برز مخدر الشابو (الميثامفيتامين) بحسب اسمه العلمي، كعامل مشترك في غالبية الجرائم المروعة التي شهدتها مصر على مدار السنوات الماضية، بما فيها حوادث القتل العائلي، كان أخرها وأبرزها حادث الأقصر المروع، إذ أقدم شاب على ذبح رجل مُسن والتجول برأسه في الشارع على أعين المارة، وغيرها من الجرائم الكثيرة لا تقل عنها بشاعة، ومع ذلك لا يزال يتنشر في غالبية محافظات مصر لاسيما الصعيد، ويمثل تجارة رائجة، وسط تحذيرات ومخاوف من تكرار هذه الجرائم المأساوية وعجز من السلطات على وضع حد لهذه الظاهرة التي تهدد الأمن العام.
وارتفعت نسب تعاطي المخدرات في مصر بشكل مقلق خلال السنوات الماضية، إذ تبلغ وفقًا للإحصائيات الأخيرة حوالي 5.9% من السكان في الفئة العمرية من 15 إلى 64 عامًا، و تبلغ 2.4% في الفئة العمرية من 15 إلى 60 عامًا. كذلك تظهر البيانات أن 45.1% من المتعاطين يتراوح عمرهم بين 15 و20 عامًا، و34.1% بين 20 و30 عامًا، بينما 14.02% بدأوا التعاطي قبل سن15 عام. ومن حيث أنواع المخدرات، فإن الحشيش يعد الأكثر شيوعًا، يليه الهيروين والترامادول. كما أن 58% من المتعاطين يعيشون مع أهاليهم. إلى جانب ذلك ازدادت نسبة تعاطي المخدرات التخليقية مثل الشابو من 7% إلى 17% خلال عام 2020. فيما يُعد الشابو من أكثر المخدرات التخليقية انتشارًا في مصر حاليًا.
الآيس أو الشابو أو الميثامفيتامين، المعروف أيضًا بالكريستال والسبيد، هو نفس المخدر الذي يندرج تحت مجموعة المنشطات المعروفة باسم ATS (Amphetamine-type stimulants)، ويشمل الأمفيتامين والإكستاسي. يُصنع من مادة الإفيدرين والسودو إفيدرين المستخدمة في أدوية البرد. تم اكتشاف الأمفيتامين والميثامفيتامين في أوائل العشرينات من القرن الماضي، وانتشرا في الحرب العالمية الثانية والثورة الصناعية نظرًا لخواصهما المنشطة. رغم أن الأمفيتامين له استخدام طبي لعلاج اضطراب فرط الحركة واضطرابات النوم، إلا أن الشبو يُعد مخدرًا ضارًا. يُطلق على الشبو “مخدر الشوارع” نظرًا لرخص ثمنه وسهولة تصنيعه في معامل صغيرة باستخدام مواد أولية متوفرة. رغم انخفاض سعره عالميًا، فإن سعر الجرام في مصر كان في الماضي حوالي 2500 جنيه، لكنه ارتفع حاليًا نتيجة زيادة الطلب وانتشار شبكات الاتجار.
نوصي للقراءة: تحليل المخدرات: وسيلة للفصل التعسفي ومأساة الموظفين في مصر

جرائم مروعة
شهدت مصر سلسلة من الجرائم المروعة على مدار السنوات الماضية ارتبطت جميعها بمخدر الشابو، وتعد جريمة الإسماعيلية عام 2021 من أبشع الجرائم التي ارتبطت بتعاطي الشابو، حيث أقدم رجل تحت تأثير هذا المخدر على قتل شخص في وضح النهار، ثم قام بفصل رأسه عن جسده والتجول بها في الشارع، مما أثار حالة من الرعب والصدمة بين المواطنين. كما شهدت الإسماعيلية في نفس العام جريمة مروعة أخرى عندما قتل شاب مدمن على الشابو والده باستخدام سلاح أبيض بعد مشاجرة بينهما، مما أثار جدلاً واسعًا حول تأثير المخدر على السلوك العدواني. وفي حادثة مروعة أخرى في أبريل 2021، أقدم رجل على قتل طفله البالغ من العمر 10 سنوات عن طريق صعقه بالكهرباء.
وفي محافظة قنا، ارتكب شاب مدمن على الشابو جريمة مروعة بقتل أشقائه الثلاثة بسبب مشاجرة نشبت بينهم، ما أثار صدمة كبيرة في المنطقة. كما شهدت محافظة الفيوم جريمة مشابهة عندما أقدم رجل على قتل زوجته وطفلها وشقيقة زوجته تحت تأثير المخدر. وفي 2024، ارتكب رجل في أسيوط جريمة بشعة حيث قتل ابنته التي لم تتجاوز الثلاث سنوات باستخدام سكين، في حادثة أثارت استياءً واسعًا في المنطقة. في 2025، شهدت محافظة الأقصر واحدة من أبشع الجرائم عندما أقدم شاب على قتل جاره، ثم فصل رأسه عن جسده وشرب من دمه، مما أدى إلى حالة من الهلع بين السكان.
ويفسر – مدرس واستشاري الطب النفسي وطب المخ والاعصاب بجامعة عين شمس- جمال فرويز زيادة معدلات الجرائم المروعة المرتبط بالمخدر بالعودة إلى تأثير (مادة الميثامفيتامين) المستخدمة في تصنيعه، موضحًا أنها تعتبر من المواد المخدرة التي تؤثر بشكل مباشر على الجهاز العصبي المركزي. عند تعاطيها، تسبب نشاطًا مفرطًا، انخفاضًا في الشهية، وتحفيزًا للشعور بالنشوة. ولكن، مع الاستخدام المفرط والمستمر، يتطور الإدمان بشكل سريع. هذه المادة، التي تتميز بأنها عديمة الرائحة ولها طعم مر، يتم تصنيعها عادة بطريقة غير قانونية، وتؤثر بشكل قوي على إفراز مادة الدوبامين في الدماغ، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على العاطفة والإدراك.”
ويقول فرويز في حديثه إلى زاوية ثالثة: “في الأصل، كان يُفترض أن تكون (الميثامفيتامين) مفيدة لمرضى فرط الحركة، ولكن بسبب الآثار الجانبية الخطيرة لها، لا يوصي الأطباء باستخدامها، مشيرًا إلى أن أعراض الإدمان عليها تختلف حسب الاستعداد الوراثي للفرد، كمية المادة المتعاطاة، وفترة تعاطيها، ومع ذلك، يمكن أن تشمل الأعراض ضعف الأداء الوظيفي، الحاجة المفرطة للمال، السلوك الإجرامي، زيادة الرغبة الجنسية، تكسر الأسنان، وفقدان النظافة الشخصية.”
ويضيف: “من الأعراض الأخرى التي تظهر على المدمنين: ارتفاع ضغط الدم، زيادة ضربات القلب، ارتفاع حرارة الجسم، تقليل ساعات النوم، نقص الشهية، تشوش فكري، تشتت ذهني، وصعوبة في التركيز. قد يعاني المتعاطي من هلاوس سمعية وحسية، الاكتئاب، القلق، والشعور المبالغ فيه بالقوة، مما قد يؤدي إلى أفكار وسلوكيات انتحارية، وإذا استمر تعاطي الميثامفيتامين لفترات طويلة، فإن التأثيرات قد تصبح دائمة، مثل التشوش الذهني المستمر وتكسر الأسنان وسقوطها، بالإضافة إلى تقرحات جلدية. وهذا يشير إلى الضرر الكبير الذي يمكن أن يحدث على المدى الطويل.”
أما عن العلاج، فيقول فرويز في حديثه معنا إنه يعتمد على مجموعة من العوامل، منها استخدام مضادات الاكتئاب المخصصة، منشطات ذهنية، والعلاج السلوكي المعرفي. هذا العلاج يعمل على فهم وتعديل السلوكيات الضارة، تنظيم العاطفة، وتغيير المفاهيم السلبية التي قد يترسخها في ذهن المدمن. كما يُعد تقليل آثار الاضطرابات النفسية جزءًا من العلاج الشامل.
نوصي للقراءة: نقص الأدوية النفسية في مصر: صراع يومي من أجل البقاء
لماذا يتنشر الشابو في مصر؟
يعود انتشار الشابو في مصر إلى عدة عوامل رئيسية أبرزها التصنيع المحلي لهذا المخدر، حيث يتم إنتاجه بطرق غير قانونية داخل البلاد، في بعض الأحيات باستخدام مواد كيميائية غير معروفة، مما يزيد من خطورة المخدر ويجعل تأثيره أكثر تدميرًا على المتعاطين، كذلك العوامل الاجتماعية والاقتصادية تلعب دورًا كبيرًا في انتشار الإدمان، حيث تساهم الأوضاع المعيشية المتردية وزيادة معدلات البطالة في دفع بعض الشباب إلى اللجوء إلى المخدرات كوسيلة للهروب من واقعهم المظلم. تضاف إلى ذلك تأثيرات البيئة المحيطة التي تكون في كثير من الأحيان حاضنة لانتشار هذه المواد السامة.
وتشير تقارير إلى أن مخدر الشابو دخل إلى مصر عبر عدة طرق، كان أبرزها التهريب الدولي والتصنيع المحلي. في البداية، كان الشابو يُهرب من دول الخليج عبر المسافرين القادمين إلى مصر، كما شهدت الموانئ والمطارات المصرية محاولات لتهريبه. مع تزايد الطلب عليه، بدأ التصنيع المحلي لهذا المخدر باستخدام المواد الأولية المستوردة من دول مثل الصين والهند، مما أدى إلى زيادة انتشاره في الأسواق المحلية.
من جهته يقول إبراهيم مجدي حسين، استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان في حديث مع زاوية ثالثة إن المخدرات التخليقية مثل الكريستال أو الشابو والأستروكس والفودو تندرج ضمن فئة المخدرات الصناعية التي يتم تصنيعها في المختبرات، وهي تختلف تمامًا عن المخدرات الطبيعية المستخلصة من النباتات. على الرغم من أن تأثير هذه المخدرات يشبه تأثير المخدرات المستخرجة من النباتات، إلا أن تأثيرها أقوى وأسرع نتيجة لكونها مصنعة بكميات أكبر. علاوة على ذلك، فإن تكلفتها أقل بشكل ملحوظ، مما يجعلها أكثر انتشارًا وتوفرًا في الأسواق.”
ويضيف في حديثه معنا: “منذ بداية عام 2012 وحتى 2013، ومع موجات الانفلات الأمني التي اجتاحت العديد من الدول، بدأ انتشار المخدرات الصناعية على نطاق واسع، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، وأصبح هذا النوع من المخدرات بديلاً رخيصًا للمخدرات التقليدية التي كانت تعتمد على زراعة النباتات واستخراج المواد الفعالة منها، فالمخدرات الصناعية تتميز بأنها لا تتطلب عمليات معقدة لزراعة النباتات أو تهريبها، بل يمكن تصنيعها بسهولة وتهريبها بطرق أكثر سلاسة وأقل تكلفة.”
ويوضح أنه بالنسبة لمخدر الشابو، فهو ينتمي إلى فئة المنبهات والمحفزات العصبية، ويساعد هذا المخدر الأشخاص على البقاء مستيقظين لفترات طويلة ويمنحهم شعورًا غير طبيعي من الطاقة والتركيز، ولكن هذا التأثير المؤقت يتحول تدريجيًا إلى أعراض سلبية، مثل الاكتئاب والهلاوس السمعية والبصرية، مع مرور الوقت، يبدأ الشخص الذي يتعاطى الشبو في المعاناة من اضطرابات نفسية خطيرة مثل الشكوك والأوهام، مما قد يدفعه إلى ارتكاب جرائم عنف، بما في ذلك القتل، بسبب التصورات غير المنطقية التي يختبرها.”
ويلفت حسين إلى أن الشابو لا يقتصر تأثيره على الأشخاص ضعاف الوعي أو الفئات الاجتماعية الأكثر هشاشة، بل يتجاوز ذلك ليشمل جميع الطبقات الاجتماعية، فقد وقع العديد من المحامين، الأطباء، والمهندسين في فخ هذا المخدر، الذين في البداية يشعرون بتحسن في التركيز والطاقة، لكن مع مرور الوقت، يتحول هذا الشعور إلى حالة من الهلوسة والشكوك التي تؤدي إلى تدمير حياتهم النفسية والاجتماعية، بل وتورطهم في جرائم لا يمكن تصورها.”
وحول إمكانية العلاج يقول حسين إن علاج إدمان المخدرات الصناعية مثل الشابو يعتمد على مجموعة من العلاجات الدوائية التي تساعد في تقليل الأعراض الانسحابية المصاحبة لترك المخدر، بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام برامج علاجية تهدف إلى تقليل اللهفة تجاه المخدرات ومحاربة رغبة الشخص في العودة للتعاطي. ورغم الجهود المبذولة من خلال صندوق مكافحة الإدمان وتنظيم الحملات المستمرة لضبط المخدرات، إلا أن التحدي الأكبر يكمن في سهولة تهريب هذه المخدرات، فهي تباع بأسعار منخفضة ويمكن إخفاؤها بسهولة في أكياس صغيرة مثل أكياس الحلويات أو الشوكولاتة، مما يجعل من السهل على المتعاطين الحصول عليها ونقلها.”
ويضيف: “المخدرات الصناعية يتم تصنيعها بكميات ضخمة في أماكن سرية، مما يسهل انتشارها بسرعة بين فئات المجتمع المختلفة. ورغم الحملات التوعوية والملاحقات الأمنية، إلا أن تأثيرات هذه المخدرات السلبية تجعل الأشخاص يتوهمون بأن الدولة غير قادرة على السيطرة على هذه الظاهرة، وهذا يشير إلى الحاجة الملحة لتعزيز الوعي المجتمعي ومضاعفة الجهود لمكافحة هذه المخدرات التي تهدد صحة المجتمع وأمنه.”
وتعتبر مصر واحدة من الدول التي تتبنى تشريعات صارمة في مكافحة تهريب المخدرات، حيث تفرض عقوبات شديدة على من يثبت تورطه في تهريب أو تصنيع أو تجارة الشابو. وتنص المادة 34 من قانون مكافحة المخدرات على أن عقوبة تهريب الشابو قد تصل إلى الإعدام أو السجن المؤبد. كما أن التشريعات المصرية تشدد العقوبات إذا كانت الجريمة تشمل تهريب المخدرات إلى القاصرين أو استخدام إكراه على الآخرين لتعاطيه.
تعمل أجهزة الأمن المصرية بالتعاون مع الإدارات الجمركية لمكافحة تهريب الشابو، حيث تركز على تعزيز الرقابة على المنافذ الحدودية والمطارات والموانئ، خلال السنوات الأخيرة، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط العديد من محاولات تهريب المخدرات، بما في ذلك عمليات تهريب عبر مطار القاهرة الدولي. كما أعلنت وزارة الداخلية عن تنفيذ عمليات نوعية للإيقاع بشبكات تهريب المخدرات، خصوصًا عبر الحدود مع دول مثل ليبيا والسودان.
نوصي للقراءة: الأمراض الوراثية في مصر: علاج في بلد آخر وعبء مالي لا ينتهي

البرلمان على خط الأزمة
تقدمت النائبة أميرة صابر، عضو مجلس النواب ونائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، في 10 مارس الماضي بطلب إحاطة موجه لكل من رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة، بشأن التزايد الملحوظ في الجرائم المرتبطة بتعاطي المخدرات، وخاصة مخدر الشابو، وما يترتب عليه من تداعيات صحية واجتماعية خطيرة.
وأوضحت أميرة أن المجتمع المصري شهد في الفترة الأخيرة ارتفاعًا في معدل الجرائم العنيفة المرتبطة بتعاطي المخدرات، والتي انتشرت تفاصيل بعضها على مواقع التواصل الاجتماعي، مما أثار صدمة واستياء المواطنين. وأشارت إلى أن مخدر الشابو، المعروف أيضًا باسم الكريستال ميث أو الآيس، يعد من أخطر أنواع المخدرات الصناعية التي انتشرت بسرعة في العديد من دول العالم، حيث يتم تصنيعه من مواد معالجة للبرد، ويؤثر بشكل مباشر على الجهاز العصبي.
وأضافت أن تأثيرات الشابو تتسبب في زيادة النشاط العصبي والعضلي بشكل غير طبيعي، إلى جانب الهلاوس السمعية والبصرية، وحالة من جنون العظمة، مما يؤدي إلى تدهور القدرات الإدراكية وضعف التحكم في التصرفات واتخاذ القرارات. وأكدت أن هذا المخدر، الذي بدأ في الانتشار داخل الولايات المتحدة منذ 16 عامًا، أصبح اليوم من أخطر المخدرات المنتشرة في مصر، حيث أظهرت محاضر رسمية تورطه في العديد من الجرائم، مثل القتل، والاغتصاب، والانتحار.
وأشارت أميرة إلى أن خطورة الشبو، لا تقتصر فقط على تدمير حياة المدمنين، بل تمتد إلى تهديد الأمن الاجتماعي والصحة العامة، خاصة بين فئات الشباب، مما يتطلب تدخلًا عاجلًا من الجهات المختصة. ورغم الجهود التي تبذلها وزارة الداخلية في ملاحقة تجار ومهربي المخدرات، إلا أن الوضع يستلزم إجراءات إضافية أكثر شمولًا وفعالية للحد من انتشار هذه الظاهرة.
وطالبت النائبة بضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لتعزيز حملات التوعية حول مخاطر المخدرات، وتوفير برامج علاجية متطورة وفعّالة لمكافحة الإدمان، وتفعيل آليات رصد أكثر دقة لمتابعة انتشار المخدرات، وإحالة طلب الإحاطة إلى لجنة الصحة بمجلس النواب لمناقشته بشكل تفصيلي، واتخاذ ما يلزم من إجراءات.
وفي تصريح إلى زاوية ثالثة تعقيبًا على الأزمة تؤكد النائبة أميرة صابر أن الأزمة في تفاقم مستمر مع استمرار انتشار هذا النوع الخطير من المخدرات، وباتت تهدد الأمن القومي وسلامة الأفراد والمجتمع، ولا بد من التحرك لمواجهة هذا الخطر بشكل سريع واتخاذ كافة الإجراءات لمنع تهريبها إلى مصر أو تصنيعها محليًا مع استهداف أوكار التوزيع والموزعين، بالتزامن مع إطلاق حملات ككبرى للتوعية خاصة في المناطق التي تشهد انتشار لهذه المخدرات، لرفع مستوى الوعي بمخاطرها.
ختامًا، ظاهرة انتشار مخدر الشابو في مصر قد أصبحت تهديدًا حقيقيًا على الأمن العام وصحة المجتمع. في الوقت الذي يواصل فيه هذا المخدر تدمير حياة الكثير من الشباب، يبرز السؤال الأهم: لماذا لا تزال هذه الظاهرة تتفاقم رغم الجهود المبذولة من الأجهزة الأمنية والجهات المعنية؟ إن تزايد الجرائم المرتبطة بالشابو، والتأثير المدمر الذي يحدثه على الصحة النفسية والعقلية للمتعاطين، يشير إلى فشل الإجراءات الوقائية والعلاجية في التصدي لهذه الظاهرة بشكل فعال. فالتوسع في تصنيع المخدر محليًا وتوافره بأسعار منخفضة يجعله في متناول فئات واسعة من المجتمع، ما يزيد من خطر انتشاره.
علاوة على ذلك، تكشف هذه الأزمة عن تدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي في مصر، إذ أن تفشي الإدمان على المخدرات يُعد نتيجة لعدة عوامل مترابطة، أبرزها البطالة، الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وتفشي الفقر، التي تدفع الشباب إلى الهروب نحو هذه المواد المدمرة. كما أن ما يعكسه انتشار الشابو من ضعف في قدرة الدولة على فرض السيطرة على الحدود والموانئ، يتطلب تطوير استراتيجيات أكثر صرامة ليس فقط على مستوى مكافحة التهريب، ولكن على مستوى محاربة الفقر وتعزيز الوعي المجتمعي.