فوجئ سيّد الإمام (62 عامًا- من مواليد محافظة بورسعيد) في يوليو من عام 2023 بنفوق ستّة أطنان من أسماك أسماك “اللوت” بمزرعته الكائنة بمنطقة مثلث الديبة الواقعة بين محافظتي دمياط وبورسعيد، وتتبع إداريًا محافظة دمياط، نتيجة لارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، رغم حرصه على استخدام البدلات الهوائية لتقليب المياه وإذابة الأكسجين داخل الأحواض؛ إلّا أنّ ذلك لم يمنع خسارته.
يقول “الإمام” لزاوية ثالثة:” استزرع أسماك اللوت والدنيس والقاروص، طوال حياتي، لكنّ العام الماضي قدّرت خسائري بنحو 600 ألف جنيه (12,441.88 دولارًا)؛ نتيجة نفوق الأسماك؛ ما دفعني لزيادة عدد البدلات الهوائيّة في الأحواض لتصل إلى 12 بدال هواء مستورد من الخارج، بدأت في تركيبهم بداية من عام 2021، إضافة إلى أنابيب الأكسجين؛ إلّا أنّ كلّ هذا لم يمنع تأثيرات درجات الحرارة المرتفعة الّتي تخطّت الأربعين في مياه المزارع على الأسماك، إذ ارتفعت معدّلات الملوحة بصورة مبالغة، فيما تشهد المزارع المجاورة حالات نفوق يوميّة.
بحسب منظمة IEIDEAS تعمل البدالات الهوائيّة على رفع مستوى الأكسجين الذائب في مياه الحوض والتخلّص من غاز الأمونيا، كما تساعد على إزاحة مياه الحوض بما تحمله من عوالق وموادّ عضويّة إلى اتّجاه الصرف؛ لذا يفضّل تركيبها في ثلث الحوض من اتّجاه الريّ.
وفقًا لشهادات ملاك مزارع سمكيّة تحدّثنا معهم، لا يبلغ أغلب المستزرعين عن حالات النفوق، نظرًا لـإقدامهم على بيع الأسماك النافقة للمطاعم أو كأسماك مملّحة، دون الإشارة إلى عدم صلاحيّتها، في حين أنّ النسبة الأقلّ من المستزرعين تبلغ ودفن الأسماك الميّتة.
كشفت دراسة نشرها جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكيّة في 2014، عن تباين قدرة الأسماك على تحمّل درجات الملوحة المختلفة، تبعًا لأنواعها. ويمكن تقسيم الأسماك حسب درجة الملوحة المائيّة لنموّها وتكاثرها إلى (أسماك المياه العذبة، أسماك المياه المالحة، أسماك المياه قليلة الملوحة)، فيما يعبر الأسّ الهيدروجيني PH عن خواصّ الوسط المائيّ الحمضيّ أو القلويّ. وحسب الدراسة، فإنّ الأسماك تفضّل الوسط المائيّ ذا الدرجات القلويّة القليلة من 7.5– 8، ويجب ألّا يقلّ درجة العسر في المياه العذبة الصالحة للاستزراع السمكيّ عن 12.5 مليجرام/لتر كربونات الكالسيوم.
نوصي للقراءة: أسوان: موجة حر قاتلة تُزهق أرواح العشرات وسط انقطاع التيار الكهربائي

لماذا تنفق الأسماك؟
يفسّر مدحت العقدة – مدير تنفيذي شركة أرفلون للاستزراع السمكيّ- حالات النفوق الّتي تحدث أحيانًا لأسماك المزارع على أنّه في حالة نقص الأكسجين في الحوض عن أربعة مليجرامات لـ اللتر، تنخفض قابليّة الأسماك لتناول العلف، وعندما تقلّ عن مليجرام لـ اللتر، يؤدّي ذلك إلى إجهاد للأسماك، وتبدأ في ضرب سطح الماء، بحثًا عن الأكسجين، بينما في حال انخفض الأكسجين عن مليجرام واحد لـ اللتر لمدّة طويلة، تتعرّض الأسماك للموت والنفوق حسب عددها في الحوض.
يقول لزاوية ثالثة أنّ “درجات الحرارة المثلى تختلف حسب نوع السمك. تتعايش أسماك البلطي على درجات حرارة تتراوح ما بين 26 – 28 درجة، فيما تتعايش أنواع أخرى مثل السلمون على درجات حرارة أقلّ من 18 درجة، مشيرًا إلى أنّ أقراص الأكسجين تعدّ حلولًا مؤقّتة؛ لإنتاجه عن طريق التفاعل الكيميائيّ مع الكربونات بالماء، إذ لا تسعف أكثر من نصف ساعة في الأحواض المكثّفة، وتستخدم فقط في الزراعة العاديّة والمفتوحة لإعطاء الوقت لتشغيل وسيلة التهوية المناسبة للحوض”.
ويعمل العقدة على توفير المعدّات والفلاتر اللازمة لمزرعته الواقعة في محافظة كفر الشيخ، المدعومة بعناصر المراقبة والتحكّم بها؛ لتساعده على التنبّه لوجود أيّ خطر محتمل.
تجارب فردية
يعتمد سيد الإمام الذي يستأجر مزرعة سمكية بنطاق مثلث الديبة، على أكياس وعبوّات أكسجين والبدلات الهوائيّة وماكينات رفع المياه؛ لمحاولة تخفيف الآثار السلبيّة لارتفاع درجات الحرارة على مزرعته ومزارع أولاده، حيث استعان ببودرة الأكسجين للأسماك خلال عام 2023، والّتي قدّرت بنحو 1500 جنيه (31.10 دولارًا) للعبوة الواحدة، لكنّه لا يجدها متوفّرة هذا العام.
يقول: “أتكلّف نحو 100 ألف جنيه (2,073.92 دولارًا) شهريًّا، قيمة زيوت وسولار، لتشغيل الماكينات والبدلات المشغّلة لمزرعتي، في وقت كانت تقدّر التكلفة ذاتها 25 ألف جنيه (518.48 دولارًا) العام الماضي، فضلًا عن صيانة دوريّة تقدّر بعشرة آلاف جنيه (207.39 دولارًا).
ولا توجد تسعيرة معلنة لبودرة الأكسجين، باعتبارها من المنتجات قليلة التداول في الأسواق المصريّة؛ لكن بحسب موقع أمازون، تتراوح أسعار مضخات الأكسجين ما بين 520 إلى 1304 جنيهًا (10.78 إلى 27.05 دولارًا). وقد تواصلت محرّرة زاوية ثالثة مع شركة فايتوبيوكيم للمستحضرات الدوائيّة والصناعيّة هاتفيًّا، للاستفسار عن أسعار ماء وبودر أكسجين المزارع، لكن لم تتلقّ ردًّا.
ويعتمد الثلاثينيّ محمود رجب – مستأجر مزرعة سمكيّة مساحتها 35 فدانًا بمنطقة مثلّث الديبة- هو الآخر على ماكينات الرفع كوسيلة أساسيّة لتغيير مياه أحواض الأسماك وإدخال الأكسجين في سبيل عدم اختناقها، بسبب ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، بداية من شهر يونيو إلى سبتمبر كلّ عام.
اعتاد “رجب” استزراع أسماك “الدنيس” منذ 20 عامًا، وبدأ في زراعة الجمبري خلال العام الماضي 2023. تمثّل درجات الحرارة المرتفعة مصدر رهبة له كلّ عام، خشية نفوق أسماكه، يدفعه ذلك إلى الاعتماد على ماكينات الرفع لتجديد المياه وإذابة الأكسجين في سبيل الحفاظ على إنتاجه الّذي يستغرق نحو ثلاث سنوات للاستزراع.
يقول لزاوية ثالثة: “أدخل والدي ماكينات الرفع في المزرعة قبل أربعين عامًا؛ إلّا أنّها تحتاج إلى صيانة دوريّة تتكلّف نحو أربعة آلاف جنيه، بعد أن كانت ثلاثة آلاف جنيه العام الماضي، وبدونها تتعرّض الأسماك للاختناق والنفوق”. مضيفًا أنّها تعمل بشحنها بالسولار، إذ تقلب المياه، وتذيب الأكسجين الّذي تقلّ معدّلاته – عادة- وترتفع الرطوبة في ساعات الليل من 12 بعد منتصف الليل حتّى السادسة صباحًا، كي لا يحدث اختناق للأسماك.
لا يستخدم “رجب” أقراص الأكسجين باعتبارها حلًّا طارئًا، ولا البدالات، لعدم توصيل الكهرباء لمزرعته ومزارع أخرى بمنطقة مثلّث الديبة، حسب قوله.
بحسب بيانات الجهاز المركزيّ للتعبئة العامّة والإحصاء الصادرة في أبريل 2022، بلغت كمّيّة الإنتاج السمكيّ 2.01 مليون طـنّ في عام 2020، مقابل 2.03 مليون طنّ عام 2019، بنسبة انخفاض قدرھا 1.4%. يرجع ذلك إلى نقص كمّيّة إنتاج المزارع السمكيّة، فيما بلغت نسبة الإنتاج السمكي للمزارع السمكيّة 78.9% ويليها البحيرات بنسبة 11.8٪، ثمّ المياه البحرية بنسبة 5%، والمياه العذبة بنسبة 4%، ثمّ حقول الأرزّ بنسبة ٠.3% من إجماليّ كمّيّة الإنتاج السمكيّ.
يشير “رجب” إلى تراجع معدّلات نموّ الأسماك خلال فترة الصيف. يقول: “رغم وضع الأعلاف للأسماك يوميًّا؛ إلّا أنّ الحرارة المرتفعة تتسبّب في عدم تحويلها، ما يتسبّب في هزالها، فلا يزيد وزنها إلّا خلال فصل الشتاء، فضلًا عن نموّ الطحالب في الأحواض بسبب درجات الحرارة المرتفعة”.
من جهته، يكشف محمّد البهنساوي – أستاذ بيولوجيا الأسماك بكلّيّة العلوم جامعة دمياط- عن تأثير ارتفاع درجات الحرارة على الأسماك خاصّة خلال الفترة من يونيو إلى سبتمبر، حيث تؤدّى إلى ارتفاع معدّلات الملوحة لتكسر حاجز 50% في الوقت الّذي تعدّ درجة الملوحة المثلى 30%؛ ما يؤثّر على نموّها.
ويشير إلى العلاقة العكسيّة بين درجات الحرارة ونسبة ذوبان الأكسجين في المياه، فكلّما ارتفعت الأولى انخفضت الثانية؛ ما قد يتسبّب في اختناق الأسماك الّتي تتنفّس الأكسجين المذاب في المياه، ويدفعها ذلك للاقتراب من سطح المياه في محاولة منها لاستنشاق الهواء الجوّيّ، ما يؤثّر على معدّلات التغذية وعمليّة الأيض والنموّ.
حسب “البهنساوي” تتكيّف أسماك البلطي مع درجات الحرارة الّتي تتراوح من 28 – 30 درجة؛ لكنّ أسماك “الدنيس” و”القاروص” لا يتحمّلوا هذا المستوى من درجات الحرارة المرتفعة، ما يساعد على انتشار الأمراض البكتيريّة والفيروسيّة ويؤثّر على مناعة الأسماك ومقاومتها للأمراض، حيث تصاب الخياشيم ما يتسبّب في سقوطها إلى جانب الجلد والزعانف، كما تحدث تجمّعات دمويّة وقرح على الجلد، مرجعًا تبدّل لون مياه بعض الأحواض بنطاق منطقة مثلّث الديبة، إلى نموّ الطحالب وانتشارها، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وعدم تغيير المياه، ما يؤثّر على معدّلات الأكسجين فيها.
بحسب دراسة أعدّها فرع هيئة الثروة السمكيّة بدمياط، تبلغ المساحة الكلّيّة لبحيرة المنزلة نحو 70 ألف فدّان، مقسّمة على جزئين، يفصلهما الطريق الدوليّ وهما منطقة مثلّث الديبة والبحيرة الأمّ. وتبلغ مساحة مثلّث الديبة التقريبيّة نحو 43 ألف فدّان، تتضمّن 27 ألف فدّان مزارع سمكيّة، بعدد 1000 مزرعة سمكيّة تنتج أشهر أنواع الأسماك الدنيس والقاروص والعائلة البوريّة والسهيليّ والجمبري واللوت و الحنشان، وتنتج مزارع المثلّث وحدها 55 ألف طنّ أسماك سنويًّا حسب ما أكّده مهندس مجدي عبد الواحد المسؤول بهيئة الثروة السمكيّة في حديثه لـ”زاوية ثالثة”.
وبحسب مسؤول في هيئة الثروة السمكيّة -فضل عدم ذكر اسمه لعدم التصريح له بالتحدّث إلى وسائل الإعلام والصحافة- تتراوح درجات الحرارة المثلى للأسماك من 20 لـ 25 درجة، يأتي ذلك في وقت قد تخطّت درجات الحرارة خلال شهر يوليو المنقضي 40 درجة مئويّة، ما تتسبّب في ارتفاع معدّلات الملوحة والأمونيا وتسبّب في تغيّر لون المياه للأحمر، حيث أنّ درجة الملوحة المثلى تتراوح من 20 إلى 25% وتغيّرها يشير إلى تخطّيها نسبة 50%.
نوصي للقراءة: مصر تدفن رئتيها تحت الخرسانة.. الحكومة مستمرة في قطع الأشجار
خسائر متفاقمة
خطّة تخفيف الأحمال الّتي طبّقتها حكومة القاهرة في يوليو 2023 ألقت بظلالها على مستزرعي الأسماك، إذ زادت من أعبائهم المادّيّة ودفعت من تعمّل مزارعه بمولّدات كهربائيّة، لاستبدالها بأخرى تعمل بالسولار أو الاستعانة بالبدلات ما حملهم أعباء ماليّة، وذلك بحسب وصف مسؤول هيئة الثروة السمكيّة في حديثه معنا.
يضيف: ارتفعت كمّيّات الأسماك النافقة بسبب درجات الحرارة المرتفعة بداية من شهر يوليو المنقضي، حيث تعدّ أسماك العائلة البوريّة واللوت الأكثر نفوقًا، إلّا أنّ الهيئة لا تقوم بحصر الكمّيّات النافقة، حيث لا يبلغنا كافّة المتضرّرين بما حدث، مشيرًا إلى أنّ “الكمّيّة النافقة في محافظة دمياط وحدها تخطّت الـ 50 طن حسب ما قمنا بمعاينته، وتعدّ محافظة دمياط شمال مصر من أكثر المحافظات الّتي تمتلك مزارع سمكيّة حيث تبلغ مساحة المزارع السمكيّة المستأجرة 35 ألف فدّان بنحو 4000 مزرعة، ينتج الفدّان نحو طنّ أسماك”.
وشهدت أسواق الأسماك ارتفاع أسعارها خلال الشهر المنقضي، تزامنًا مع زيادة الأسعار. يكشف مجدى البداوى – رئيس شعبة الأسماك بالغرفة التجاريّة بمحافظة دمياط سابقًا- عن زيادة أسعار الأسماك نتيجة نفوق كمّيّات منها بالمزارع السمكيّة بنسبة 10%؛ إلّا أنّ ذلك أدّى لتراجع القوّة الشرائيّة بنسبة 30%، ليقبل المواطنون على شراء احتياجاتهم من الأسماك بالواحدة وليس الكيلو، إذ يسجّل سعر كيلو اللوت ما يتراوح من 110 إلى 130 جنيهًا (2.28 إلى 2.69 دولارًا)، ويتراوح سعر القاروص من 300 إلى 320 جنيهًا (6.22 إلى 6.64 دولارًا)، أمّا الدنيس من 200 إلى 250 جنيهًا (4.14 إلى 5.18 دولارًا)، فيما يقوم بعض المتضرّرين ببيع الأسماك النافقة لبعض المطاعم أو بيعها مملّحة، وفق ما أخبرنا به رئيس شعبة الأسماك.
تلك الأسعار المرتفعة دفعت الستّينيّة سميرة علي المقيمة بمحافظة القاهرة للعزوف عن شراء الأسماك باهظة الثمن والاقتصار على شراء الشبّار صغير الحجم والسردين، نظرًا لانخفاض أسعارها مقارنة بالأصناف الأخرى، ليتناسب ذلك مع دخلها المحدود الّذي لا يتخطّى الـستّة آلاف جنيه شهريًّا.
وبحسب الأسعار الواردة عن سوق العبور للجملة اليوم الأربعاء، يتراوح سعر كيلو البلطي بين 61 إلى 63 جنيهًا (1.26 إلى 1.31 دولارًا)، فيما يتراوح سعر قشر البياض من 120 إلى 240 جنيهًا (2.49 إلى 4.98 دولارًا)، وسعر سمك موسى من 210 إلى 410 جنيهًا (4.35 إلى 8.50 دولارًا)، فيما يتراوح سعر المرجان من 90 إلى 130 جنيهًا (1.87 إلى 2.69 دولارًا)، أمّا الجمبريّ الجامبو فيتراوح سعره من 420 إلى 660 جنيهًا (8.71 إلى 13.69 دولارًا)، والبوريّ من 100 إلى 140 جنيهًا (2.07 إلى 2.90 دولارًا)، فيما يتراوح سعر سمك الوقار من 100 إلى 260 جنيهًا (2.07 إلى 5.39 دولارًا) للكيلوجرام الواحد.
حلول
ارتفاع درجات حرارة المياه عامًا تلو الآخر، يجبر المستزرعين على البحث عن حلول بديلة، للتعامل مع تلك الأزمة كي لا تتفاقم الأضرار الناجمة عن ذلك؛ لعلّ استخدام البدلات وماكينات الريّ وأقراص وبودرة الأكسجين، تعدّ حلولًا مثلى لهؤلاء في سبيل الحفاظ على مستويات مناسبة من الأكسجين للأسماك، كي لا تنفق، وحسب أستاذ بيولوجيا الأسماك محمّد البهنساوي، فإنّ بعض المزارع السمكيّة سجّلت حالات نفوق هذا العام؛ بسبب درجات الحرارة المرتفعة، لكنّ البدلات قد تكون كافية لبعض المزارع وليس جميعها، حيث تحتاج إلى تغيير مياه الأحواض باستمرار؛ ما يدفعها لاستخدام ماكينات المياه، ويرفع ذلك من تكاليف الاستزراع نتيجة عملها بالسولار.
ينصح “البهنساوي” المستزرعين بتغيير المياه بصفة مستمرّة؛ خاصّة في حال عدم تملّك بدالات ومتابعتها الدوريّة للتعرّف على أيّ إصابات بكتيريّة أو فيروسيّة قد تظهر، مع عزل الأسماك المصابة والحفاظ على مستويات الأكسجين بالماء.
في السياق ذاته، يشير مسؤول هيئة الثروة السمكيّة إلى ضرورة أن يستعين المستزرعون بالبدلات وزيادة فتحات الريّ والصرف في الأحواض والمتابعة المستمرّة، لاكتشاف أيّ أمراض قد تحدّث، ويرى أنّ البدلات إن كانت حلًّا ملائمًا، إلّا أنّ تكلفتها عالية لا يستطيع كافّة المستزرعين توفيرها، أمّا أقراص الأكسجين فنادرًا ما يلجأ إليها البعض خاصّة أنّها لم تنتشر بعد.
بحسب مجدي عبد الواحد – مسؤول بهيئة الثروة السمكيّة قطاع دمياط- يحدث التأثّر بدرجات الحرارة والنفوق في المزارع السمكيّة الّتي تستزرع الأسماك القاعية الدنيس والقاروص؛ ما يدفع المربّين للجوء لبعض الحلول كـالبدلات، ورشّ بودرة الأكسجين، ومياه الأكسجين، إلى جانب استخدام ماكينات الريّ وضخّ الأكسجين داخل المياه، فضلًا عن تركيب مواتير المراكب داخل أحواض السمك؛ ما يحرّك المياه ويجدّدها، حيث تستخدم 25% من المزارع بدلات، مشيرًا إلى التأثير السلبيّ لمياه الصرف الواقعة بالقرب من المزارع السمكيّة، والّتي تلقي بمخلّفاتها في المياه.
ويعكف مستزرعو الأسماك في مصر على التكيّف مع التغيّرات المناخيّة وارتفاع درجات الحرارة باستخدام بدائل تقليديّة كـ “ماكينات الريّ وتغيير المياه المنتظم “، أو مبتكرة كـ “البدالات الهوائيّة، ومضخّات الأكسجين ومذيباتها”، إلّا أنّ تلك الخطوات، وإن خفضت معدّلات النفوق في بعض المزارع لا تمنعها -حسب الخبراء الّذين تحدّثنا معهم-، ولا توجد إحصائيّات رسميّة حول حجم النفوق في مزارع مصر السمكيّة، رغم كونها أصبحت أحد المصادر الرئيسيّة لإنتاج الأسماك في مصر حاليًّا.