وفاة ريم حامد في باريس.. صفحة جديدة في كتاب هجرة العقول المصرية

وفاة ريم حامد في باريس تفتح الباب أمام تساؤلات حول نزيف العقول المصرية وأسباب الغموض المحيط بالعلماء المصريين في الخارج
Picture of آية ياسر

آية ياسر

كانت ريم حامد قد عادت لتوها من منحة دراسية لمدة عام في جامعة بادوفا الإيطالية، خلال فترة دراستها الجامعية، ثم أكملت مشروع تخرجها حول تسلسل الحمض النووي الاصطناعي، لتحصل على البكالوريوس من قسم التكنولوجيا الحيوية “بيو تكنولوجي“، باللغة الإنجليزية، من كلية الزراعة بجامعة القاهرة، في العام 2017.

 حلمت ريم ذات الـ22 عامًا، آنذاك، بأن يتم تعيينها معيدة في جامعة النيل في مجال المعلوماتية الحيوية “بيوانفورماتكس“، لكن قيل لها أنها بحاجة لمزيد من الدراسات العليا.

لم ينطفئ شغفها العلمي بعدما حصلت على دبلوم الدراسات العليا في المعلوماتية الحيوية، من كلية حاسبات بجامعة عين شمس، وأنجزت بحثًا في علم النبات بالاشتراك مع زملاء وزميلات مصريين، حول الكريات النباتية وإنتاج الكتلة الحيوية من الريزوبيا، (وهي بكتريا تربة تقوم بتثبيت النيتروجين بعدما تستقر في العقد الجذرية للبقوليات)، تم نشره في عام 2020، وراحت تركض خلف حلمها ملتحقة بدبلومة أخرى في تخصص “بيوانفورماتكس”، بجامعة النيل، لكن في الوقت نفسه فاجأها القدر بقبولها في برنامج ماجستير معهد البيولوجيا التكاملية للخلية في جامعة باريس سكلاي في فرنسا، وأصبحت أمام تحدٍ كبير يتمثل في التوفيق بين دراستها للماجستير بفرنسا و الدبلومة عن بعد من جامعة النيل. 

حاولت ريم، التي كانت تعيش في السكن الجامعي بمدينة ليس أوليس الفرنسية، جنوب غرب باريس، التوفيق بين الماجستير والدبلوم، وبذل كل جهدها، لكن ذلك كان يتطلب وجودها في المعمل لأوقات طويلة، بشكل استنزف طاقتها، فاضطرت إلى تقديم طلب لأستاذها بجامعة النيل لتأجيل دراسة الدبلومة، لحين الانتهاء من الماجستير، ولكن بعدما حصلت على درجة الماجستير في علم الجينوم والوراثة من جامعة باريس سكلاي 2022، تم قبولها في برنامج الدكتوراه، وعاد إليها إصرارها على استكمال الدبلومة، رغم ضغوطات الدراسة؛ إذ شرعت في كتابة دراسة بعنوان: “الشيخوخة واستقرار الجينوم“، تتمحور حول تنظيم التعبير الجيني في مرحلة الشيخوخة، تحت إشراف أستاذها الفرنسي البروفيسور كارل مان، إلاّ أن وفاتها الغامضة والمفاجئة في باريس، مساء يوم الخميس 22 أغسطس الجاري، عن عمر الـ29، أسدل الستار على أحلامها وشغفها العلمي، وفتح الباب أمام التساؤلات وحالة من الجدل سادت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر.

وقبل شهر من وفاتها نشرت ريم حامد تدوينات، عبر حسابها الشخصي على موقع فيسبوك، تشير إلى أنها تتعرض للمراقبة من أشخاص والتجسس على أجهزتها الشخصية، وتهديدها بشأن الأبحاث التي تعمل عليها، مؤكدة أنها تحتاج إلى إبلاغ أجهزة أمنية عن خطر يهدد حياتها، إلا أنها قامت بحذفها بعد أيام، لكنها تركت تدوينات غامضة، تضمنت تلميحات تشير إلى اقتراب موتها ورغبتها في “الشهادة”، واحتمالية عدم استكمالها لرحلتها العملية والعلمية بسبب ما وصفته بـ “الفساد في المحيط الحالي”.

تواصلت زاوية ثالثة مع صالح فرهود – رئيس الجالية المصرية في فرنسا-، وكشف لنا كيف عثر أشخاص على جثة الباحثة المصرية أمام السكن الجامعي الخاص بطلاب الدراسات العليا، وأبلغوا الشرطة الفرنسية التي تحفظت على الجثمان ونقلته إلى الطب الشرعي لمعرفة سبب الوفاة، وأبلغت من فورها السفارة والقنصلية المصرية في باريس، مشيرًا إلى أن السلطات الفرنسية تتكتم على تفاصيل الحادث وتقوم بالتعتيم لحين انتهاء تحقيقات الطب الشرعي ووزارة العدل وعمليات فحص كاميرات المراقبة وغرفة الراحلة ومتعلقاتها الشخصية، والتأكد من مدى صحة ادعاءاتها بشأن التجسس عليها ومراقبتها، ومعرفة إذا كانت الوفاة طبيعية أم ناتجة عن حادث أو مشاجرة أو اختناق أو تسمم، مبينًا أن تقرير الطب الشرعي يفترض أن يصدر بعد مرور أسبوع إلى عشرة أيام من العثور على الجثة.

وحول المنشورات التي كتبتها الباحثة الراحلة في وقت سابق، ينفي “فرهود” أن تكون ريم قد تقدمت باستغاثة إلى الجالية المصرية في فرنسا، إذ يقوم فريقها في تلك الحالات بإجراء تحقيقات واتخاذ إجراءات قانونية لحماية فرد الجالية المصرية المهدد بالخطر، مؤكدًا أنها لم تتقدم كذلك ببلاغ إلى السفارة أو القنصلية المصرية في باريس لتقوم بحمايتها، لافتًا لاحتمالية تعرضها لضغوطات نفسية دفعتها لكتابة تلك المنشورات الغامضة.

ويكشف رئيس الجالية المصرية أن حادث وفاة ريم حامد سبقته بيومين جريمة قتل شاب مصري، في باريس، وكشفت تحقيقات الشرطة أن صديقه قام بطعنه، مشيرًا لكون المصريين في فرنسا لا يتعرضون لاضطهاد أو تمييز، خاصة مع وجود العديد من الطالبات اللواتي يرتدين الحجاب ولم يتقدمن بشكاوى تفيد بتعرضهن للإيذاء والاضطهاد.

 

نزيف العقول المصرية

يربط مصريون بين الوفاة الغامضة للباحثة المصرية، وحادث مقتل الدكتورة سميرة عزت، مدير مركز مارك لأبحاث التجارب السريرية واستشاري الأبحاث العلمية بمستشفيات شفاء الأورمان، في يونيو 2022، إثر سقوطها من مصعد شركة أدوية شهيرة بمدينة السادس من أكتوبر، بعدما أكد لها عامل الصيانة أنه تم إصلاح العطل بالمصعد.

واعتبر مدونون ومغردون على مواقع التواصل الاجتماعي أن وفاة ريم حامد، جاءت امتدادًا لعدد من الوفيات الغامضة والاغتيالات بحق عدد من علماء مصر منذ خمسينات القرن الماضي، التي توصف بمسلسل نزيف العقول المصرية؛ إذ سبق أن أثارت وفاة أول عالم مصري في أبحاث الفضاء، علي مصطفى مشرفة، بمدينة الإسكندرية في يناير 1950، الشكوك حول تعرضه للتسمم، وقٌتلت أول عالمة نووية مصرية، سميرة موسى على الأراضى الأمريكية في أغسطس عام 1952، بمدينة كاليفورنيا الأميركية، دون الكشف عن تفاصيل الحادث أو وجود جاني، وفي 13 من يونيو عام 1980، عُثر على العالم النووي المصري، الدكتور يحيى المشد، جثة هامدة مهشمة الرأس، في حجرة رقم 941 بفندق الميريديان بباريس، وقُيدتْ القضية ضد مجهول.

لم يصدر أي بيان أو تعليق من جامعة باريس سكلاي بشأن وفاة باحثة الدكتوراه المصرية، ولم تشر للوفاة الغامضة عبر موقعها الإلكتروني أو أي منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، كما لم ترد على مراسلات زاوية ثالثة لها عبر البريد الإلكتروني للجامعة.

وترجح إشراق أيمن – صديقة الباحثة الراحلة وزميلة دراستها بقسم البيوتكنولوجي-، احتمالية تعرضها للإيذاء بعد تهديدات كانت تتلقاها، كاشفة في تدوينة لها عبر حسابها الشخصي على موقع فيسبوك، عن أنها كانت تشعر بالخوف تجاه صديقتها، ما دفعها للتواصل مع وزارة الهجرة وشؤون المصريين في الخارج لمعرفة كيفية تقديم بلاغ. وتم إبلاغها بالإجراءات وأنه يشترط أن يقدم البلاغ أحد أقربائها، فاتصلت بها لإخبارها بذلك، ووعدتها ريم بأنها ستقدم بلاغ، لكن لا تعرف “إشراق” إذا كانت قد قامت بذلك أم لا؟ وما الذي جرى معها حال كانت قد قدمت بلاغ للجهات المعنية في مصر؟.

تتعجب إشراق من مزاعم انتحار ريم نتيجة للضغوطات النفسية، معتقدة أنها كانت متزنة نفسيًا، لكنها كانت تتعرض للتخويف، بجانب تعريضها لغازات وإضافة مواد إلى طعامها، بحسب ما كتبت في تدوينة على حسابها.

وكانت الباحثة الراحلة قد كتبت تدوينة في العاشر من أغسطس الجاري تطلب خلالها ترشيح مدربة “لايف كوتش” مصرية لديها أمانة، ما جعل البعض يفسرون ذلك بمواجهتها لضغوطات حياتية قبيل وفاتها، كما ربط عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، بين التدوينات التي سبق أن نشرتها ريم عبر حسابها الشخصي منذ نحو شهر وبين أعراض جنون الارتياب “بارانويا” أو مرض الفصام العقلي، على حد زعمهم.

 

تهميش 

تحكي أمنية محمد – صديقة ريم حامد وزميلة دراستها بقسم البيوتكنولوجي في كلية الزراعة-، كيف تعرضت الراحلة للتنمر وتصرفات عنصرية بسبب أصلها العربي وارتدائها للحجاب، مبينة أنها تعرضت بدورها لمواقف عنصرية مشابهة حين سافرت هي الأخرى إلى دولة أوروبية لإجراء الدراسات العليا، لكنها ليست متأكدة من صحة تعرضها لتهديدات ومراقبة، مضيفة: “كنا نحاول مواساتها وننصحها بالإبلاغ، وبالفعل أبلغت ولكن لم تأت لها المساعدة”.

“في بلدنا تعرضنا للتهميش ضد تخصصنا وعدم وجود فرص عمل لنا كخريجين/ خريجات، كلية الزراعة، قسم البيوتكنولوجي، فاضطر 13 خريج من دفعتنا المكونة من 19 خريج/ خريجة، للسفر إلى خارج البلاد للعمل والدراسة”. تقول صديقة ريم في حديثها إلى زاوية ثالثة.

وتنفي أمنية، وفقًا لما لديها من معلومات، أن تكون صديقتها قد سقطت من نافذة غرفتها أو تم إلقاؤها، مبينة أن أسرتها نفسها لا تعرف كيف توفيت وينتظرون انتهاء تحقيقات الشرطة الفرنسية، متمنية أن تكشف أسرة صديقتها عما حدث معها في الفترة الأخيرة، قبل وفاتها، بعد أن يستلموا جثمانها.

وفي حديثه إلى زاوية ثالثة أكد الأستاذ الجامعي المشرف على الدبلومة التي كانت ريم تدرسها عن بعد من جامعة النيل، أن طالبته كانت مجتهدة وطموحة ومتعاونة مع الآخرين وتعرف أهدافها بشكل جيد، مبينًا أنها شرحت له أنها باتت تشعر بالضغط الأكاديمي وترغب في تأجيل الدبلومة مؤقتًا لحين الانتهاء من الدراسات العليا، لكنها لم تتحدث معه بشأن تعرضها لمضايقات، رافضًا التعليق على اتهام البعض لها بالمرض النفسي.

ويشرح الأستاذ بجامعة النيل – تحفظ على ذكر اسمه-، أن معظم خريجي أقسام البايوتكنولجي في مصر يلجأون إلى السفر للخارج للدراسات العليا والعمل بسبب نقص الإمكانيات المتاحة في مصر، وغلاء أسعار المواد الكيميائية التي يتطلبها هذا التخصص، ما يعطل الأبحاث العلمية ويجعلها تستغرق عدة سنوات إضافية قبل أن تخرج إلى النور.

 تواصلت زاوية ثالثة هاتفيًا مع رفيق حامد – الشقيق الأكبر للباحثة الراحلة-، لسؤاله عن طبيعة الضغوطات والتهديدات التي تعرضت لها، لكنه رفض التعليق على الأمر والإدلاء بأي تصريحات صحفية.

وكان نادر حامد، الشقيق الثاني للباحثة، قد كتب على صفحته الشخصية على موقع فيسبوك، إن أسرته لم تدخر أي جهد وتواصلت على الفور مع الجهات المعنية ومكتب المحامي سيف المصري لمتابعة الإجراءات بفرنسا والتنسيق فيما يخص عودة جثمان ريم إلى أرض الوطن، ووكلته بالدفاع عن حقوقها وحقوق الأسرة، مطالبًا بتوخي الحذر فى نشر أي أخبار قد تضر بسير العدالة أو تؤدي إلى المساس بحقوق الراحلة ريم، مبينًا أن القضية قيد التحقيق أمام  النيابة الفرنسية ولم يصدر أي تقرير رسمي للحظة الحالية فيما يخص الوفاة أو تأكيد أو نفي شبهة جنائية من عدمه، والأسرة تحتفظ بحقها القانوني في اتخاذ جميع الإجراءات القانونية ضد كل من شهر بها و ذكر معلومات دون تأكد، على حد تعبيره، مختتمًا تدوينته بهاشتاج حق ريم حامد.

إلا أن ما كتبته شقيق الباحثة الراحلة أثار استياء البعض فقاموا بمهاجمة الأسرة واتهامها بتضييع حق ابنتها التي يعتقدون أنها تعرضت للاغتيال، في حين فسر البعض التدوينات التي سبق أن نشرتها ريم عبر حسابها الشخصي وقامت بمسحها لاحقًا، وطالب شقيقها نادر في تدوينة أخرى عبر حسابه الشخصي بعدم تداولها واحترام خصوصية شقيقته، بأنها دليل على معاناتها من اضطراب نفسي، وإثر تلك الاتهامات قام شقيقها بتعطيل حسابه الشخصي.

وفي حين لم يصدر أي بيان من أسرة الباحثة الراحلة أو محاميها بخصوص حالتها النفسية قبيل الوفاة، إلا أن حساب على موقع فيسبوك باسم رؤى خالد، ابنة شقيقتها رباب حامد، نشر تدوينة قصيرة قالت فيها: “حق ريم حامد.. ريم لم تعاني من أي مرض نفسي أو عضوي وأعمالها وأبحاثها خير دليل”.

 

 

الخارجية تنتظر التحقيقات الفرنسية 

زاوية ثالثة تواصلت مع مصدر مسؤول في وزارة الخارجية، نفى خلال مكالمة هاتفية، أن تكون لدى الوزارة معلومات أكيدة حول كون وفاة الباحثة الشابة ريم حامد، كانت لأسباب طبيعية أم جنائية، وأن الخارجية تنتظر انتهاء تحقيقات السلطات الفرنسية وما ستبلغ به السفارة المصرية في باريس. كما نفى المصدر أن تكون لديه معلومات حول تلقي السفارة أو القنصلية المصرية في باريس لأي بلاغ رسمي من الباحثة الراحلة يفيد بتعرضها لمضايقات أو تهديدات.

وكانت وزارة الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، قد نشرت بيان لها عبر صفحتها الشخصية، أكدت خلاله أنها تتابع عن كثب واقعة الوفاة، مبينة أنه فور تلقى القنصلية العامة في باريس خبر وفاتها، تواصلت مع السلطات الفرنسية للوقوف على الملابسات، والوقوف على تقرير جهات الاختصاص الفرنسية لمعرفة أسباب الوفاة، وسرعة إنهاء الإجراءات اللازمة لاستخراج شهادة الوفاة وشحن جثمانها إلى أرض الوطن، فور الإنتهاء من التحقيقات. 

في المقابل، تؤكد النائبة غادة عجمي – عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان-، في حديثها إلى زاوية ثالثة، أن وزارة الخارجية المصرية تبذل جهدها في التواصل مع السلطات الفرنسية منذ اللحظات الأولى للعثور على جثمان الباحثة الراحلة ريم حامد، وتنتظر صدور تقريرها بشأن أسباب الوفاة وملابساتها وبناءً عليه ستقوم الخارجية بإصدار بيان لها، مبينة أن الوزارة لا تعلم شيء عن ملابسات العثور على جثة الباحثة. 

ولا تعرف عضو لجنة العلاقات الخارجية إذا كانت ريم حامد قد تقدمت ببلاغ رسمي إلى السفارة المصرية أو أي جهة رسمية بشأن ادعاءاتها بالتجسس عليها ومراقبتها وتهديدها.

ويرى السفير رخا أحمد حسن – عضو المجلس المصري للشئون الخارجية-، أن هناك حلقة مفقودة في موضوع وفاة ريم في فرنسا، تتمثل في أسباب الوفاة وطبيعة الدوافع التي تقف وراء تلك الجريمة حال وقوعها والمتسبب أو المتسببين فيها، وكل هذه الأمور من شأن الجهات الأمنية الفرنسية والتي تتابع معها القنصلية المصرية في فرنسا، مستجدات القضية، مبينًا أنه في حالات الوفيات التي يحتمل وجود شبهة جنائية متعلقة بها، يحدث نوع من التكتم لمنع التشتت والبلبلة واختفاء أدلة أو أشخاص ذوي صلة بالقضية، والأمر ينطبق على قضية ريم، لاسيما أنها كتبت أنها تتعرض للمراقبة والتهديدات.

ولا يعتقد “رخا” أن تكون أبحاث الراحلة سببًا في موتها، لكونها متعلقة بمجال علمي وليس مجال يتعلق بالأمن، لكنه لا يستبعد أن يكون الأمر متعلقًا بقضية كراهية، حال كانت الوفاة ناتجة عن جريمة قتل، كما حدثت حوادث مشابهة بحق ضحايا من أصول عربية أو مسلمين، مبينًا أن بعض المصريين والعرب الموجودين في أوروبا عانوا من اضطهاد ومضايقات على خلفية مواقفهم السياسية الداعمة لفلسطين المعادية للاحتلال الإسرائيلي والمهاجم للغرب، إلا أن حسابات ريم حامد على مواقع التواصل الاجتماعي وشهادات بعض أصدقائها لم تظهر وجود أي اهتمام سياسي لديها، مؤكدًا أن الأمر الآن مرهون بتحقيقات الشرطة الفرنسية ولا يجب القفز بالاستنتاجات قبل أن تظهر نتيجة تلك التحقيقات.

وسواء كانت وفاة الباحثة المصرية، ريم حامد، امتدادًا لوفيات غامضة لعلماء مصريين لم يكشف عن المتسببين فيها، أم كانت وفاة طبيعية لأسباب جسدية أو ضغوطات نفسية، فإن نزيف العقول المصرية لن يتوقف ما دامت هجرة العقول المصرية مستمرة، وهو مصطلح يشير إلى انتقال الأفراد الذين يملكون مستويات تأهيل عالية، من بلدهم إلى بلد آخر.

 وكان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، قد كشف في عدد مجلة السكان الصادر في 2023، عن أن عددهم بلغ (9.5) مليون مواطن، ووفقاً لآخر إحصائية لاتحاد المصريين فى الخارج، منشورة في عام 2015، فإن مصر تأتي في المركز الأول في عدد العلماء في الخارج على مستوى العالم؛ إذ يبلغ عددهم نحو 86 ألف عالم بينهم 1250 عالم في تخصصات نادرة، تزامنًا مع تراجع ترتيب مصر في البحث العلمي إلى المركز الـ 135 من بين 144 دولة، وفقًا لتقرير التنافسية العالمي لعامي 2014/ 2015.

آية ياسر
صحافية وكاتبة وروائية مصرية حاصلة على بكالوريوس الإعلام- جامعة القاهرة.

Search