قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أن هجمات حماس لم تأت من فراغ. و أن الشعب الفلسطيني خضع على مدى 56 عاما للاحتلال الخانق.
وأعرب عن القلق البالغ بشأن الانتهاكات الواضحة للقانون الدولي الإنساني (التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي) في غزة. وأكد أن أي طرف في الصراع المسلح ليس فوق هذا القانون.
مضيفًا أن “حماية المدنيين لا تعني إصدار أمر لأكثر من مليون شخص بالإجلاء نحو الجنوب حيث لا يوجد مأوى أو غذاء أو ماء أو دواء أو وقود، ثم قصف الجنوب نفسه”.
وأضاف أن الفلسطينيين رأوا أرضهم تلتهمها المستوطنات ويعمها العنف، واقتصادهم يُخنق، وشعبهم يُشرد، ومنازلهم تُهدم، وآمالهم في حل سياسي لمعاناتهم تتلاشى.
وتابع “مظالم الشعب الفلسطيني لا يمكن أن تبرر الهجمات المروعة من قبل حماس، وأن هذه الهجمات الشنيعة لا يمكن أن تبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني”.
كما شدد الأمين العام على ضرورة مطالبة كل الأطراف باحترام التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، واتخاذ الحيطة المستمرة في سير العمليات العسكرية لتجنيب تعرض المدنيين للخطر، واحترام وحماية المستشفيات واحترام حرمة منشآت الأمم المتحدة التي تؤوي اليوم أكثر من 600 ألف فلسطيني. وقال: “حتى الحرب لها قواعد”.
وأعرب عن قلقه بشأن القصف المتواصل على غزة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية ومستوى الضحايا المدنيين وحجم الدمار. وأبدى حزنه لمقتل 35 موظفًا لدى وكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) أثناء قصف غزة خلال الأسبوعين الماضيين.
غضب إسرائيلي
يبدو أن إدانة الأمين العام المتحدة للمخالفة القوانين الدولية من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة أدت إلى غضب تل أبيب. مزق سفير دولة الاحتلال الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة “جلعاد أردان” خلال جلسة للجمعية العامة تقرير مجلس حقوق الإنسان لإدانته جرائم الحرب التي ارتكبها الاحتلال ضد الفلسطينيين.. ونشر جلعاد أردان مقطع فيديو وسلسلة تغريدات عبر حسابه عبر تويتر، انتقد فيها مجلس حقوق الإنسان. وقال إنّه دان إسرائيل في خمسة وتسعين قرارا مقارنة بمئة واثنيْن وأربعين قرارا ضد باقي دول العالم، كما انتقد أردان عدم تطرق تقرير مجلس حقوق الإنسان لحركة حماس، وقال إن مكان التقرير سلة مهملات معاداة السامية.
وطالبت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بـ”الاستقالة فورا”، بينما رفض وزير خارجية دولة الاحتلال إيلي كوهين لقاء جوتيريش بعد تصريحاته التي قال فيها إن “هجوم حماس لم يأت من فراغ”.
ونشر على منصة “إكس” أنه “بعد 7 أكتوبر ليس هناك مجال لمقاربة متوازنة. يجب محو حماس من العالم”، وأكد أنه يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة”.
من جانبه، دعا مندوب دولة الاحتلال الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان جوتيريش إلى “الاستقالة فورا”.
ولليوم الـ 19 يواصل الجيش الإسرائيلي شن غارات مكثفة دمّرت أحياء بكاملها في غزة، وقتلت 5791 فلسطينيا، بينهم 2360 طفلا و1292 سيدة و295 مسنا، وأصابت 16297 شخصا، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.
وخلال الفترة ذاتها قتلت حركة “حماس” أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفقا لوزارة الصحة الإسرائيلية، كما أسرت ما يزيد على 200 إسرائيلي، بينهم عسكريون برتب رفيعة.
