زاوية ثالثة

افتتاحية حلم..هذا المشروع كان فكرة منذ سنين، كنا ننتظر، دعمًا، تغييرًا في المناخ العام، في السياسات المتعلقة بحرية الصحافة؛ كنا نُفكر، نتناقش، نُجادل، ننتظر، ننتظر، ننتظر. لكن أخيرًا آمنا بأن من ينتظر الوقت المناسب والفرصة، لن يبدأ أبدًا؛ لذا قررنا اتخاذ الخطوة بكل صعوبتها وثقلها، قررنا أن نبدأ الآن، من تحت الصفر. خطواتنا تدعمها ثقتنا في أن في بلادنا العربية ملايين متعطشة إلى صحافة حق، تريد أن تصل إلى المعلومات الخالية من تزييف وتأثير سياسي. خطواتنا وإن كانت غير مدعومة ماليًا، إلا أنها مدعومة بقتنا في قدارتنا الصحفية والإبداعية، وفي قدرتنا على أن نتعلم ونتطور ونتقبل انتقاد أعمالنا. زاوية ثالثة

في ذكرى ثورة يناير، نبدأ زاوية ثالثة؛ لا هي الأولى التي تؤيد، ولا الثانية التي تعارض، بل هي الثالثة التي تتقصى وتحاول أن تفهم معكم ما يحدث حولنا وكيف ولماذا حدث. لن ننشر أخبارًا عاجلة، سنحاول أن نتقصى ونحلل المعلومات في بيئة يصعب فيها التقصي.

 مشروعنا يؤمن بأن الصحافة يجب أن تكون حرة غير تابعة، أن حرية الصحافة حق لمن يعمل بها ولمن يقرأها، لذا نحاول نجعل لحرية الصحافة متنفس من هذه الزواية.

 ألهمتنا الثورة أن التغيير ليس مستحيلًا، وفي مشروعنا الصغير لدينا حلم بالتغيير في النمط الصحفي السائد، نحن نؤمن أن للصحفي رسالة، لا غنى عنها، ,لا تعوضها فيديوهات البث المباشر على وسائل التواصل الاجتماعي؛ رسالة لا تتبع “الترند” فتتحول إلى صحافة بلا هدف.

الصحافة من هذه الزاوية ستخبر الناس بما يجب أن يعلموه، لا بما يريدون أن يعلموه، بما يفعله المسؤول خلف الأبواب، لا بما يقوله أمام شاشات التلفاز.

 نؤمن أن حلمنا في التغيير الصحفي ليس مستحيلًا، تماما كما أثبتت ثورة يناير أن إزالة مبارك من رأس السلطة لم يكن مستحيلًا، كان حلم ينقصه خطوة، ونحن اتخذنا الخطوة.

حلمنا استمرار السرد الصحفي، هدفنا البقاء سلطة قوية للناس لا السُلطات.

يحركنا في عملنا مبادئ الديمقراطية، الحرية، المساواة، والشفافية.  بما أننا نتحدث عن الشفافية، فنعلن أن إمكانياتنا المادية محدودة، وربما معدومة، زاوية ثالثة هي منصة مبنية على عمل فردي وحاليًا ينضم إليه عدد من الزميلات والزملاء المتطوعين والمؤمنيين بالحلم ذاته، على أمل أن نجد فرصة قريبة؛ تمكننا من أن نحول العمل التطوعي إلى عمل بالأجر لنكمل ما بدأناه؛ ولأننا ندرك صعوبة الوضع الاقتصادي للجميع، قررنا أن لا نرسل طلبات لزملاؤنا بالتطوع معنا، ونترك لهم الباب مفتوحًا لكي يرسلوا هم لنا إن آمنوا بفكرتنا.

لكن لماذا نبدأ ونحن لا نملك مالًا؟ هذا المشروع كان فكرة منذ سنين، كنا ننتظر، دعمًا، تغييرًا في المناخ العام، في السياسات المتعلقة بحرية الصحافة؛ كنا نُفكر، نناقش، نُجادل، ننتظر. لكن أخيرًا آمنا بأن من ينتظر الوقت المناسب والفرصة، لن يبدأ أبدًا؛ لذا قررنا اتخاذ الخطوة بكل صعوبتها وثقلها، قررنا أن نبدأ الآن، من تحت الصفر.

 خطواتنا تدعمها ثقتنا في أن بلادنا العربية متعطشة إلى صحافة حق، وأن هناك ملايين تريد أن تصل إلى المعلومات الخالية من تزييف وتأثير سياسي.

خطواتنا وإن كانت غير مدعومة ماليًا، إلا أنها مدعومة بثقتنا في قدارتنا الصحفية والإبداعية، وفي قدرتنا على أن نتعلم ونتطور ونتقبل انتقاد أعمالنا.

لن يكون معدل النشر رقمًا كبيرًا مقارنة بمنصات أخرى للأسباب المادية، لأن كل المساهمين في هذه المنصة سيكون لهم في الغالب أعمال أخرى من أجل المعيشة، لكن خطتنا أن نكتب عن السياسة، الاقتصاد، الحقوق، المجموعات المهمشة، الحريات، تجارب التحول الديمقراطي؛ وأن ننشر باللغتين العربية والانجليزية.

 وبما أننا حالمون، فإننا نبدأ بتغطية مصر، أملًا في أن نتوسع مستقبلًا في البلاد العربية، إننا نعلن خطتنا لنحفز أنفسنا على الاستمرار، وحتى نضع أهدافنا نصب أعيننا ونصل إليها.

أخيرًا، سنسير ببطئ من هذه الزاوية، خير لنا من أن نتوقف وأن نضع اقلامنا أرضًا ونترك الساحة فارغة إلا من صحافة المال السياسي.

 تم تسجيل “زاوية ثالثة” كمنظمة غير هادفة للربح تسعى لدعم حرية الصحافة، مقرها بروكسل.

Search