بيع المطارات المصرية: صفقة لإنقاذ مصر للطيران أم مكسب للمستثمرين؟

خروج الشركة من تصنيف أفضل 100 شركة طيران عالميًا لعام 2023 بسبب تراجع جودة الخدمات
Picture of مي علي

مي علي

سادت حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن نشر البلوجر “بن شلابيج” عبر مدونته الشهيرة عن السفر “ONE MILE AT A TIME”، أن تجربته كانت سيئة في القاهرة، وأنه تعرض لسوء المعاملة في المطار، كما اضطر للانتظار ساعات حتى انتهاء إجراءاته.

من جانبه، وجه وزير الطيران، سامح حفني المدني، بفحص الواقعة لاستبيان مدى صحة ماتم نشره، من خلال تفريغ كاميرات المراقبة، وأوضح أن الفيديو  يحمل مغالطات وغير حقيقي، مؤكدًا أن هناك تعمد لاستهداف سمعة المطار الدولي. خاصة أن بعض اللقطات التي عرضها لا تخص مطار القاهرة الدولي على الإطلاق.

وفي هذا السياق، تقص إيمان مصطفى -مصرية سافرت الشهر الماضي من المطار- تجربة ثلاثة أطباء كانوا يتوجهون إلى البرتغال خلال الشهر الماضي لحضور أحد المؤتمرات الطبية التي كان من المفترض أن يستمر لثلاثة أيام، لكن بعد أن وصلوا إلى وجهتهم اكتشفوا أنه لم يتم شحن حقائبهم بالطائرة، وبعد التواصل مع إدارة المطار في مصر متوقعين أن يتم شحنها بالرحلات التالية إلا أن ذلك لم يحدث، مؤكدة سوء الخدمة التي تلقوها وتكرار تلك المشكلة مع العديد من المسافرين عبر شركة مصر للطيران.

تلك تجربة بعض المسافرين مع شركة مصر للطيران التي تعاني خلال السنوات الأخيرة من أزمات متنوعة؛ أولها تكبد خسائر عديدة وصولًا لتكرار الأعطال والمشكلات المختلفة بالطائرات والخدمات المقدمة للركاب، ما دفع الشركة لطرح 20 مطار من أصل 24 تملكه مصر على القطاع الخاص لتولي مسئولية الإدارة والتشغيل. 

 

نوصي للقراءة: لماذا باعت مصر للطيران بـ300 مليون دولار ما اشترته بـ1 مليار؟ 

 

سيطرة القطاع الخاص 

كانت مؤسسة التمويل الدولية قد  انتهت في منتصف الشهر الماضي من الدراسة الفنية والجدول الزمني لطرح إدارة وتشغيل 20 مطار في مصر أمام القطاع الخاص؛ منها أربعة مطارات جديدة. وأوصت مؤسسة التمويل الدولية التي تعتبر استشاري برنامج الطروحات الحكومية المصرية، بأن يشمل برنامج الطروحات على المطارات المصرية كأصول يمكن تطويرها والاستفادة منها وتعظيمها، عبر طرح إدارتها وتشغيلها وتطويرها على القطاع الخاص والشركات العالمية بما يسهم في زيادة القدرة الاستيعابية لهذه المطارات.

وتشمل المطارات المطروحة؛  أربعة مطارات جديدة تم تطويرها خلال تسع سنوات ماضية، وذلك من إجمالي 20 مطار ضمن خطة الطروحات. وقد انتهت المؤسسة من وضع الدراسة الفنية لطرح هذه المطارات وتم تسليم الحكومة المصرية الجدول الزمني لخطة الطرح. وتمتلك مصر 23 مطار، إضافة إلى مطار القاهرة الدولي الأكبر والرئيسي.

في حديث سابق،  قال وزير الطيران المدني المصري سامح الحفني، إن هناك خطط لتطوير وزيادة القدرات الإستيعابية للمطارات المصرية، تستهدف الوصول بالطاقة الاستيعابية للمطارات المصرية إلى 72.2 مليون راكب سنويًا بنهاية عام 2025 مقارنة بـ66.27 مليون راكب في ديسمبر 2023، وذلك كهدف مرحلي وصولاً بها إلى 109.20 مليون راكب سنويًا كـ مستهدف استراتيجي بنهاية عام 2030.

وكانت مصر للطيران قد خرجت من تصنيف قائمة أفضل 100 شركة طيران في العالم في التصنيف الصادر في يونيو من عام 2023، تقييمًا لأداء عام 2022،على قائمة برنامج “سكاي تراكس العالمي لشركات الطيران”

 المختص بتصنيف جودة الطيران في العالم. الأمر الذي أثار انتقادات برلمانية وشعبية واسعة؛ وأن هناك جهود تبذل لتطوير الشركة. وكشف وزير الطيران المدني آنذاك محمد عباس، في تصريحات صحفية في فبراير 2023، عن وصول خسائر مصر للطيران إلى 30 مليار جنيه منذ بداية جائحة فيروس كورونا وحتى يونيو 2022. 

يعلق المستشار المالي بالوكالة الدولية للتنمية، محمد عويس شلبي، بأن خسائر الشركة المالية خلال الفترة الأخيرة غير مُعلنة بشكل شفاف، لكن تُشير آخر بيانات منشورة بنهاية يونيو 2021 إلى حجم إيرادات الشركة بلغت نحو 17 مليار جنيه فقط، في حين بلغت النفقات التشغيلية والأعباء والخسائر إلى قرابة 32 مليار جنيه. 

ومن جانبها، توضح مها عبد الناصر – عضو مجلس النواب- خلال حديثها مع زاوية ثالثة أن قرار  طرح 20 مطار على القطاع الخاص يهدف إلى تحسين كفاءة التشغيل والخدمات المقدمة في هذه المطارات، من خلال الاستفادة من الخبرات والإمكانيات التي توفرها الشركات الخاصة، مبينة أن هذا القرار يأتي في إطار جهود الحكومة لتعزيز البنية التحتية وتطوير قطاع الطيران في مصر.

وتشير إلى أن مستوى الخدمة  الحالى في المطارات المصرية يعتبر سيئًا، وأنه يتم دفع الكثير من الأموال مقابل خدمات غير مرضية. وهذا الانتقاد يعكس الحاجة الملحة لتحسين جودة الخدمات المقدمة في المطارات، وهو ما تأمل الحكومة في تحقيقه من خلال تحويل إدارة المطارات إلى القطاع الخاص. متوقعة أن تحويل إدارة المطارات إلى القطاع الخاص يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الموازنة العامة إذا تم تنفيذه بالطريقة الصحيحة. لتحسين الكفاءة التشغيلية وزيادة الإيرادات بالإضافة إلى تحسين تجربة المسافرين.

 

نوصي للقراءة: تصفية الأصول: هل تبيع مصر أملاكها لسداد الديون؟

 

 مصر للطيران

يقول نادر عادلى، أنه كان يتوجه لإحدى الدول الأوروبية رفقة بعض من أصدقائه خلال العام الماضي بأحد الرحلات التابعة لشركة مصر للطيران؛ لكن تأخير الطائرة لبعض ساعات كان أحد المعوقات التي عرقلت إتمام الرحلة بشكل كامل، لاسيما أن الشركة المسئولة لم تفصح عن سبب  التأخير، إضافة إلى سوء المعاملة التي واجهها خلال تلك الرحلة، مشيرًا إلى أنها كانت الرحلة الأولى له برفقة شركة مصر للطيران التي لم تقف عند تأخير الطائرة فقط، بل زادت المشكلات فور وصولهم وفقد أمتعتهم الخاصة وعدم وصولها معهم بنفس الرحلة، مبينًا أنه تم التواصل مع الشركة وتم إستلام متعلقاتهم بعد مرور بضعة أيام من المتابعة المستمرة مع المطار وشركة الطيران.

ويبين خلال حديثه إلى زاوية ثالثة أنه بعد تلك المشكلات التي صادفها برحلته الأولى مع شركة مصر للطيران قرر على إثرها أن تكون آخر الاختيارات المتاحة لديه خلال رحلاته المتكررة. مشيرًا إلى أنه سافر بعدها مرتين ولم يقرر استخدام الرحلات المقدمة من شركة مصر للطيران، لا سيما مع تقارب أسعارها مع شركات أخرى منافسة مما يعزز قراره في البحث عن شركات أخرى.

من خلال استبيان ضم تسعة أسئلة أجرته زاوية ثالثة، شارك فيه نحو 50 شخص لقياس حجم المشكلات التي يواجهها خلال رحلاتهم بشركة مصر للطيران،  اتفقوا فيه على وجود مشكلات في الخدمات المقدمة من قبل الشركة، وأن نسبة 96.6% من المشاركين في الاستبيان استخدموا الرحلات المقدمة من شركة مصر للطيران، و 51.7% منهم استخدموا رحلات الشركة لمرتين في حين أن 25.9% مرة واحدة، و 37.9% من المشاركين في الاستبيان أوضحوا أنهم ربما يفضلون البحث عن رحلاتهم لدى شركة أخرى قبل مصر للطيران لا سيما 79.3% منهم أكدوا أنهم صادفوا مشكلات مختلفة خلال رحلاتهم التابعة لشركة مصر للطيران.

ووفقًا للمشاكل التي طرحها الاستبيان، فقد تنوعت بين فقد الأمتعة بنسبة 13.8% وسوء المعاملة 10.3% وعطل بتكييف بنسبة 6.9%، وتأخير المواعيد المقررة للإقلاع والوصول بنسبة 13.8%، ونال تدني مستوى الخدمة المقدمة من الشركة نسبة 37.9% من إجمالي المشاركين في الاستبيان. فيما أكد 53.4% من المشاركين في الاستبيان عدم حل المشكلة التى تعرضوا لها، وأن 10.3% منهم فقط من يقومون بترشيح شركة مصر للطيران للأخرين في حين أن 37.9% لا يقومون بذلك.

وبين 56.9% من المشاركين في الاستبيان أن الأسعار المقدمة من شركة مصر للطيران لا تتناسب مع الخدمة المقدمة، مقارنة بأن 31% أشاروا إلى أنه ربما تكون غير متناسبة، و نسبة 12.1% فقط  من المشاركين في الاستبيان تعتقد أن الأسعار تتناسب مع الخدمات التي يتم توفيرها.

وبالسؤال الأخير في الاستبيان الذي تم طرحه الخاص بقطع خدمة التكييف بأى من الرحلات التي استخدمتها بشركة مصر للطيران أكد 27.6% أنه بالفعل تم قطع التكيف خلال رحلاتهم في حين أن 72.4% أوضحوا أنهم لم يتعرضوا لتلك المشكلة.

في السياق، أكدت دراسة “دور محاسبة التكاليف فى تحسين مستوى الخدمة الأرضية المقدمة من مطار القاهرة الدولي” الصادرة عن كلية السياحة والفنادق جامعة المنصورة، والتي نفذت الدراسة التطبيقية على شركة مصر للطيران للخدمات الأرضية أن المشكلة الرئيسية تتمثل في قصور المعرفة لدى شركة مصر للطيران للخدمات الأرضية بالفرق بين الأساليب التقليدية والأساليب المستحدثة لإدارة وخفض التكاليف، وأهمية الأخيرة في توفير البيانات والمعلومات المالية وغير المالية للإدارة العليا لإتخاذ القرارات الإدارية الدقيقة وتحسين مستوى الخدمات التي تقدمها داخل مطار القاهرة الدولي. وأضحت الدراسة ضرورة إتباع السبل المتطورة لتحسين مشكلات الخدمات المقدمة من قبل الشركة.

تعد شركة مصر للطيران للخدمات الأرضية إحدي الشركات التابعة للشركة القابضة لمصر للطيران، يرجع تاريخ إنشائها إلى عام 2002 وذلك عندما تمت إعادة هيكلة شركة مصر للطيران، وانبثق عن إعادة الهيكلة شركة قابضة وسبعة شركات تابعة، ومنها شركة مصر للطيران للخدمات الأرضية، وتقدم الشركة خدماتها الأرضية لأكثر من 130 شركة طيران عاملة في مطار القاهرة الدولي وجميع المطارات المصرية. وتقوم سنويًا بخدمة أكثر من 100 ألف رحلة طيران، وما يقرب من 11 مليون راكب، ومليون طن من البضائع. ويعمل بالشركة ما يقارب من  خمسة آلاف موظف ما بين (مهندسين، وضباط وكالة، وعمال تحميل، وضباط تحميل، وفني استقبال وترحيل، مهنيين، إداريين).

تعليقًا، يقول مصدر -فضل نشر اسمه- يعمل بشركة الخدمات الأرضية التابعة لمصر للطيران، إن الشركة تضم عددًا كبيرًا من الموظفين بكافة الشركات التابعة لها، والبعض منهم لا يتمتع بالكفاءة الكافية للعمل بهذا القطاع الذي يعتبر وجهة لمصر مع كافة الجنسيات المختلفة، مبينًا أن ذلك يعد من ضمن الأعباء المالية التي تتحملها الشركة مع وجود زيادة كبيرة في نسبة التوظيف أكثر من احتياجات الشركة. 

يوضح أن معظم الخدمات الأرضية  ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالطيران الفعلي للطائرة،  إضافة إلى أنها تتضمن مهام خدمة أخرى حيث تضمن خدمات المقصورة لراحة الركاب وسلامتهم. وتشمل مهام مثل تنظيف مقصورة الركاب وتجديد المواد الاستهلاكية الموجودة على متن الطائرة أو العناصر القابلة للغسيل مثل. الصابون والوسائد والأنسجة والبطانيات والمجلات. مبينُا أنه يتم إجراء فحوصات أمنية أيضًا للتأكد من عدم ترك أي تهديدات على الطائرة. و أن شركة الخدمات الأرضية تمتلك مجموعة متنوعة من المركبات والمعدات اللازمة لخدمة الطائرات أثناء تحميل وتفريغ الركاب والبضائع، والصيانة، والعمليات الأرضية الأخرى.

ويضيف المصدر أن الأسطول التابع لشركة الخدمات الأرضية هو من يقوم بالأنشطة المرتبطة بالعمليات الأرضية للطائرات بدءًا من تحميل البضائع وتفريغها، وتحميل الركاب وتفريغهم، وتخزين مياه الشرب، وتصريف خزان ماء المرحاض والنفايات، إلى جانب تزويد الطائرات بالوقود، وفحص المحرك وجسم الطائرة وصيانته، وأيضًا تقديم الأطعمة والمشروبات. 

ويقول إن الخطوط الجوية تستخدم معدات المطار المصممة خصيصًا لدعم كل هذه العمليات. علاوة على ذلك، فإن الطاقة الكهربائية والهواء المكيف مطلوبان طوال فترات تشغيل البوابة لراحة وسلامة الركاب والطاقم، وفي كثير من الأحيان يتم توفير هذه الخدمات من قبل المطار. 

يعلق المصدر على تكرار الشكوى من انقطاع خدمات التكييف بالطائرة وتدني مستوى الخدمة المقدم، بأن شركة مصر للطيران تسعى خلال الفترة القادمة إلى حل تلك المشكلات وتحسين خدماتها من خلال توفير الدورات التدريبية اللازمة لتأهيل كوادرها ، بالإضافة إلى التعاقد مع شركات جديدة لتقديم خدمات المناولة الأرضية بالمطارات المصرية وتطويرها خلال الفترة القادمة.

نوصي للقراءة: الحكومة الجديدة بين إرضاء الدائنين ومعيار الولاء والطاعة 

 

شبة الفساد 

كانت شركة مصر للطيران للخدمات الأرضية قد وقعت عقدا جديدا خلال الشهر الماضي، مع شركة “إيه جيت التركية” لتقديم خدمات المناولة الأرضية بالمطارات المصرية، خلال معرض مصر الدولي للطيران 2024 بمدينة العلمين. 

وتعد الشركة تابعة للخطوط الجوية التركية، التىي تعتبر عميلاً رئيسيًا لخدمات مصر للطيران الأرضية. بدأت عملياتها في مطار القاهرة الدولي بخمس رحلات أسبوعية. وتخطط شركة الطيران لتوسيع خدماتها إلى مطارات محلية أخرى في المستقبل القريب. 

ويضم أسطول الشركة أكثر من 80 طائرة، بما في ذلك طائرات إيرباص A320 وA321 و بوينج B737-800 و B 737 Max. وهو نفس نوع الطائرات التى قررت الشركة مؤخرًا بيعها بحجة عدم توافقها مع المناخ المصري، ما دفع النائبة البرلمانية، مها عبد الناصر ، للتقدم بطلب إحاطة لرئيس مجلس النواب  بشأن وجود شبهة إهدار مال عام في صفقة بيع 12 طائرة من أسطول شركة مصر للطيران. وتساءلت في طلب الإحاطة المقدم في أبريل الماضي، عمن سيتحمل فوائد قرض شراء الطائرات إيرباص والتي تقدر بين 5 إلى 7% سنويًا. 

وحصلت شركة مصر للطيران على قروض بقيمة 15 مليار جنيه خلال الفترة بين 2019 إلى 2022، إذ حصلت في 2019 على قرض موازي بقيمة ملياري جنيه، وفي 2020 حصلت مصر للطيران على ثلاثة مليار جنيه من البنك الأهلي وبنك مصر مدته 10 سنوات، و2021 حصلت على خمسة مليار من مشروع قانون مقدم من الحكومة يأذن لوزير المالية بضمان الشركة القابضة لمصر للطيران للحصول على قرض طويل الأجل بقيمة خمسة مليارات جنيه من البنك الأهلي المصري وبنك مصر، بموجب قانون رقم 20 لسنة 2022 ضمان وزارة المالية لشركة مصر للطيران في تاريخ 11 أبريل 2022. 

وتعليقًا على هذا التعاقد أكدت النائبة مها عبد الناصر خلال حديثها لـ زاوية ثالثة أن ذلك يؤكد قضية الفساد في بيع هذه الطائرات التى تتشابه في نوعها مع الطائرات الخاصة بشركة أيه جيت، مبينة أن ذلك القطاع برمته يعاني من العديد من الأزمات والفساد أيضًا، ما يضاعف من خسائره المستمرة.

 تقول عضو مجلس النواب إن هناك حوارًا جاريًا بين المسؤولين في لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب حول آلية تطوير إدارة المطارات وطرق تحسين مساهمتها في الموازنة العامة للدولة. مضيفة أن هذا جاء بعد فشل الإدارة الحالية في تحقيق مستوى جيد من الخدمات المقدمة فى المطارات المصرية، ما ترتب عليه تدني مستوى الخدمة وتحقسق خسائر كبرى بذلك القطاع.

 وتعرب عن استيائها الشديد من المستوى الذي وصلت إليه شركة مصر للطيران، التي كانت تمثل واحدة من أبرز شركات الطيران في المنطقة. لا سيما بعد خروجها من التصنيف البريطاني العالمي خلال العام الماضي.

 

محاولات النهوض 

 في عام ٢٠٢٣، احتلت الشركة الوطنية “مصر للطيران”، وفق تصنيف “سكاي تراكس” العالمى، المركز 88 ضمن قائمة أفضل شركات الطيران عالميًا، كما حصلت الشركة على المركز الثاني عالميًا كأكثر شركات الطيران تطورًا، فضلاً عن حصولها على المركز الأول أفريقيا كأكثر شركات الطيران من حيث التطور وتحسين الخدمات.

ويعكس هذا التقييم بعض التطوير الذي شهدته الشركة فى مجال خدمة العملاء والخدمات المقدمة على متن الطائرة وفي المطارات، ويأتى ذلك نتيجة الإستراتيجية التي وضعتها الشركة، وفقاً لخطة طويل المدى والخاصة بتحديث الأسطول الجوى، والتوسع في شبكة خطوطها الجوية والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للركاب بالمطارات وعلى متن الطائرات فضلاً عن تطوير منصات الشركة الالكترونية. وتسعى الشركة إلى تحسين مستوى خدماتها المقدمة للمسافرين على متن رحلاتها الجوية لتعزيز مكانتها على المستوى الإقليمي والعالمي.

وبين وزير الطيران المدني  سامح الحفني، أن شركة “مصر للطيران”  أن خسائر “مصر للطيران” تراجعت إلى 16 مليار جنيه بعد أن كانت 30 مليار جنيه خسائر تراكمية، بسبب الأحداث المتراكمة  خلال الفترة الماضية، وأضاف الحفني خلال لقاء صحفي  بمقر الوزارة:” نسعى الآن إلى إعادة هيكلة داخلية في مصر الطيران، وتأسيس وحدات استراتيجية داخل الشركة لحل أي مشاكل أو تداخل ما بين الشركات التابعة”. وأشار إلى أن هناك نظام جديد يهدف  إلى إصلاح العيوب ومحاسبة المقصرين.

وفي سياق متصل، يشدد  اللواء طيار جاد الكريم نصر -مستشار وزير الطيران لشئون المطارات  سابقًا-  في حديثه لـزاوية ثالثة على أهمية الاهتمام بالصيانة الدورية للطائرات والخدمات المقدمة، سواء في المطارات أو داخل الطائرات نفسها. هذا الاهتمام يهدف إلى ضمان حصول الركاب على خدمة عالية الجودة، مما يساعد الشركة على العودة إلى مستواها الطبيعي في العمل وتحقيق أقصى عائد مادي. ويعتبر ذلك من ضمن مسئوليات شركة مصر للخدمات الأرضية بالتعاون مع شركة صيانة الطائرات التابعة لمصر للطيران.

ويشيد بالبنية التحتية القوية للمطارات التي تمتلكها مصر، بما في ذلك المطارات الحديثة والمتطورة، فإلى جانب امتلاك مصر لـ 24 مطار، شهد العديد منها مشروعات تطوير كبيرة لتحسين مستوى الخدمة، فمع تطوير مطار الغردقة بتوسعة الترمالك وتحديث المنظومة الأمنية، وكذلك مطار شرم الشيخ الذي شهد توسعة كبيرة لزيادة قدرته الاستيعابية، موضحاً أن التقييم يقيم تجربة الراكب في الطائرة ومع شركة الطيران منذ دخوله على موقع الشركة الخاصة بالطيران وأسلوب الحجز والخدمات بالمطار وشكل الطائرات.

تواصلنا في زاوية ثالثة مع نورا على – رئيس لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب- على مدار أسبوعين، لمعرفة موقف اللجنة من قرار طرح إدارة وتشغيل 20 مطار على القطاع الخاص، وتعليقًا على أداء الخدمات المقدمة من قبل الشركات التابعة لمصر للطيران، لكنها نفت أن يكون لديها أي تعليق.

 وبين التعاقدات الجديدة ومحاولات النهوض التى تقوم بها شركة مصر للطيران مؤخرًا لوقف نزيف خسائر ذلك القطاع ومحاولة الإلحاق بالشركات العالمية، تظل كثير من الأسئلة القائمة حولها حتى تحسن نتائجها ومساهمتها في الموازنة العامة للدولة.

Search