديب والعقاب. دافعت النائبة عن مقترحها في 4 قنوات فضائية وعدد من الجرائد المطبوعة واعتبرت أنها لم تخطأ في اقتراحها وأنه اقتراحًا ضروريًا (جدًا) من أجل تحسين مستوى التعليم. قالت عبد الحميد في جلسة برلمانية “جرّبنا الأساليب التربوية الوافدة إلينا من الغرب، والنتيجة أننا صنعنا أجيالًا لديها انفلات أخلاقي”.
اقتراح النائبة جاء بعد عام من وفاة الطفلة بسملة، 10 أعوام، في مستشفى الطوارئ الجامعي بالمنصورة بعد إصابتها بنزيف داخلي في المخ واضطرابات في درجات الوعي؛ نتيجة لضرب مدرّس لغة عربية لها بشكل قاس، لخطأها في مادة الإملاء.
أعرب نبيه الجنادي المحامي الحقوقي عن استغرابه من مقترح النائبة التي قال أنها “يجب أن تصدر تشريعات لحماية المواطن وخاصة الأطفال، لا أن تحط من شأنهم وتساعد في تحطيم نفسيات الأطفال والإضرار بهم”. وأوضح الجنادي لـ”زاوية ثالثة” أن “البرلماني يمثل الشعب ولا يجب أن يطالب بشيء يخالف القانون والدستور والمعاهدات الدولية الموقعة عليها مصر”
وأوضح الجنادي أن “قانون التربية والتعليم يُجرّم الضرب في المدارس، وأن القانون يعاقب المعلم اذا اعتدى على الطلبة بضرب لا ينتج عنه إصابة؛ بالحبس من 24 ساعة إلى 3 سنوات، والسجن 10 سنوات في حال وجود إصابة، والمؤبد في حال وجود عاهة مستديمة بالطفل المعتدى عليه”.
أثر نفسي
تأكيدًا لما ذكره الجنادي من أن ضرب الأطفال قد “يؤدي إلى مشاكل نفسية خطيرة”؛ قدمت جامعة تكساس، في يونيو 2021، ملخص مراجعة لـ69 دراسة، أشارت جميع الأدلة فيها أن العقاب الجسدي يضر بنمو الأطفال ورفاههم، وأكدت على فشله في الحد من مشكلات الطفل السلوكية أو تعزيز النتائج الإيجابية للعقاب، وتوقعت مزيدًا من المشكلات بدلا من ذلك.
ووفقا لدراسة نشرتها مجلة “علم النفس التربوي” عام 2020، قام الباحثون بمراقبة 2536 طفلا من سن الحضانة إلى الصف السادس، وبالفعل أظهر الأطفال تركيزا على المهام الموكلة لهم بالفصل الدراسي بنسبة تصل إلى 20%، وإلى 30% عندما تكررت عبارات المديح على مسامعهم، مقارنة بالأطفال الذين تعرضوا للتوبيخ.
إضافة إلى ذلك، قدم مختبر أبحاث الأسرة في جامعة نيو هامبشاير، نتيجة دراسة استمرت لأكثر من 4 عقود من البحث، على أكثر من 7 آلاف أسرة أميركية، مع نتائج دراسة شملت 32 دولة، لقياس مدى تأثير الضرب والصفع على الأطفال في المستقبل.
وأوضحت الدراسة التكلفة الكبيرة لضرب الأطفال بغرض تربيتهم، حيث يؤدي الضرب لإبطاء النمو العقلي للطفل، وفشله دراسيا، واحتمالية تورطه في جرائم مستقبلا.