هل أصبحت دُور النشر في مصر تُقيّم الكُتّاب بناءً على عدد متابعيهم؟

آية إيهاب

انطلقَ معرض القاهرة الدُّوليّ للكتاب في دورتهِ الـ 55، التي تستمر في الفترة ما بين 24 يناير الجاري إلى 6 فبراير المقبل. وقُبيل افتتاحِ المعرض المصنف كأبرز معارض الكتب في العالم، ويزوره سنويًا نحو مليوني زائر، فوجئ المتابعون بإعلان دار نشر “الكُتُب خانة” عنْ استبعادها دونَ مبرر من المشاركة في فعاليّاتِ المعرض. وحسبَ الدارِ فإنها فوجئت قبل ساعاتٍ قليلةٍ من استلام الجناح المخصص لها، بالإقصاء، بالرغم من استيفاء كافةِ الأوراق.

تقول في بيان لها على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: “فوجئنا في اللحظة الأخيرة، وقبل ساعات قليلة من استلام جناحنا بمنعنا تعسفيًا من المشاركة في هذه الدورّة من قِبّل إدارة المعرّض، دون إبداء أية أسباب واضحة أو إخطار رسمي مسبق. بل وبتسليم المساحة المتفق عليها لجناحنا، رغم سداد كافة المصروفات واستيفاء الأوراق المطلوبة للمشاركة في المعرض، حسب الشروط المعلنة، إلى دار نشر أخرى. ما يعني تبديد مجهودات مجموعة متميزة من الكُتّاب والكاتبات كذلك العاملين بالدار لشهور عديدة، تجهيزًا للمشاركة في الموسم الثقافي الأهم في كل عام”.

ولم تكن “الكتب خانة” الوحيدة الممنوعة قبيل يوم من انطلاق المعرض؛ لكن أيضًا قائمة المنع لحقت بدار نشر “تنوير” و “ديوان العرب”، لينضموا إلى مكتبة “تنميّة” وسور الأزبكية اللذين مُنعا في دوراتٍ سابقة. الأمر الذي صعّد من غضب القُرّاء والمهتمين بالشأن الثقافي المصري، متسائلين عن أسباب المنع وآلية قبول المسؤولين لدور النشر وقوائمها المُشارِكة في المعرض، خاصة وأن الثلاث دُور المُعلَن عن إقصائها، واسعة الحضور في الوسط الثقافي المصري وذات صبغة أدبية، وليست ذات ميول سياسية واضحة، كما أن دار “تنوير” تقدم مطبوعات فكرية/فلسفية/دينية، ولا تطرح محتوى سياسيًا ضد السلطة. 

وقد أعلنت دار “ديوان العرب” عن عودتها إلى المشاركة قبيل ساعات؛ لكن دون إيضاح أسباب الإقصاء أو المشاركة. وبالعودة إلى لائحة تنظيم المعرض، فإن البند الـ12، يتيح لإدارة المعرض، قبول أو رفض اشتراك أية دار نشر دون إظهار مسببات. وحسب الهيئة المُنّظمة، فإن الحالات التي يجوز فيها إلغاء اشتراك دار النشر هي (عرض كتاب محل نزاع قضائي، أو عرض كتاب مُزّوّر أو منسوخ أو مُقلّد، أو عرض كُتب مخالفة لحرية الفكر والإبداع، وكذا المبادئ التي فرضها القانون المصري، والآداب العامة، أو المساس بالأديان، أو مخالفة شروط التوكيلات اللازمة داخل المعرض بالنسبة لدور النشر، أو عقد ندوات داخل مقرات البيع، أو مخالفة الشروط التصميمية داخل الجناح). لكنّ الدور الثلاث قالت إنها لم تخالف أيًا من تلك المعايير التي حددتها الهيئة المنوطة بتنظيم المعرض، بل على العكس، فإنها تقدم مطبوعات ذات أهمية شديدة للقارئ المصري والعربي.

في المقابل، يُحيلنا هذا إلى مسألة أخرى شديدة الأهمية، وفق تساؤلات رصدتها “زاوية ثالثة” بعد إعلان مَنع الدُور المذكورة في الساعات الماضية؛ تساءل بعض مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي حول ما إذا كان معرض الكتاب سيتحول إلى منصة للناشرين الجدد، والمؤثرين على السوشيال ميديا، ويُقصي سنويًا عددًا من الدور المؤثرة المشاركة في دورات ماضية، وتقدم أعمالًا هامة لكتّاب من الجيل القديم؟ خاصة وأن دور النشر قد بدأت منذ سنوات وبسبب تصاعد الأزمة الاقتصادية وارتفاع أسعار الطباعة والأوراق والأحبار، في الانسلاخ من مسؤوليتها الكاملة بخصوص تكلفة النشر؛ إذ تنقسم دور النشر حاليًا إلى ثلاث فئات، إمّا دور تتحمل تكاليف النشر كاملة وهي الكبيرة منها ذات الصيت، ولا تقبل أعمالًا سوى لكبار الكُتّاب والمؤلفين أو أن تكون تابعة لهيئات حكومية مثل المركز القومي للترجمة أو إحدى هيئات وزارة الثقافة، أو تكون التكاليف مناصفة بين الدار والكاتب وغالبًا تكون دار النشر في تلك الفئة متوسطة المستوى والإمكانية، وأخرى يتحمل فيها الكاتب تكاليف النشر، والأخيرة أصبحت الأكثر انتشارًا ورواجًا، وغالبيتها تكون حديثة التأسيس أو محدودة الموارد.

 

جيل جديد من الكُتّاب

تزعمت وسائل التواصل الاجتماعي محل الصدّارة، حيث يختبئ خلف لوحات إلكترونية ملايين من الكُتّاب والمؤثرين والجمهور الذين فضّلوا القراءة عبر الإنترنت؛ لكنّ رغم ذلك لا يزال المثقفون يلهثون ويتسابقون للكتابة المطبوعة. وبِحسبة سوق النشر الآن، يعني أن يمتلك شخصًا آلاف المتابعين، ظهور كاتب محتمل لديه آلاف منهم، في سوق يفقد بريقه أمام مغريات أخرى تجتذب القُرّاء، لتحاول دور النشر البحث عن الوسائل كلها التي تضمن استمرارها، حتى وإن همّشت الكُتاب، واجتذبت المؤثرين.

وفي عالم “جيل Z” فإن نجومه مستقاة من الوسيلة الأهم في يومه، وهي وسائل التواصل الإلكتروني فكيف يمكن أن نحكم على مشاركة الـ Influencers أو المؤثرين -والذين هم نجوم وسائل التواصل هذه- في سوق الكتابة؟

 

 

منذ بداية العقد الثاني من الألفية الثالثة (الألفية الحالية الممتدة من 2001 إلى عام 3000 ميلادية)، انتشرت على استحياء تجارب لما يمكن أن نسميهم “مؤثرين أو إنفلونسر” ممن لمع نجمهم على وسائل التواصل الإلكتروني الاجتماعية. تجارب لم تكن تحظى بالاهتمام الكافي من قبل عموم النقاد، ربما لأنها كانت حينها أقرب لظاهرة في حدودها، ولم تفرض نفسها بعد. في الوقت ذاته أثّر التحولُ الرقمي على نشر الكتب المطبوعة، وجاءت التجارة الإلكترونية في مكتبات بيع الكتب على الإنترنت، بأشد تأثير في سوق نشر الكتب، وخفضت المنافسة في التجارة الإلكترونية من قدرة المكتبات على البقاء. لتسعى دور النشر لمحاولة اجتذاب الواقع الرقمي إلى الأرض والاستفادة منه.

يقول الناشر أشرف شاهين -عضو اتحاد الناشرين المصريين-، إن التطبيقات الإلكترونية انتشرت بشكل متسارع، تزامنًا مع التطور التقني، خصوصًا آخر ثلاث سنوات، أي خلال انتشار فيروس كورونا، وخلال فترة العزل، بدأ ذلك بتوجيهات حكومية في المدارس والجامعات، إذ اعتمدت خلال العام الدراسي عن بعد من خلال تلك التطبيقات، ومن ثم انتقل هذا الأمر إلى فئات عمرية وشرائح أخرى مختلفة، ليصبح الكتاب الإلكتروني المقروء أو المسموع وسيلة للترفيه.

وحسب موقع “مودور إنتيليجانس” المختص في تحليل البيانات، قُدّر حجم سوق الكتب الإلكترونية بنحو 16.42 مليار دولار أمريكي في عام 2023، ومن المتوقع أن يصل إلى 20.74 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2028، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 4.78٪ خلال الفترة المتوقعة (2023-2028). في حين لم نتمكن من العثور على إحصاءات مصرية دقيقة بشأن سوق الكتب الإلكترونية أو دور النشر.

 

حللّنا في “زاوية ثالثة” بيانات 23 كتابًا لأشهر المؤثرين الذين صدرت أعمالهم المكتوبة خلال الأعوام الماضية، ويمكن عبر ملاحظة الجدول التالي، تبيان أنه في العام 2022 حمل سوق الكُتب على عاتقه نشر كتابات المؤثرين، وبالبحث عن السبب الرئيس الذي دفع الناشرين لتحويل تلك الخطوة إلى ظاهرة، فيمكن للوقائع أن تحيلنا إلى ما فعله فيروس كورونا بسوق النشر!

في دراسة صدرت عن المكتب الدولي للمنظمة العالمية للملكية الفكرية “قُدر الانخفاض في إيرادات سوق نشر الكتب العالمي بنحو 7 مليارات دولار في عام 2020” بل إن “حتى المبيعات عبر الإنترنت لم تعوض سوى جزء من خسائر الإيرادات”، ومن هنا لجأ أصحاب دور النشر بالبحث عن بديل مضمون، وكان عام 2020 بداية حقيقية لاتجاه عام سيشهده سوق النشر وهو اللجوء إلى المؤثرين لتغطية الخسائر الاقتصادية الناجمة عن كورونا.

وكانت المرة الأولى التي يلحظ فيها القراء ظهور عدد من الأعمال في معرض القاهرة الدولي للكتاب، والمكتوبة من مؤثرين على السوشيال ميديا، في دورته الـ51 عام 2020، حينما طالعوا مطبوعات بأسماء مستهجنة مثل: (شلّح هدومك يا زمن، ومدمن نجاح، وروح حلوة). التي لاقت استقبالًا لدى جيل الشباب من المتابعين لهؤلاء المؤثرين/ الأنفلونسر؛ فيما ساد مناخ من الاستهجان والانتقاد لدى الزائرين القدامى للمعرض. تأييدًا، تشير الإنفلونسر، إسراء أحمد، والتي صدر كتابها “روح حلوة” عام 2019 إلى أن أغلب كتابات من تعرفهم من المؤثرين كانت خلال الأعوام التالية.

 

ما الذي يكتبه المؤثرون؟

 ركّز غالبيّة المؤثرين على مجال التنمية البشرية، وجعلوها مادة لـإصداراتهم. فيقدمون أنفسهم، ويسوقون ذاتهم باعتبارهم مادة “للنجاح”. ما يعني أن مجال التنمية البشرية الذي لمع نجمه مع مطلع الألفينات يعاد تدويره الآن عبر مقاطع فيديو تقدم عبر صفحاتهم، وكجزء من تسويق أنفسهم كسلعة للنجاح، فإن العديد منهم قرر تحويل تجربته أو عصارة أفكاره لمحتوى مكتوب.

من جانبها، توضح الناقدة آية طنطاوي في حديثها مع “زاوية ثالثة”، أن إغراء تحويل هذا المنتج المرئي لمكتوب أحد أسبابه يعود إلى شعور المؤثرين أنهم “مهاجَمون من المجتمع؛ لأنه لا يقدرهم ويعتبرهم بلا وظيفة حقيقية ودون ثقافة، والحصول على لقب كاتب ووجود إصدار في المكتبات ببساطة يمنحهم الثقل واحترام جمهورهم، كما أنها طريقة فعالة لإضفاء بصمة لهم واكتساب شريحة جديدة من المتابعين.”

وعلى الرغم من وجود ملايين المتابعين، لم تحقق كتب المؤثرين، النجاح الذي كانت ترجوه دور النشر، فبحسب الجدول السابق، والذي يستند إلى معلومات موقع “نيل وفرات” لشراء الكتب -الموقع الوحيد تقريبًا الذي وجدناه يقدم عدد طبعات الكتاب-، فإن أكثر من نصف الكتب التي بحثنا عنها لم تتعد طبعاتها الطبعة الواحدة! وما تخطى الـ 20 طبعة كانت ثلاثة كتب فقط!

تشير المؤثرة إسراء أحمد، إلى أنها لم تحظ بمساعدة كبيرة في التسويق من دار النشر، بل إن الأمر اعتمد على ما تنشره هي في الغالب، والذي قوبل بهجوم عنيف بحد وصفها: “رد الفعل كان صعبًا، كتبت كتابًا عن التنمر، فتنمروا علي أنا والكتاب، لأنهم رأوا أنه ليس من حقي التعبير والكتابة، أو دخول المجال الأدبي، ولم يتركوا لي فرصة أن أحكي عن مضمون الكتاب منذ إطلاقه، متهمين إياي باستخدام إعاقتي للترويج له”.

بالعودة إلى موقع “جود ريدز” وهو موقع لتقييم الكتب، فإن الكثير من هذه الأعمال حصلت على تقييم سيئ من متابعي الكتاب أنفسهم، ليعلقوا في الغالب كما ظهر من بحثنا بأنه قد “خاب أملهم في كاتبهم المنتظر”، ولم يرق للكثير من المتابعين استخدام ذات النبرة التي يُتَعَامَل فيها مع الكتاب، بذات المقياس مع وسائل التواصل، معترضين على الأسلوب الضعيف، غير المراعي للوسيط الجديد الذي يستلزم سردية مغايرة عن المقدمة في التطبيقات الإلكترونية. 

 

بين الاستقطاب والزبون

في مجال التسويق هناك ما يعرف باسم “الفئة المستهدفة” وهي الفئة التي يجب أن يخطط لها البائع بعناية، حتى يصل به الأمر لتخيل شكلها، ومن جانبهم يتوجه المؤثرون إلى جيل Z بشكل أساسي.

عاد هذا الجيل إلى القراءة مرة أخرى عالميًا عبر الكتب الإلكترونية بشكل خاصة، ربما يكمن الأمر -حسب محللين- في فهم الناشرين عالميًا ما الذي يريد هذا الجيل قراءته، فبحسب الإحصائيات فإن 83% من قراء الجيل Z تجاوز الكتب التقليدية تمامًا، واتجهوا إلى القصص المصورة، وسلاسل الروايات، ليبحثوا بشكل خاص عن التنوع والإثارة، وليس مجموعة من النصائح التي يمكن أن يحصلوا عليها بسهولة عبر مواقع التواصل.

تشير طنطاوي إلى أن “دور النشر تهدف أولاً إلى الربح وثانيًا إلى نشر الثقافة والمعرفة، وكل دار نشر لها طريقتها في تحقيق هدفها الأول، هناك من يختار الانجراف إلى استقطاب المؤثرين وتحقيق أكبر قدر ممكن من المبيعات، وهنا إما تكون الدار مهتمة بالمؤثرين فقط، أو هناك من يهتم بإحداث توازن لاستقطاب جمهور المؤثرين من جهة، وجمهور المثقفين من جهة أخرى.”

 

 

كُتب المؤثرين  إلى أين؟

 

انخفضت معدلات النشر بعد عام 2020، وربما كان السبب هو أن الخطوة التي توقعت دور النشر أن تكون تذكرتها لنجاح النشر لم تحقق النجاح المنشود، بل تجربة لن يكررها المؤثرون أنفسهم بعد ما تعرضوا له من هجوم، وهو ما يظهر من خلال الجدول السابق لكتاب لم ينشروا سوى كتاب واحد فقط، وتؤكد “إسراء أحمد” للمنصة بأنها لن تعيد تجربة النشر من جديد، وهي تجربة لم تكن تخوضها لولا نصيحة من أحد الكتاب بتدوين تجربتها، وتجربة غيرها من ذوي الهمم.

وعلى عكس المتوقع، فإنه خلال تقرير نشرته الجارديان هذا العام، فقط أوضحت أنه خلال عام 2023، فقد زادت معدل قراءة الأطفال بنسبة 24% عن أعوام 2020 و2022، وبحسب تقارير محلية وعالمية، فقد لعب تطبيق “تيك توك” دورًا كبيرًا في هذه الزيادة.

كمثال. وبحسب البحث بعنوان “رحلتي من النقاش إلى البلوك” حقق التيك توكر “جو موسى” والذي يحظى بمتابعة 10 ملايين شخصًا، عدد طبعات وصل إلى 26 طبعة لكتابه المنشور هذا العام! والذي يناقش بحسب تعريف الكتاب على الإنترنت العديد من القضايا التي تشغل الشباب، وكذلك التيك توكر “عمر آل عويضة” الذي يتابعه 5 ملايين متابع.

ورغم ذلك تشير الناقدة آية طنطاوي إلى أنها ما زلت مقتنعة أن “الزمن ينصف الكتابة الحقيقية، فالكثير من الكتاب المشهورين والأكثر مبيعًا في عصورهم لا نعرف عنهم شيئاً الآن. وجود كتابة جديدة للمشاهير في السوق لن تقلل من قيمتي ككاتبة، لكل واحد منا جمهوره وقراؤه، وذائقة القراء متنوعة ولا بأس أن تصدر طيلة الوقت كتابات ترضي الجميع، من المهم أن يحصل الكل على فرصة للتعبير عن نفسه، أما الحكم النقدي على قيمة تلك الكتابة فهذا أمر آخر.”

 

المؤثرين والنشر

في فيديو للمؤثر يحى عزام، بعنوان “ازاي نشرت روايتي الأولى بعد ما اترفضت زمان لأني مكنتش مشهور” فإنه يوضح أن تذكرته للنشر كانت من خلال نشر فيديوهات، خاصة بعدما سألته الدار الأولى التي توجه إليها عن عدد متابعيه، فيما توضح المؤثرة سلسبيل صاحبة صفحة “أكلتك أحلى مع بيلا” أن إحدى الدور قد طلبت منها كتابة كتاب ترغب فيه، معبرة عن تعجبها كونها ما زالت طفلة!

توجهنا بالسؤال لدار الرواق، التي نشرت لثلاثة من مؤثري القائمة، وأوضح مؤسسها هاني عبد الله عن شروط النشر، قائلًا إن داره تسعى إلى “تقديم أعمال نعرف من واقع خبرتنا أنها ستثير اهتمام شرائح مختلفة من القراء، وفي الوقت نفسه لا نتنازل عن مستوى مرتفع من الجودة في كتبنا”. وفيما يتعلق بدور السوق في عملية النشر، قال إن “السوق هو مؤشر مهم لاتجاهات القراءة، نعتمد عليه في معرفة ما يُفضّله القراء من مواضيع، وفي الوقت نفسه التغيرات الاقتصادية التي تطرأ طوال الوقت على السوق تؤثر إلى حد بعيد في خطة النشر”.

يوضح عبد الله أنه أيضًا قام بالمغامرة في بعض منشورات الدار وهو ما فعله مع رواية “أوراق شمعون المصري” والتي “يزيد حجمها عن ستمائة صفحة، لكن جودة العمل واستعدادنا للمخاطرة دفعتنا لخوض المغامرة، وقد نجحت الرواية نجاحًا مذهلًا فاق التوقعات كلها”. أما عن النشر للمؤثرين، فقد أوضح أن الدار تنظر بالدرجة الأولى لمدى جودة العمل وتميّزه، فإن كان العمل الجيد مقدمًا من أحد المؤثرين على السوشيال ميديا نوافق عليه لجودته في المقام الأول”.

تظل التغييرات الطارئة على سوق النشر وطباعة الكتب متلاحقة وسريعة، خاصة في ظل منافسة كبيرة مع سوق الكتب الإلكترونية، والذي ينمو بشكل متسارع أيضًا. لكن بالرغم من ذلك، لا يزال الجمهور المصري يتابع أخبار الكتب المطبوعة، ويجد معرض القاهرة وسيلة سنوية لشراء كافة متطلبات العام واحتياجاته، ليظل الكتاب المطبوع وسيلة أولى لديه، رغم دخول جيل الألفية بتطلعاته وتفضيلاته إلى المشهد.

Search