تنديد بلا تفويض.. رسائل الصحفيات المصريات ضد جرائم الاحتلال في غزة

ظمت مجموعة “صحفيات مصريات” (وهي مجموعة نسوية صحفية تهتم بقضايا الصحفيات وحقوقهن بوجه خاص، وعدد من قضايا المهنة)، مساء اليوم الخميس، تظاهرة احتجاجية تضامنًا مع الشعب الفلسطيني
محمد عاطف

في سياق التصعيد الشعبي ضد حرب الإبادة التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ يوم السابع من أكتوبر الجاري، نظمت مجموعة “صحفيات مصريات” (وهي مجموعة نسوية صحفية تهتم بقضايا الصحفيات وحقوقهن بوجه خاص، وعدد من قضايا المهنة)، مساء اليوم الخميس، تظاهرة احتجاجية تضامنًا مع الشعب الفلسطيني على سلم نقابة الصحفيين، وذلك بمشاركة عدد من المحاميات الأعضاء في نقابة المحامين المصرية، ومئات من المتضامنين. وقد ندد المشاركون باستهداف الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة وآخرين في جنوب لبنان.

شارك في التظاهرة مجموعة من النسويات والناشطات الحقوقيات من مراكز حقوقية نسوية، كما شاركت منى مينا -وكيل نقابة الأطباء السابقة-، والإعلامية الفلسطينية نجوى اقطيفان -عضو اتحاد المرأة الفلسطينية بالقاهرة-، والمحامية الحقوقية ماهينور المصري، كما كان على رأس التظاهرة عددًا من الصحفيات النقابيات من مصر؛ أبرزهن: الكاتبة الصحفية منى سليم، ورشا عزب الصحفية والمدافعة عن حقوق الإنسان.

وقد رددت المشاركات هتافات مناهضة لدعوات تفويض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كان أبرزها: “المظاهرة دي بجد احنا مش بنفوض حد، لا تهجير ولا توطين الأرض أرض فلسطين، عيش حرية إلغاء الاتفاقية”. وعلى هامش التظاهرة، قالت الإعلامية الفلسطينية نجوى اقطيفان، لزاوية ثالثة: “لن نسمح بتقسيم فلسطين ومستمرين في الدفاع عن أرضنا، ولن نترك غزة، مستمرين عليها ولن نهجرها”. فيما نددت نجوى باستهداف المستشفيات والمدارس بذريعة وجود مخابئ لحماس، وذلك بغرض إجبار المدنيين على ترك منازلهم والنزوح نحو الحدود مع مصر، كجزء من مخطط صفقة القرن الأمريكية الصهيونية. وأكدت أن الفلسطينيين باقون حتى آخر طفل لديهم، ولن يتركوا أرضهم أو يرتضوا بحدود العام 1967، وأن الحرب القائمة محاولة لإرساء ما حاول الاحتلال فرضه عليهم منذ العام 1948 لتقسيم القدس إلى شرقية وغربية. وأوضحت أن الاحتلال استهدف مبنى للإذاعة دون إنذار ومبانٍ أخرى المدنيين بزعم استهداف حماس، للضغط على الشعب للنزوح نحو أرضنا، وأن ما تم طرحه بخصوص النزوح نحو صحراء النقب أو سيناء مرفوض تمامًا.

فيما علقت منى مينا قائلة إن: “الاحتلال ضرب مستشفى المعمداني ومدارس الأونروا رغم أنهم أرسلوا إحداثياتها للاحتلال ومع ذلك فقد شنوا هجمات فاجرة وحقودة عليها”. وأوضحت أن هناك مئات الأطنان من الإغاثات والمساعدات الإنسانية لم تدخل حتى الآن للقطاع المنكوب، وأن الحل السريع والمنقذ هو السماح بدخولها أولا، والاستمرار في الضغط والتنديد باستهداف الاحتلال للمدنيين والمباني الخاصة بالمدارس والمستشفيات وأماكن الإغاثة.

وتأتي التظاهرة اليوم، بعد تظاهرة شعبية أمس كانت نقابة الصحفيين قد دعت لها، للتنديد بجرائم الاحتلال، داعية إلى التنسيق المستمر مع باقي النقابات المهنية لتنظيم حملة تبرعات لإرسال مساعدات طبية وعينية للشعب الفلسطيني في غزة.

وكانت نقابة الصحفيين المصريين قد عقدت الاثنين الماضي، مؤتمرًا لرصد انتهاكات الاحتلال في حرب غزة الجارية، وكذلك الإعلان عن تجاوزات وأكاذيب الإعلام الغربي التي روجها منذ بدء الاشتباكات في حق الفلسطينيين. وذلك ضمن أعمال لجنة رصد وتوثيق جرائم الاحتلال التي دشنتها النقابة حديثًا، والتي وفق نقيب الصحفيين خالد البلشي ستستمر في تقديم نشرات أسبوعية لرصد تلك الانتهاكات حتى بعد انتهاء الأزمة الجارية.

تعاون نقابي

نقيب الصحفيين المصريين خالد البلشي، قال لزاوية ثالثة، إن هناك تنسيقًا مع النقابات المهنية لتنظيم قافلة دعم للشعب الفلسطيني، وأنه سيتم الاتفاق على ذلك في اجتماع بمقر النقابة الأسبوع المقبل. مشيرًا إلى أن ممثلين من نقابتي المهندسين والأطباء البيطريين حضروا لمقر النقابة للمشاركة في فاعليات التنديد بجرائم الاحتلال والتوصل لاتفاق لتوحيد جهودهم في قوافل الإغاثة. وفي السياق ذاته، قال محمد سعد عبد الحفيظ -عضو مجلس نقابة الصحفيين-، إنهم بدأوا التواصل مع النقابات لعمل لجنة إغاثة مشتركة وتنظيم عدة فاعليات مستمرة، وتدشين حملة تبرعات بالتنسيق مع الهلال الأحمر المصري. وفيما يخص التصعيد، أوضح “عبد الحفيظ” أن أبواب النقابة ستظل مفتوحة للفعاليات والتظاهرات إلى أن تنتهي هذه الحرب.

وقد وصف مدحت الزاهد -رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي-، ما تتعرض له غزة بأنه مقدمات نكبة أخرى وعملية إبادة جماعية وتهجير قسري للفلسطينيين، لتوطينهم في شتات آخر -حسب وصفه- لحرمانهم من وطنهم. مضيفًا أن: “هذه الأحداث تستدعي الوصول لأقصى درجات التصعيد ومنها فتح باب الانضمام لصفوف المقاومة الفلسطينية وطرد سفير الاحتلال الإسرائيلي والبعثة الدبلوماسية من مصر، كما أن على النقابات المهنية مخاطبة مثيلاتها في كل أنحاء العالم لتوضيح التزييف والصورة المغلوطة التي ينشرها الإعلام الغربي بحق الشعب الفلسطيني”.

يذكر أن المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة، اليوم الخميس، قد أعلن اليوم عن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 3785 شهيدا منهم 1524 طفلا و1000 سيدة و 120 مسن، إضافة لإصابة 12493 آخرين بجراح مختلفة منهم 3983 طفلا و3300 سيدة. أيضًا أشار إلى الانتهاكات بحق المنظومة الصحية، ما أدى إلى استشهاد 44 من الطواقم الطبية وإصابة 70 آخرين، موضحا أن الاحتلال الإسرائيلي تعمد استهداف 23 سيارة إسعاف وخروجها عن الخدمة بعد تدميرها بالكامل، وخرجت 4 مستشفيات عن الخدمة بسبب الاستهداف المباشر وهي مستشفيات (بيت حانون والدرة والكرامة والعيون الدولي).

محمد عاطف
صحفي مصري

Search