في فهم المسألة اليهودية وما بعد الطوفان.. قراءة بعيون التاريخ

تحليل تاريخي وسياسي للعلاقة المعقدة بين اليهود والمسيحيين وتأثيرها على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الحالي، مع التركيز على دور حماس وتداعيات المقاومة
Picture of محمود ليالي

محمود ليالي

 

عامي أيالون، القائد العام لجيش الدفاع الصهيوني السابق

 

هذا التصريح كان تصريحًا رسميًا من قائد عسكري تقلد أرفع المناصب العسكرية في الجيش الصهيوني، المؤسسة التي تدور في فلكها فكرة الدولة، ولذلك وجدنا داخل التصريح السابق مفتاحًا لفهم الكثير من الأشياء حال تفكيكه، إضافة إلى الكثير والكثير من التناقضات والإشكاليات: 

“حماس لا تعترف بحقنا”..حسنًا؛ من أنتم؟ وما هو هذا الحق؟ وعلى أي أساس استند؟ وما هي “الدولة اليهودية” التي تريدها؟ وما هو الهدف الحقيقي من وجودها؟ وما هي “أرض إسرائيل”؟ ولماذا تكون أرض فلسطين التاريخية هي أرض إسرائيل دونًا عن باقي دول العالم؟ وبناءً على ذلك: لماذا فقدت إسرائيل هويتها ومنطقها التاريخي بعد السابع من أكتوبر؟ 

أسئلة كثيرة، ومشاهد مبعثرة هنا وهناك، وربما حان وقت تتبعها..

 

لماذا نحن هنا؟ 

برونو باور، فيلسوف ولاهوتي ألماني.

عندما فكّر آباء الحركة الصهيونية في إنشاء دولة تجمع اليهود حول العالم، كان هدفهم الأول هو “حل” المسألة اليهودية في أوروبا، أي إيجاد حل واضح ومستدام لأزمة اضطهاد اليهود في أوروبا منذ العصور الوسيطة، خاصة وأن الحياة في أوروبا في أثناء العصور المظلمة كانت تتمحور حول الديانة المسيحية ومدى قدرتها على حكم الدولة، ومع انغماس الكنيسة في الثقافة والسلطة، تحول اليهود إلى أقلية سيئة السمعة، بل ويمكن النيل منها في أي وقت، وهنا سيظهر سؤال هام: لماذا اضطهد اليهود قديمًا؟

حسنًا، في مرحلة التأسيس المبكر للمسيحية الأوروبية، ظهر نقاش حول ما إذا كان من المتوقع من المسيحيين الالتزام بالعادات اليهودية أم لا؟ ومع تغلغل اليهود في الدولة وغلبتهم العددية بادئ الأمر، قرر قادة الكنيسة في ذلك الوقت اتباع بعض العادات اليهودية فقط، مما يسمح للمسيحيين بالبقاء على دينهم، دون العداء مع اليهود.

لكن المسيحيين لم يكتفوا بهذا الحلف، خاصة بعد أن قام بولس الرسول بعمل تبشيري واسع النطاق مع السكان غير اليهود، فيما سماه البعض “الثورة الأممية الأولى”، ومع انتشار الأفكار المسيحية حول عقيدة الصلب والفداء لأسباب تخص الصراعات الكنسية، وايمان الكثيرين بخيانة يهوذا للمسيح بغية تسليمه إلى أعضاء “المجلس الأعلى لليهود”، مقابل ثلاثين قطعة من الفضة، بدأ الشعور بالمرارة تجاه الشعب اليهودي يأخذ شكلًا مختلفًا.

ومع انتشار الدين المسيحي بشكله الكنسي الحديث، وانعدام التفاهم مع العادات اليهودية القديمة، ظهر الاعتقاد بأن “اليهودية” دين إقصائي بطبعه، تحديدا بعدما تشبث اليهود بنظامهم المعيشي الخاص حتى في أبسط الأمور مثل الزي، وظل اللباس التقليدي ذو اللحية الطويلة، وخصلات الشعر المتهدلة على الأذنين، ونجمة داوود التي تزين المرفق “ممارسة يهودية” تخص جماعة دون غيرها، ما جعل الأقلية اليهودية تظهر بسهولة، وجعل من السهل على عامة السكان اضطهاد أولئك المختلفين عنهم، ومن تلك النقطة أصبح “كل ما هو يهودي موضع شك”، خاصةً بعدما فصلت المسيحية نفسها عن العادات اليهودية نتيجة للشعور بالمرارة والاستياء، حيث أشعل هذا الاستياء جذوة المعارضة للعادات الحاخامية، ثم معاداة السامية بعد ذلك.

هنا يأتي دور العادات اليهودية نفسها، والتي أصَّلت لتلك العنصرية، ولم تحاول صدَّها، حيث فصل اليهود أنفسهم باعتبارهم عرقًا أسمى، مفضلين الجلوس في “غيتوهات” خاصة، ولذلك تحول العداء تجاه تلك المجموعة إلى سياسة واضحة في الدول والكنائس، وعندما اجتاحت الأوبئة أوروبا في القرن الرابع عشر، وكانت الإنسانية في أقصى درجات الهشاشة، وأصبح الكل يبحث عن سبب منطقي يجعل من هذه الأمراض الغريبة ذات قدرة تدميرية هائلة، جاء اليهود، ليصبحوا كبش الفداء الأسهل، حيث أنشأت تلك الاختلافات الدينية بين اليهود والمسيحيين أساسًا للكراهية، وفي نهاية المطاف تمكنت من تغذية الاتهامات بأن اليهود هم السبب الرئيسي لتلك الأوبئة.

وفي أكتوبر من عام 1347، جاءت الشرارة التي فجرت ما يسمى بـ “معاداة السامية”، حين وصلت بعض السفن التجارية إلى سواحل جزيرة صقلية، محملة بشيء غريب للغاية: رجال ونساء لديهم انتفاخات سوداء بحجم البيضة، تنزف دمًا وصديدًا من الإبطين والفخذ، ثم حلت الحمى الشديدة وبصق الدم محل الانتفاخات، فيما سيطلق عليه بعد ذلك “الطاعون الأسود”، كان هذا الوباء خبيثًا لدرجة أنه انتشر بسرعة من شخص إلى آخر؛ وبحلول منتصف خمسينيات القرن الرابع عشر، كان الطاعون قد قضى على حياة شخص واحد من كل ثلاثة أشخاص من الهند إلى أيسلندا، ومع حالة اليأس التي انتابت الجميع، وانعدام الأسباب المنطقية لوجود هذا المرض، ظهرت فكرة في جنوب فرنسا وإسبانيا، تفيد بأن اليهود هم المسؤولون عن انتشار هذا الوباء، ولكن كيف ذلك؟

 

فتش عن المادة 

كارل ماركس، مقال “في المسألة اليهودية” المنشور في شهر فبراير عام 1844، بالحولية الألمانية الفرنسية

 

في تلك الفترة؛ كان عدد اليهود في أوروبا يقدر بحوالي 2.5 مليون يهودي، ثلثهم يقيم في جنوب فرنسا وإسبانيا، ومع بدء الخلاف الديني والاقتصادي بين المسيحيين واليهود، بدأ الحاخامات والأثرياء في المجتمعات اليهودية في الدعوة إلى ممارسة نشاط غريب سمي بـ “الكابالا”، وهي سلسلة معتقدات وشروحات روحانية فلسفية تفسر الحياة والكون والربانيات، وتفسر العلاقة بين “الله” اللامتغير والأبدي والسرمدي، كما مورست تلك النشاطات بناءً على تزاوج مالي بين العائلات الحاخامية والنُخبة التجارية والمصرفية، مؤسسين بذلك إمبراطورية ضخمة سيطرت على الكثير المعاملات المالية، وظهرت بسببها أساطير شعبوية استمرت في النمو حتى يومنا هذا، لدرجة أن البعض ما زال متخيلًا أن اليهود يتحكمون في العالم عن طريق الأموال.

وبما أن تلك الممارسات كانت سرية لدرجة كبيرة، فقد ظهر الاعتقاد بأنها تنبتُ بناءً على “سحر يهودي أسود”، ولأن تلك الحركة المتصوفة، بدأت في الظهور وقت “الطاعون”، فقد ظن المسيحيون أن اليهود سمموا آبار المياه بهذا السحر الأسود، وبسبب ذلك؛ تعرض اليهود للتعذيب، وبدأت أعمال الشغب ضدهم في جميع أنحاء أوروبا.

وقد ساعد الأثرياء المدينون لليهود في إشاعة تلك الحالة، من خلال فتح الأبواب لمساعدة “قتلة اليهود”، حتى وصلنا للحظة ارتكب فيها اليهود في قلعة “إسلنغن”، شرقي مدينة شتوتغارت الألمانية، عملية انتحار جماعي للخلاص من تلك المأساة، بعد أن حبسوا أنفسهم في كنيسة خاصة، وأشعلوا النار فيها، وفي مدينة “ستراسبورغ”، حُرق 900 من أصل 1884 يهوديًا بعد تجريدهم من ملابسهم.

استمرت تلك المذبحة في جميع أنحاء أوروبا، وغُذيت كوسيلة لكسر شوكة الرأسمالية اليهودية، وقد أدى ذلك إلى دعوة الدوق كازيمير الثاني، ملك بولندا، يهود أوروبا إلى الهجرة شرقًا نحو بلاده، لتستمر هجرة اليهود إلى بولندا حتى نهايات القرن السادس عشر، وفي عام 1648 بدأت الأمور تتغير شيئًا فشيئا مع انتشار أفكار مارتن لوثر الثورية حول حقيقة الكنيسة، ليخلق بذلك حالة عامة، عملت على تغذية الحقد الطبقي من الفلاحين، ضد أصحاب الأراضي المسيحيين واليهود، ليخسر اليهود معظم ممتلكاتهم في بولندا وأوكرانيا، ويعيشوا في فقر مدقع.

وفي تسعينيات القرن الثامن عشر، قسمت بولندا، حيث خضع 75% من السكان اليهود في أوروبا الشرقية لحكم إمبراطورية “رومانوف القيصرية”، وبسبب معاداة السامية الشديدة لدى الكنيسة الأرثوذكسية، لم تتمكن الحكومة القيصرية أو القيادة الحاخامية اليهودية من التوصل إلى تسوية مؤقتة تمنع الفقر اليهودي المتزايد، وفي النهاية حدث الغزو النازي لأوروبا، لتبدأ آخر المذابح ضد اليهود في أوروبا، الهولوكوست، ويقتل في بولندا وحدها أكثر من 3.3 مليون يهودي في معسكرات الاعتقال وأفران الغاز النازية.

 

أوروبية الهوى والهوية 

بناءً على ذلك، فاليهود تعرضوا بالفعل إلى مذابح خطيرة فاقت في دمويتها وعنصريتها الخيال، ويجب التصدي لها بالحديث عنها، وفهم أسبابها ودوافعها، وأيضًا لكي نذكر العالم أن تلك المذابح حدثت في أوروبا وحدها، تحديدًا في الدول التي تقف الآن بكامل عتادها وعدتها وسلاحها وأموالها لتمويل إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني.

نعم؛ فعندما كانت أوروبا تقف خلف قتل الملايين من اليهود، والملايين من المسيحيين البروتستانت، ومئات الآلاف من المسلمين في محاكم التفتيش الإسبانية، كان الشرق الأوسط، والبلاد الواقعة تحت حكم الخلافة العباسية ثم التركية بعد ذلك، موطنًا عادلًا يعيش فيه اليهود جنبًا إلى جنب رفقة المسلمين والمسيحيين ومختلف الطوائف الأخرى دون أدنى مشكلة، ووفقًا لمبدأ أهل الذمة المعروف.

وقد جادل في ذلك الكاتب السياسي، عبد العزيز سعيد، حين تحدث عن أن مفهوم أهل الذمة سمح للثقافات الأخرى بالازدهار، وسمح لليهود بممارسة شعائرهم الخاصة ومن ثمَّ إدارة شؤونهم الداخلية، ورغم أنهم خضعوا لقيود معينة لم تُفرض على المسلمين، مثل دفع الجزية، والمنع من حمل السلاح، إلا أنهم نادراً ما واجهوا في ظل الحكم الإسلامي الشهادة أو النفي أو القتل، أو الإجبار على ترك ديارهم، وكانوا يتمتعون بحرية كاملة في اختيار مكان إقامتهم ومهنتهم.

ووفقاً للمؤرخ اليهودي الأميركي، مارك كوهين، فإن الشعب اليهودي وجد العزاء تحت راية الحكم التركي أو العباسي خلال العصور الوسطى، وعاش في حالة من التسامح والتكامل، وبناءً على هذا الاندماج الاجتماعي، حقق اليهود تقدمًا كبيرًا في مجالات مختلفة، بما في ذلك الرياضيات والفلك والفلسفة والكيمياء وفقه اللغة، حتى وصل بعضهم إلى السلطة السياسية في ظل الحكم الإسلامي، فعلى سبيل المثال، كان اليهود مسؤولين عن أجزاء معينة من التجارة البحرية وتجارة الرقيق في بغداد.

 

ما أصغر الدولة

تلك الفروق تحيلنا تلقائيًا إلى النظر في فكرة قيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين التاريخية تحديدًا، وبعيدا عن الصراعات بين الدول الإمبريالية الكبرى في ذلك الوقت، ومدى استفادتها من هذا الأمر، إلا أننا يمكننا تحليل المشهد من خلال الآتي:

بالنسبة لأرباب الاستعمار، فاليهود يعيشون حياةً صعبة في أوروبا، ويعيشون حياةً جيدة في الشرق الأوسط، ولذلك يجب عليهم الرحيل إلى الشرق الأوسط، لضرب عدة عصافير بحجر واحد، منها التخلص من الأزمة اليهودية في أوروبا، مع السماح لهم بالعيش في بقعة محتلة سلفًا، أما بالنسبة لليهودي نفسه، اليهودي العادي الذي لا يفقه شيئًا في السُلطة، ولا تعنيه سياسات الدول الكبرى أو أطماع القادة الصهاينة في التسلط، فالأمر كله يتلخص في كلمةٍ واحدة: “الأمان”.

لقد كانت فكرة الأمان هي المحرك الرئيسي ليهود العالم في إقامة دولة يعيشون فيها دون قتل أو تهجير أو تدمير، بالطبع فالأمر تطور بعد ذلك إلى أهداف عنصرية استعمارية، حاول خلالها الصهاينة إسقاط ما حدث لهم قديما على أهالي فلسطين، خاصة بعد أن تزاوجت تلك الفكرة البسيطة مع أهداف الحركة الصهيونية في التوسع الإمبريالي نحو أرض الميعاد.

 حيث استُخدم الدين كغطاء يجذب اليهود إلى تلك البقعة من الأرض دون غيرها، عن طريق إعادة إحياء الحضارة اليهودية، وتقوية التقاليد اليهودية القديمة المغضوب عليها في القارة العجوز، كما أثريت فكرة الصهيونية كمبدأ عنصري يعمل على إعادة بناء الهيكل مكان المسجد الأقصى، باعتباره الهدف الأسمى ليهود العالم، والقادر على توحيدهم مرةً أخرى؛ أضف إلى ذلك رغبة الدول الكبرى أو الاستعمار القديم التقليدي في استمرار وجوده داخل الشرق الأوسط، منبت النفط والذهب الأسود.

إذن؛ فالبحث عن الأمان هو الذي يحرك اليهود من بلادهم الأصلية إلى أرض غريبة، وإليه نرد فكرة إقامة الدولة اليهودية إلى منبتها الأصلي، حسنًا، الآن يجب أن نسأل سؤالًا هاما: في وقتنا الحالي؛ أي بقاع الأرض آمنة بالنسبة لليهود، فلسطين أم أوروبا؟

أوروبا بالطبع، فليس هناك عاقل يستطيع العيش تحت التهديد الدائم، أو أن يمارس أنشطته العادية كرجل عادي على وقع صافرات الإنذار، والركض نحو الملاجئ كل ساعة، ومن هنا تأتي فكرة المقاومة كحل أول لمواجهة الطغيان العنصري لإسرائيل، فاسرائيل، كما أشرنا سابقًا وسنظل، ليست إلا كيان فصل عنصري يقوم بنيانه على أساس الدين الموروث، والدين الموروث لا يعتد به كقومية جامعة للطوائف، لذلك فمقومات قيام الدولة ليس له وجود في تلك الحالة، والأمر كله متروك لتفاعلات القيادات الصهيونية مع المحيط العربي، ومدى شعور اليهود بالأمان في تلك البقعة من الأرض، ثم العمل على جذب المزيد من اليهود حول العالم نحو فلسطين التاريخية. 

وبناءً على ذلك أيضًا تأتي أهمية معركة السابع من أكتوبر وما تبعها من ردود متفاوتة، سواءٌ كان من محور الممانعة، أو من إيران، لأنها فككت فكرة الوجود الصهيوني في فلسطين ابتداءً، وأكدت ألَّا أمان لهؤلاء الصهاينة على أرضنا، فإن كانت القيادات الصهيونية تشيطن المقاومة أمام الرأي العام، وتدَّعي أمام العالم أن حماس تريد إبادة إسرائيل على بكرة أبيها.

فهذا يعني أن كل صاروخ تطلقه المقاومة، يغذي من شعور الانهزام لدى عموم اليهود، وأن هذه الأرض تلفظهم، وأن مصالحهم الاقتصادية والسياسية ليست بمأمن من الضربات المتتالية، وكلما كانت المقاومة أشد بأسًا، وتثبت يومًا بعد يوم أنها في كامل لياقتها العسكرية، بل وقادرة على المبادرة بعمليات نوعية خطيرة مثل عملية أسر الجنود التي أعلن عنها المتحدث الرسمي لكتائب القسام، أبو عبيدة، قبل أيام قليلة، كل ذلك سيعمل تلقائيًا على زيادة الهجرة اليهودية من فلسطين إلى خارجها، ووقف الهجرة من خارج فلسطين إلى داخلها، وهو المطلوب إثباته.

يا سادة، إن التاريخ السياسي لا يسير بمنطق “الوجبات السريعة”، ولا يوجد به شيء اسمه “كُن فيكُون”، وتحرير الأرض المُحتلة يحتاج وقتا طويلًا مثل أي عمل سياسي أو ثوري، ولذلك فالسؤال حول جدوى المقاومة، أو جدوى السابع من أكتوبر، أو جدوى الرد الإيراني، وإن كان هزليًا بالنسبة للبعض، أو جدوى العمليات النوعية والدفاعية التي تقوم بها المقاومة في كل محاور القتال، يجب أن يُرد عليه بالنظر إلى التاريخ.

وباعتبار أن حماس لم تطلق عمليتها العسكرية من أجل تحرير الأرض كاملة بلا قيد أو شرط، هذه مغالطة منطقية كبيرة، بل فرضت المقاومة من أجل تحريك القضية، ونزع فكرة الوجود الآمن لليهود في فلسطين، أساس قيام الدولة، ومع الرهان على استمراريتها، فما يخبرنا به التاريخ في الحالات المشابهة، أن مقاومة مستمرة هي مقاومة كُتب لها النجاح، لا محالة.

مقالات الرأي لا تعبر عن زاوية ثالثة

محمود ليالي
كاتب وصحفي رياضي مصري، يهتم بكرة القدم كلعبة وكصناعة تفوق أهميتها ما لا يمكن اختصاره في الخطط والتكتيكات، شاعر صدر له ديوان "البقايا" عام 2023

Search