نظم المئات من أهالي شمال سيناء، اليوم الجمعة، وقفة احتجاجية أمام معبر رفح المصري، بالتزامن مع انعقاد المؤتمر الصحفي للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، لدعم الشعب الفلسطينى ضد العدوان الإسرائيلي على غزة لليوم الثالث عشر على التوالي.
وقال “جوتيريش” في كلمته اليوم: “إن وراء المعبر الذي يفصل مصر عن القطاع، يوجد مليونا شخص يعانون بشكل هائل بدون ماء أو غذاء أو دواء أو وقود. وعلى هذا الجانب لدينا الكثير من الشاحنات محملة بالماء والغذاء والدواء. هي الفارق بين الحياة والموت بالنسبة لسكان غزة. نحتاج لتحريكها إلى الجانب الآخر بأسرع وقت ممكن وعلى نطاق واسع”. ولأن عملية الإغاثة تتم في منطقة حرب، أكد الأمين العام أهمية دعوته للوقف الإنساني لإطلاق النار. موضحًا أن ذلك الوقف الإنساني ليس شرطًا مسبقًا لتوصيل الإغاثة: “لا نريد معاقبة سكان غزة مرتين، أولا بسبب الحرب، وثانيا بسبب عدم توفر المساعدة الإنسانية. ولكن من الجلي أن الوقف الإنساني لإطلاق النار سيجعل الأمور أكثر سهولة وأمانا للجميع”.
وعلى هامش كلمته، رفع المتضامنون أمام معبر رفح، صورًا لعلمي مصر وفلسطين، وأخرى توضح آثار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع المحاصر برًا وبحرًا وجوًا، مرددين هتافات مناهضة لكيان الاحتلال منها: “لا لا التهجير، وتسقط تسقط إسرائيل، بنرددها جيل ورا جيل بنعاديكي يا اسرائيل، والحرية لفلسطين وإسرائيل إرهابية، وغزة غزة رمز العزة”.
وغطت أصوات الهتافات على صوت الأمين العام للأمم المتحدة الذي تفاجئ بالعدد الكبير للمتضامنين من الشباب والنساء والأطفال. الذين زحفوا من كل مدن ومراكز محافظة شمال سيناء وخاصة مناطق بئر العبد والشيخ زويد والعريش ووسط سيناء؛ ما أرغمه على التوقف نحو عشر دقائق قبل بدء المؤتمر الصحفي الذي رافقه خلالها اللواء محمد شوشة محافظ شمال سيناء، والذي شعر بالحرج الشديد إزاء هتافات المتضامنين.
محاولات حصار الأمين العام
عقب انتهاء المؤتمر الصحفي المقتضب لـ “جوتيريش”، زحف المشاركون إلى بوابة المعبر وشكلوا حائطًا بشريًا لمنع انطلاق سيارة الأمين العام للأمم المتحدة من أمام معبر رفح، ما أدى لمنعها من التقدم وسط هتافات المشاركين؛ أجبر ذلك قوات الأمنية المصرية على التدخل الفوري لمحاولة تخليص المسؤول الأممي من المواطنين الغاضبين. ونجحوا بعد دقائق قصيرة في مساعدته على المرور.
وقد واصل المتضامنون الزحف حتى تخطوا الحواجز الأمامية لبوابة المعبر، مطالبين بفتحه وإجلاء المصابين إلى المستشفيات المصرية وإدخال المساعدات إلى الأراضي الفلسطينية بقطاع غزة. واستمرت الاحتجاجات لأكثر من نصف ساعة وسط طوفان من الغضب، حتى استطاعت القوات الأمنية السيطرة عليها وفضها.
يأتي ذلك في ظل توقف الشاحنات التحالف الوطني لدعم الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة لليوم الخامس على التوالي بانتظار فتح المعبر والسماح لهم بالدخول إلى القطاع لتفريغ حمولة شاحناتهم. وعلى هامش الاحتجاجات التي انطلقت في كافة أنحاء الجمهورية، اليوم، رفضت قوات الأمن في مدينة العريش انطلاق تظاهرة احتجاجية متضامنة مع غزة، لتجهض القوات محاولات السيناوية في اختراق حدود العريش وصولًا إلى معبر رفح؛ خوفًا على سلامة المسؤولين الأمميين أمام المعبر.