أربعة أشهر من قتل العُزّل.. غزّة تحت أنقاض الحرب الإسرائيليّة

رغم محاكمة دولة الاحتلال في محكمة العدل الدوليّة، وعلى الرغم من جهودها للتبرّؤ الاتّهامات، إلّا أنّها لم تنجح في تنفيذ ذلك على أرض الواقع
رباب عزام

رغم جهود الوساطة الّتي تبذلها عدد من الحكومات والمنظّمات الدوليّة لوقف حرب الإبادة الجماعيّة الّتي تشنّها قوّات الاحتلال الإسرائيليّ على قطاع غزّة منذ يوم السابع من أكتوبر الماضي، ورغم أنّ العالم كلّه شهد محاكمة الاحتلال أمام محكمة العدل الدوليّة يومي 11 و12 يناير في الدعوى المرفوعة من جنوب أفريقيا بشأن اتهامات للكيان الإسرائيليّ بارتكابه جرائم إبادة جماعيّة في عدوانه المستمرّ على غزّة؛ إلّا أنّ الطرف المتّهم بالإبادة، وعلى الرغم من جهوده للتبرّؤ من هذه الاتّهامات، إلّا أنّه لم ينجح في تنفيذ ذلك على أرض الواقع. فالاحتلال ما زال يواصل عمليّاته العدوانيّة ضدّ المدنيّين، ويعزل سكّان قطاع غزّة، بهدف تهجيرهم إلى الحدود المصريّة متطلّعًا لتصفية القضيّة الفلسطينيّة.

في هذا التقرير، نستعرض سلسلة الأحداث الزمنيّة وأبرز المراحل الّتي مرّ بها سكّان غزّة خلال الحرب الدائرة منذ بدايتها.

البداية

بدأ جيش الاحتلال الإسرائيليّ هجومًا على القطاع أسماه “السيوف الحديديّة” بعد أن شنّ مقاتلو الفصائل الفلسطينيّة وكتائب القسّام هجومًا مفاجئًا على المراكز العسكريّة والبلدات المحيطة المعروفة باسم غلاف غزّة في 7 أكتوبر الماضي، بعد أن نجحوا في اختراق القبّة الحديديّة، دون أن ترصدهم الرادارات المتطوّرة، وقتلوا وفق الرواية الإسرائيليّة نحو 1200 شخص، واحتجزوا أكثر من 200 رهينة. واستخدمت المقاومة للمرة الأولى في تاريخها  فرق مظلية أسموها “سرب صقر” تسللت برًا وبحرًا وجوًا، في نوع من التطور النوعي لأسلحة الفصائل الفلسطينية. كما أطلقت في دفعتها الأولى خمسة آلاف صاروخ في شكل رشقات متتالية.

وفي تسجيل صوتي صدر وقت الهجوم، قال محمّد الضيف -قائد لكتائب القسّام، الجناح العسكريّ لحركة حماس، إنّ طوفان الأقصى جاء ردًّا على ما أسماه “الهجمات اليوميّة على المسجد الأقصى” من قبل بعض القوميّين من المستوطنين الإسرائيليّين.


من أين يأتي سلاح المقاومة؟

من الصعب تحديد كيف تُمَوّل حماس، ومصدر أسلحتها والّتي باتت متطوّرة ونوعيّة؛ لكن يشير محللون إلى أنّ إيران تؤدّي دورًا في التمويل بما قد يصل إلى 100 مليون دولار خلال العامين أو الثلاثة الماضيين. وحسب تقارير عبريّة، فإنّ حماس دعت في العام 2019 إلى جمع التبرّعات عن طريق العملة الرقميّة المشفّرة “البيتكوين” عبر وسائل تواصل إلكترونيّة (تليجرام أبرزها)، يساعدها على ذلك حزب اللّه اللبنانيّ.

وفي تصريحات سابقة، قال الأمين العامّ لحركة الجهاد الإسلاميّ، زياد النخالة، إنّ الأسلحة التقليديّة تصل إليهم بشكل رئيس عبر حزب اللّه وسوريا، إذ يتمّ التهريب برًّا أو بحرًا أو عن طريق شبكة الأنفاق الّتي يعتقد أنّها الأكبر في العالم وتديرها حماس، فيما يرجّح أنّها مكان لتخزين الأسلحة والموادّ غذائيّة والمياه والوقود؛ يعتقد أنّها تضمّ 1300 نفق يبلغ طولها حوالي 500 كيلومتر فيما يصل عمق بعض الأنفاق إلى 70 مترًا تحت الأرض.

وتمتلك حماس مخزونًا غير محدّد من الصواريخ قصيرة المدى مثل القسّام (يبلغ مداه 10 كيلومترات)، والقدس 101 (يبلغ مداه حوالي 16 كيلومترًا)، وصواريخ جراد (يبلغ مداه حتّى 55 كيلومترًا)، وصاروخ سجيل 55 يصل مداه حتّى 55 كيلومترًا. وأيضًا مجموعة من الأنظمة الصاروخيّة طويلة المدى مثل إم – 75 (يصل مداه حتّى 75 كيلومترًا)، والفجر (يصل مداه حتّى 100 كيلومتر)، و160 – آر (ويصل مداه حتّى 120 كيلومترًا)، وبعض صواريخ إم -302 إس الّتي يبلغ مداها 200 كيلومتر.

في تقرير لشبكة سي إن إنّ الإخباريّة، أشارت إلى كتاب “حقائق العالم” الصادر عن وكالة المخابرات المركزيّة الأمريكيّة، والّذي ذكر أنّ حماس تحصل على أسلحتها من خلال التهريب أو التصنيع المحلّيّ، وشحنت إيران صواريخها الباليستيّة الأكثر تقدّمًا عبر البحر إلى حماس ضمن مكوّنات للبناء في غزّة. كما تمتلك الحركة مجموعة متنوّعة من صواريخ أرض- أرض، وصواريخ كورنيت المضادّة للدبّابات، الّتي يعتقد أنّه قد هربت عبر الأنفاق من شبه جزيرة سيناء المصريّة في أوقات سابقة.

وحسب حماس؛ فإنّ لديهم مصانع محلّيّة لصنع الصواريخ الّتي يصل مداها إلى 250 كيلومترًا، و160 كيلومترًا، و80 كيلومترًا، و10 كيلومترات، ومصانع لمدافع الهاون وقذائفها، ومصانع للكلاشنكوف ورصاصها. وحسب محللين فإنّ حماس تعيد تدوير الذخائر الإسرائيليّة الّتي لم تنفجر وتحوّلها إلى موادّ متفجّرة وأجزاء يمكن استخدامها في تصنيع الأسلحة، إضافة إلى الصفائح والأنابيب المعدنيّة، وحديد التسليح، والأسلاك الكهربائيّة الّتي تنتج عن تدمير البنية التحتيّة للقطاع في كلّ هجوم يشنّه الاحتلال.

 

تسلسل زمني للحرب

أعلنت السلطة الإسرائيليّة في يوم الثامن من أكتوبر  حالة الحرب واستدعاء 300 ألف من جنود الاحتياط، كما أمر وزير الدفاع الأمريكيّ، لويد أوستن، بنشر حاملة الطائرات “جيرالد فورد” شرقيّ المتوسّط، وفي التاسع من أكتوبر فرض حصار شامل على قطاع غزّة، وبدأت عمليّاتها ضدّ القطاع، خاصّة مع قصف للأراضي السوريّة، ردًّا على إطلاق قذائف هاون من الداخل السوريّ تجاه هضبة الجولان المحتلّة، وآخر للجنوب اللبنانيّ بعد التدخّل الأوّل من حزب اللّه. في أثناء ذلك وصلت أوّل طائرة ذخيرة أمريكية للانضمام إلى الحرب الدائرة ضدّ الغزيّين يوم 10 أكتوبر، وهو اليوم نفسه الّذي هدّد فيه الحوثيّون بالتدخّل حال تدخّل الولايات المتّحدة لصالح الاحتلال الإسرائيليّ.

في 11 أكتوبر، توقّفت محطّة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع عن العمل بعد نفاد الوقود بسبب الحصار، وقصف الاحتلال الممرّ الإنسانيّ الّذي أعلنت عنه مصر بالاتّفاق مع الولايات المتّحدة الأمريكيّة، وفي 12 و 13 أكتوبر، وجّه جيش الاحتلال نحو مليون ومائة ألف فلسطينيّ إلى إخلاء شمال القطاع، ووصلت مساعدات إنسانيّة للمرّة الأولى إلى مطار العريش استعدادًا لإدخالها إلى غزّة. فيما أعلنت مصر في يوم 14 أكتوبر فتح معبر رفح لبدء إجلاء الجنسيّات الأجنبيّة. وبحلول 15 أكتوبر استشهد 12 صحفيًّا على الأقلّ، بينما أصيب ثمانية آخرون بجروح، واعتبر اثنان في عدّاد المفقودين. فيما أعلنت رئيسة المفوّضيّة الأوروبّيّة، أورسولا فون دير لاين، إنّ الاتّحاد الأوروبّيّ سيطلق عمليّة جسر جوّيّ إنسانيّ إلى مصر لنقل الإمدادات إلى غزّة، ودخلت أوّل خمس شاحنات وقود تابعة للأمم المتّحدة، يوم 16 أكتوبر.
وفي 17 من الشهر نفسه، ارتكب الاحتلال المجزرة الأولى حين قصف مستشفى الأهليّ المعمدانيّ الّذي أوى آلاف النازحين؛ ما نتج عنه استشهاد ما يزيد عن 500 غزيّ وإصابة المئات، ما أسفر عن إلغاء القمّة العربيّة الأمريكيّة في الأردنّ. تلاها تحرير حماس لأوّل رهينتين أمريكيّتين، وفي 18 أكتوبر ظهر الإعلاميّ المصريّ باسم يوسف في لقاء متلفز مع الأمريكيّ بيرس مورجان؛ ما أثار جدلًا عالميًّا مثل بداية لنشر الوعي الشعبيّ العالميّ بشأن حقيقة ما يحدث في غزّة، ثمّ في يوم 21 أكتوبر سمح لشاحنات المساعدات الغذائيّة بالدخول إلى القطاع للمرّة الأولى، وفي يوم 25 أكتوبر استخدمت روسيا والصين حقّ الفيتو وأفشلتا مشروع القرار الأمريكيّ في مجلس الأمن الّذي جاء رافضًا لوقف إطلاق النار. وفي المقابل استخدمت الولايات المتّحدة الفيتو لإجهاض مشروع قرار روسيّ يدعو لوقف إطلاق النار في غزّة وتسهيل دخول المساعدات للقطاع. ووسّع الاحتلال هجومه البرّيّ في يوم 26 أكتوبر للمرّة الأولى، وفي الأوّل من نوفمبر بدء الإجلاء من غزّة عبر معبر رفح، وعبور نحو سبعة آلاف من حاملي جوازات السفر الأجنبيّة ومزدوجي الجنسيّة وعائلاتهم وكذلك الأشخاص الّذين يحتاجون علاجًا طبّيًّا عاجلًا.
في 15 نوفمبر هاجم الاحتلال مستشفى الشفاء، والّذي يضمّ آلاف الجرحى والنازحين، وفي 22 نوفمبر اتّهمت منظّمة مراسلون بلا حدود، الاحتلال، بأنّه صنع من غزّة مقبرة للصحفيّين، بعد استشهاد 48 صحفيًّا. وفي يوم 24 نوفمبر بدأت الهدنة بين المقاومة والاحتلال، وأطلق سبيل عدد من الرهائن لدى حماس؛ لكنّ الاحتلال اخترق شروط الهدنة في الأوّل من ديسمبر، وبدأ في تطوير عمليّاته من شمال غزّة إلى جنوبها. وفي 19 نوفمبر، اختطف الحوثيّون في اليمن سفينة شحن في البحر الأحمر، واحتجزوا طاقمها كرهائن، مشيرين إلى ارتباط السفينة بمصالح تجاريّة إسرائيليّة، كما هاجموا سفينتين تجاريّتين إسرائيليّتين في الثالث من ديسمبر. وقد أطلقت الجماعة عددًا من الهجمات بالصواريخ الباليستيّة والطائرات بدون طيّار على الاحتلال بشكل متواصل حتّى اللحظة.

ومثّل يوم 11 يناير أبرز الأحداث وأولى ردود الفعل الدوليّة القويّة تجاه الاحتلال الإسرائيليّ، حينما بدأت أولى جلسات محكمة العدل الدوليّة في الدعوى الّتي رفعتها جنوب إفريقيا في حقّ الاحتلال الإسرائيليّ متّهمة إيّاها بارتكاب جرائم إبادة جماعيّة في حقّ الغزيّين. كما شنّت الطائرات الحربيّة والسفن والغوّاصات الأميركيّة والبريطانيّة بمساعدة البحرين، عشرات الغارات الجوّيّة في جميع أنحاء اليمن ردًّا على هجمات الحوثيّين على السفن في البحر الأحمر.

خسائر الحرب

الضحايا

بلغ عدد الضحايا في القطاع نحو 24 ألفًا و100 قتلوا بأسلحة الاحتلال و 61 ألف جريح، 70 % منهم هم من الأطفال والنساء (نحو 7100 سيّدة، و10 آلاف و400 طفل)، بحسب وزارة الصحّة بغزّة، إلى جانب أكثر من 8 آلاف مفقود، بخلاف آلاف تحت الركام. و900 ألف باتوا نازحين تهدّدهم مجاعة وانتشار للأوبئة والأمراض المعدية وانعدام المأوى، إلى جانب استمرار قطع خدمات الاتّصالات والإنترنت عن القطاع. كما ارتكب الاحتلال أكثر من 2000 مجزرة ضدّ العائلات الفلسطينيّة.

وقالت القناة 12 العبرية إنّ 11 ألف صاروخ أطلقت على الاحتلال منذ السابع من أكتوبر الماضي، موضّحة أنّ 9000 آلاف صاروخ أطلقت من قطاع غزّة و2000 صاروخ من لبنان. كما اعتقل 2300 فلسطينيّ غزيّ تحت مزاعم مشاركتهم في عمليّة طوفان الأقصى.


التهجير القسريّ

حسب السلطة الفلسطينيّة، فإنّ نحو 85% من الغزيّين هجروا قسرًا من مساكنهم بما يمثّل نحو مليون و930 ألف فلسطينيّ. وقد تمّ تسجيل نحو مليون ومائتي نازح داخليّ في 325 ملجأ أهليّ، أو من منشآت وكالة غوث اللاجئين الأونروا.

أصبحت محافظة رفح الفلسطينيّة قرب الحدود المصريّة الملاذ الرئيسيّ لكافّة النازحين من القطاع؛ ما أدى إلى ضغط كبير عليها وندرة في متطلّبات الحياة الأساسيّة من غذاء وماء ودواء. وأشارت التقديرات أنّه بحلول 30 ديسمبر الماضي دمّر الاحتلال نحو 65 ألف وحدة سكنيّة، كما تضرّرت أكثر من 290 ألف وحدة أخرى جرّاء القصف المستمرّ.

 

الرعاية الصحّيّة

حسب الصحّة الفلسطينيّة، لم تعد غزّة تملك سوى ستّ سيّارات إسعاف عاملة في كامل القطاع، بعد استهداف الاحتلال للطواقم الطبّيّة وخدمات الإسعاف وتدميرها بالكامل. كما يعمل الآن 15 مستشفى فقط من أصل 36 وبشكل جزئيّ دون الحدّ الأدنى من متطلّبات الرعاية الصحّيّة الّتي تؤهّل الكوادر الطبّيّة لاستمرار عملها.

وارتفعت معدّلات الإشغال في المستشفيات العاملة بنحو ثلاثة أضعاف طاقتها، بنسبة تصل إلى 206%، بينما شهد معدّل تشغيل وحدات العناية المركّزة نحو 250% من قوّتها. ويعاني القطاع من نقص حادّ في إمدادات المرافق الصحّيّة من كهرباء وماء وأدوية ومعدّات.

رصدت أكثر من 360 ألف إصابة بالأمراض المعدية في ملاجئ الأونروا، نتيجة التكدّس ونقص المياه والنظافة. إضافة إلى 179 ألف حالة التهابات الجهاز التنفّسيّ، ونحو 137 ألف حالة إسهال، و55 ألف حالة جرب، و38 ألف حالة طفح جلديّ، نحو 5 آلاف إصابة بالجدريّ المائيّ، وأقلّ من 5 آلاف إصابة باليرقان.

وكان هناك 485 ألف مصاب بأمراض الصحّة التنفّسيّة قبيل الحرب، يتوقّع أن يتضاعفوا بسبب الأسلحة والتدمير الّذي لحق بالقطاع، إلى جانب 225 ألف مصاب بالضغط، و45 ألف مريض قلب، و71 ألف مريض سكّريّ. وتحتاج 51 ألف امرأة حامل إلى رعاية صحّيّة خاصّة وأماكن مجهّزة للولادة، في حين أنّ 61% من الحضانات في الشمال تحتاج إلى كهرباء.

وقد قُتل نحو 337 طبيبًا، وأصيب 770 آخرين، في حين اعتقل 65 من الكوادر الطبّيّة. بإجماليّ عدد هجمات على المرافق الطبّيّة وصل إلى 294 هجومًا. وتمّ تدمير 26 مستشفى و53 مركزًا صحّيًّا عن الخدمة و121 سيّارة إسعاف.

 

المصدر: وزارة الصحة الفلسطينية
المصدر: وزارة الصحة الفلسطينية


الأمن الغذائي

يتعرض جميع سكان القطاع لخطر المجاعة الوشيك، يعاني منهم ما يزيد عن مليوني شخص من انعدام الأمن الغذائيّ الحادّ بما يمثّل 21% من السكّان، بينما يقع 930 ألفًا في مستوى الطوارئ بما يمثّل 53%، و378 ألفًا وصلوا حدّ الكارثة الغذائيّة والمجاعة بما يمثّل 26% من إجماليّ السكّان.

 

المنشآت

تمّ تدمير 20 منشأة للمياه والصرف الصحّيّ حتّى مطلع يناير الجاري، و352 منشأة تعليميّة، وتضرّر 3 كنائس و115 مسجدًا.

 ولا يزال الاحتلال الإسرائيليّ يواصل عمليّاته الموسّعة وحربه الّتي تستهدف إبادة الغزيّين، وتهجيرهم من القطاع لدحض القضيّة الفلسطينيّة فيما يشبه جرائم التطهير العرقيّ الممنهجة.

 

المصدر: وزارة الصحة الفلسطينية
المصدر: وزارة الصحة الفلسطينية

 

 

رباب عزام
صحفية استقصائية مصرية، مهتمة بالصحافة الحقوقية والعمالية، ومقدمة برامج إذاعية، وباحثة في دراسات شرق إفريقيا الناطقة بالسواحيلية.

Search