بعد الملء الرابع لسد النهضة: مصر مهددة بعدم امتلاك مياه بحلول عام 2025

مصر مهددة بعدم امتلاك مياه بحلول عام 2025، وفق ما تقوله الأمم المتحدة
سد النهضة


“بكل سرور، أُعلن نجاحنا في  الانتهاء من الملء النهائي لسد النهضة”، هذا ما كتبه رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد، على منصة إكس، المعروفة سابقًا باسم تويتر.


مصر مُهدّدة 

في الوقت التي أكدت كل نتائج التحليلات أن مياه شرب في مصر تختلط بمياه الصرف الصحي”،  يعتقد خبراء آخرون بأن مصر مهددة بعدم امتلاك مياه بحلول عام 2025، وفق ما تقوله الأمم المتحدة؛ أعلنت إثيوبيا أنها قامت بالملء الرابع لخزان السد الأكبر في أفريقيا والمقام على النيل الأرزق، والذي كلف أثيوبيا حتى الآن نحو 4.2  مليار دولار، وكان السد الأثيوبي مصدرًا لنزاعات مستمرة طويلة المدى مع الدول المستفيدة من مياه النيل “مصر والسودان”.
جاء الإعلان يوم الأحد الماضي، بعد أسبوعين فقط من استئناف البلدان الثلاثة المفاوضات وذلك بعد فترة انقطاع طويلة، بهدف التوصل إلى اتفاق يأخذ في اعتباره احتياجات المياه للدول الثلاث.

تخشى كل من مصر والسودان من أن يقلل السد الإثيوبي الكبير من حصتهما من مياه النيل بشكل كبير، وقد طالبا مرارًا أديس أبابا بوقف عملية ملء السد حتى يتم التوصل إلى اتفاق بينهما حول كيفية عمله، لكن الأخيرة لم تستجب لأي مطالبات من البلدين واستمرت في بناءه.


أزمة تسريب المياه
بالإضافة إلى أزمة مياه النيل هناك أيضًا أزمة أخرى تعاني منها مصر، وهي تسريب المياه في القاهرة، فبسبب هذا التسريب ووفق الأرقام الرسمية، هناك 26,5% من مياه الشرب المنتجة في مصر لم تصل إلى المستهلك خلال العام المالي 2021/2022. يقول الخبير في مجال المياه حسن توفيق أن “التسرّب في مصر يحدث لأن شبكات الأنابيب متهالكة ومليئة بالثقوب، كما أن هناك سرقة للمياه” عن طريق أنابيب فرعية عشوائية يتمّ ربطها بالشبكة العامة.

مصر تعتمد على نهر النيل
يذكر أن مصر تعتمد على نهر  النيل بنسبة 95٪ كمصدر للمياه العذبة، بالإضافة إلى مياه الدلتا والصحراء الغربية وسيناء للمياه الجوفية العميقة، والمصدر الثالث مياه الأمطار والفيضانات، بحسب ما ذكرته منظمة الأغذية والزراعة.
وتريد إثيوبيا الوصول بإجمالي المياه المخزتة في بحيرة السد إلى 74 مليار متر مكعب، في حين يتوقع أن تقوم بتعلية جديدة في جسد السد قوامها 20 مترًا، قبل موعد الفيضان الجديد في يونيو المقبل. ويبلغ ارتفاع السد 145 مترًا وطوله 1,8 كيلومتر.
تقول الحكومة الأثيبوية أنه “عندما يكتمل السد بالكامل، يمكن للسد  توليد أكثر من 5,000 ميغاواط، مما سيمثل مضاعفة لإنتاج الكهرباء في إثيوبيا، التي تمتلك حاليًا الوصول إلى نصف سكان البلاد البالغ عددهم 120 مليون نسمة فقط.


غضب مصري

يقول محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، في تعليق أرسله لـ”زاوية ثالثة”: “من المؤكد أن الحكومة الأثيوبية لم تلتزم بكافة المساعي الدبلوماسية والمفاوضات المتكررة، للوصول الى اتفاق لإدارة وتشغيل سد النهضة ولا حتى بالاتفاقيات والمواثيق الدولية المتعلقة باستخدام مياه الأنهار للدول المتشاطئة”. وأضاف السادات “هناك تهديد كبير في حال ضعف وقلة الأمطار والفيضانات والجفاف في السنوات القليلة القادمة”، وتسائل “ألم يحن الوقت للتلويح برسالة قوية وحادة للجانب الإثيوبي؟” كما وجه السادات رسالة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قائلًا  “إذا فعلتها ستجد الشعب المصرى بكل طوائفه خلفك حفاظًا على حاضرهم ومستقبل الأجيال القادمة”. 

قال بيان للخارجية المصرية، في تعليق على إتمام إثيوبيا عملية الملء الرابع لسد النهضة، إن “ذلك يعد استمرارًا من جانب إثيوبيا في انتهاك إعلان المبادئ الموقع بين مصر وإثيوبيا والسودان عام 2015، والذي ينص على ضرورة اتفاق الدول الثلاث على قواعد ملء وتشغيل السد الإثيوبي قبل الشروع في عملية الملء”.
وأضاف البيان أن “اتخاذ اثيوبيا لمثل تلك الإجراءات الأحادية يُعد تجاهلاً لمصالح وحقوق دولتى المصب وأمنها المائى الذي تكفله قواعد القانون الدولي”.

وأشارت الخارجية المصرية إلى أن “هذا النهج، وما ينتج عنه من آثار سلبية، يضع عبئًا على مسار المفاوضات المستأنفة، والتى تم تحديد أربعة أشهر للانتهاء منها، والمعقود الأمل في أن تشهد جولتها القادمة المقرر عقدها في أديس ابابا، انفراجة ملموسة وحقيقية على مسار التوصل إلى اتفاق على قواعد ملء وتشغيل السد”.

كان الرئيس السيسي قد قال في نوفمبر 2017 أنه “لا أحد يستطيع المساس بمياه مصر” وأكد على أنها “مسألة حياة أو موت”  ودعا السيسي المصريين إلى الحفاظ على المياه، معتبرًا أن التبذير في استهلاكها يعد “تجاوزًا في حق مصر”.


Search