ما نعرفه عن اعتقال ناشطات من أمام مكتب الأمم المتحدة بالقاهرة

قابل للتحديث: ألقت قوات الشرطة المصرية، منتصف اليوم الثلاثاء، القبض على عدد من الصحفيات والناشطات من أمام مقر المكتب الإقليمي لشؤون المرأة بالأمم المتحدة بالعاصمة القاهرة، إثر تنظيمهن وقفة احتجاجية أمام المقر الأممي للتنديد باستمرار العدوان على قطاع غزة، إلى جانب الانتهاكات التي تلاقيها النساء السودانيات بسبب الحرب الدائرة بين الأطراف المتنازعة في السودان
رباب عزام

إخلاء سبيل متظاهرات دعم غزة

تحديث:
24/04/2024، 06:12 مساءً، القاهرة

قررت نيابة أمن الدولة العليا،  اليوم، إخلاء سبيل المحتجزات والمحتجزين  الذين اعتقلوا من محيط مقر مكتب الأمم المتحدة للمرأة، أمس، بكفالات مالية، على ذمة التحقيق، في القضية رقم 1567، لسنة 2024، بعد أن وجهت لهم اتهامات بالتجمهر والانضمام لجماعة أسست على خلاف القانون، وفق تصريح المحامي محمود حيد لـزاوية ثالثة.
وأضاف حيدر أن المحاميتين راجية عمران وماهينور المصري، والصحفيتين رشا عزب وإيمان عوف، أخلت النيابة سبيلهن بكفالة عشرة آلاف جنيه لكل منهن،وأن الصحفيين يوسف شعبان ومحمد فرج أُخلي سبيلهما ب بضمان شخصي، أما باقي المحتجزات أُخلى سبيلهن بكفالة خمسة آلاف جنيه لكل منهن.


تحديث:
24/04/2024، 04:09 مساءً، القاهرة
وجهت النيابة للمتهمات والمتهمين الـ16، اتهامات تتعلق بالمشاركة في تجمهر والانضمام لجماعة في القضية 1567 لسنة 2024.


تحديث:
24/04/2024،  2 مساءً، القاهرة

قال المحامي الحقوقي خالد علي أن عددًا من المقبوض عليهم في مظاهرة أمس ظهرن في مقر نيابة أمن الدولة لبدء التحقيق معهن. وأضاف علي أنه تنوعت مهنهم بين “صحفيات وصحفيين ومحاميات وطالبات ومواطنين ومواطنات كانوا يسيرون بالشارع صدفة”.
ووصلت أعداد المحتجزات والمحتجزين إلى 16، وفق العدد الذي أعلنه علي، وهي كما يلي: (يوسف شعبان، محمد فرج، رشا عزب، ماهينور المصري،راجية عمران،  إيمان عوف، لبنى درويش، أسماء نعيم، هدير طارق، فريدة مصطفى، إسراء يوسف، رقية سراج لينا عبد السميع، يسرا محى الدين، منى مهداوي، أروى أسامة“.وأضاف علي أن باقى الأسماء أطلق سراحهم دون عرض على النيابة.
 

23/04/2024

ألقت قوات الشرطة المصرية، منتصف اليوم الثلاثاء، القبض على عدد من الصحفيات والناشطات من أمام مقر المكتب الإقليمي لشؤون المرأة بالأمم المتحدة بالعاصمة القاهرة، إثر تنظيمهن وقفة احتجاجية أمام المقر الأممي للتنديد باستمرار العدوان على قطاع غزة، إلى جانب الانتهاكات التي تلاقيها النساء السودانيات بسبب الحرب الدائرة بين الأطراف المتنازعة في السودان.

وكانت المشاركات قد انتوين تقديم مذكرة منددة بالاعتداءات التي يتعرضن لها النساء خلال حرب السودان وغزة، لمطالبة هيئة الأمم المتحدة بالتدخل الفعال لوقف أشكال العنف والعدوان التي تتعرض لها النساء بشكل عاجل. وحسب شهادات مشاركات في الوقفة: “خرجت مسؤولة من الهيئة، ودعت ثلاثة من المتظاهرات إلى الدخول لمقابلة رئيسة الهيئة سوزان ميخائيل وتسليمها المذكرة. ولكن ما إن دخلن حتى تعرضت المتظاهرات بالخارج لسرقة بعض الهواتف المحمولة، في حين طمأنتهم ميخائيل، ووعدتهن ألا يطال المتظاهرات بالخارج أي مكروه، لكن ما حدث كان مخالفاً لذلك تمامًا”.

وجاء في المذكرة التي عرضتها المشاركات على مسؤولي مكتب الأمم المتحدة: “نحن مجموعة من المصريات هالتنا الفظائع التي تواجهها الفلسطينيات جراء حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الصهيوني على الشعب الفلسطيني منذ أكتوبر 2023، وما سبقه من عقود من الاستعمار، وتلك التي تواجهها السودانيات جراء الاقتتال الداخلي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المدعوم من قوى خارجية تقليدية واستعمارية جديدة منذ أبريل الماضي وما سبقه من حروب وقمع”. ووصفت المذكرة الأمم المتحدة بـ”المتقاعسة” عن حماية الشعبين من جرائم الحرب الجارية، لا سيما الجرائم الجنسية.

وأضافت المشاركات في المذكرة المعروضة أن هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالتحديد – باعتبارها الهيئة الأممية المعنية بمتابعة عمل الحكومات على ضمان السلام والأمن للنساء، إضافة إلى كونها معنية بالمساواة بين الجنسين وتمكين النساء وحمايتهن من كل أشكال العنف والتمييز- ليست فقط غائبة عن دورها في الدفاع عن حق الفلسطينيات والسودانيات في الحياة والحرية والكرامة، بل تشارك أيضًا في الحرب عليهن بصمتها وتخاذلها وأيضًا بالتمييز ضدهن.

وقد طالبن بعدد من المطالب تتمثل في الوقف الفوري والفعلي لكافة الأعمال العسكرية التي تقوم بها سلطة الاحتلال في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، والوقف الفوري والفعلي لإطلاق النار في السودان؛ حيث إن قرارات مجلس الأمن متأخرة بالفعل ومحدودة النطاق، وتفتقر إلى آليات التنفيذ. إضافة إلى دخول بعثة من مراقبين دوليين تابعين للهيئة، وكل الهيئات الأممية المعنية للتحقيق في جرائم الحرب لا سيما الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيات والسودانيات، وتأمين المستشفيات وأماكن تقديم الخدمة الصحية المتبقية وإمدادها باللوازم الناقصة، أيضًا- زيارة الصليب الأحمر الدولي وكافة الهيئات المعنية بالعنف ضد النساء للمحتجزات الفلسطينيات والسودانيات في مقرات احتجازهن الرسمية وغير الرسمية، والتحقيق في شكاوى المحتجزات والمحتجزين، وتقديم كافة ضمانات عدم التنكيل بهم، وأخيرًا، إدخال كافة احتياجات الشعبين من خلال المعابر الحدودية القائمة بإشراف من هيئات الأمم المتحدة.

 

غضب تجاه ما يحدث

ضمت قائمة الناشطات والصحفيات المؤكد اعتقالهن كل من: لبنى درويش، وماهينور المصري، وراجية عمران، وفريدة الحفني، وأسماء نعيم، ومي المهدي، ويسرا الكليسلي، وأروى مرعي، و إسراء يوسف، ولينا علي، إضافة إلى الصحفيات رشا عزب، وإيمان عوف، وهدير مهداوي. وحسب الشهادات التي حصلت عليها زاوية ثالثة،كما ألقي القبض على الصحفيين يوسف شعبان ومحمد فرج، في محيط الواقعة. وحتى كتابة هذا التقرير لم يؤكد المحامون عدد الموقوفين، وأشار محام تحدث إلى زاوية ثالثة أن العدد قد يتجاوز 16 محتجزة ومحتجزًا.

قال مصدر لزاوية ثالثة، إن الواقعة بدأت باختطاف أحد أفراد الأمن للهاتف المحمول للصحفية رشا عزب، وحاولت المشاركات اللحاق به لاستعادته؛ لكن لم يستطعن. بعد قليل حوصرت المتظاهرات بسيارتين من الأمن، حاولت القبض على “عزب” إلى أن اُخْتُطِفَت، ثم ألقت قوات الأمن المنتشرة القبض على غالبية المشاركات.

وتداول ناشطات عبر منصات التواصل الاجتماعي، عددًا من المنشورات تعتبر أن أداء الأمم المتحدة  فيما يتعلق بالحرب الدائرة  في السودان وغزة ليس كافيًا، وأشرن إلى “عدم التحقيق في شهادات النساء التي تعرضن للاغتصاب على يد الأطراف المتنازعة في السودان والقوات الإسرائيلية في غزة”. 

 أيضًا- نشرت المرشحة الرئاسية السابقة ورئيسة حزب الدستور جميلة إسماعيل، عبر صفحتها على موقع فيسبوك، تنديدًا بما حدث، وذكرت: “ندين إلقاء القبض على نساء مصر في أثناء الوقفة، والتي تمتّ للتضامن مع نساء غزة والسودان أمام مقر الأمم المتحدة في المعادي، وفُرِّقَت المظاهرة بالعنف وترحيل من قُبِض عليهن إلى قسمي شرطة المعادي وطرة”، مطالبة بالإفراج الفوري عنهن.

وفي شهادتها المنشورة على صفحتها على موقع التواصل الإلكتروني فيسبوك، تقول إلهام عيداروس – وكيل حزب العيش والحرية تحت التأسيس-، وكانت قد شاركت في الوقفة: “توجهت اليوم مع عدد من السيدات لمقر المكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة بالمعادي لمطالبتهم بالتحرك الفعال لحماية إخواننا في فلسطين والسودان، وقفنا على الرصيف المقابل للهيئة نرفع لافتات ونهتف بمطالبنا؛ فخرجت لنا مسؤولة من الهيئة، طلبت دخول ممثلين عنا، وبالفعل تقدمت بالدخول أنا والمحامية راجية عمران ومي المهدي”.

تضيف: “بعد دخولنا مباشرة سمعنا صرخات في الخارج، لنجد أحدهم قد سرق هاتفين من المشاركات، وهرب في سيارة تابعة للأمن، أكملنا اللقاء بمسؤولة في الهيئة وهي سوزان ميخائيل، وطمأنتنا أننا سنستعيد الهواتف، وعرضنا المذكرة ومطالبنا، ثم خرجنا لنجد قوات الأمن تحاول اعتقال الصحفية رشا عزب”، وحسب شهادتها لم تستطع المشاركات تخليصها من أيدي رجال الأمن، ومن بعدها اُعْتُقِلَت المحامية الحقوقية ماهينور المصري ومي المهدي ثم الصحفية إيمان عوف.

 

ليست المرة الأولى

لم تكن وقفة اليوم الاحتجاجية الأولى التي تنظمها ناشطات وصحفيات مصريات، للتنديد بما يحدث في السودان وغزة، إذ نظمن مسيرة نسائية، في مارس الماضي، تزامنًا مع يوم المرأة العالمي، دعمًا لنساء فلسطين والسودان، تجاه ما يتعرضن له من جرائم حرب، تحت شعار “أوقفوا العدوان على غزة والسودان”، وفضت قوات الأمن المسيرة قبل أن تصل إلى مقر اتحاد المرأة الفلسطينية في وسط القاهرة. وكان على رأس المشاركات في المسيرة عدد ممن اُعْتُقِلْن اليوم.

واحتجزت قوات الأمن عددًا من النشطاء الأجانب نهاية العام الماضي، وفدن إلى القاهرة، للمشاركة في قافلة ضمير العالم التي دعا لها نقيب الصحفيين خالد البلشي، لكنها أجهضت من الأمن ولم تنفذ، وكان النشطاء الأجانب قد تظاهروا أمام مقر وزارة الخارجية المصرية في وسط القاهرة، قبل أن يعتقلوا ثم ترحيلهم.

 

كانت قوات الأمن قد ألقت القبض على عدد من من المتظاهرين من بينهم الناشطين السياسيين؛ محمد عواد ومصطفى أحمد،  بعد ساعات من انتهاء وقفة الاحتجاجية التي نظمتها مجموعة (صحفيون من أجل فلسطين)،  التي اعتادت تنظيم مثل تلك الوقفة دعمًا لغزة، منذ مطلع رمضان الجاري، إضافة إلى مشاركة عدد من الشخصيات العامة والسياسيين والصحفيين، فيما جاءت تلك الوقفات تحت شعار: “من القاهرة هنا غزة.. إفطار على عيش وماء”، وأفرجت السلطات عنهم بعدها.

 

وفي أكتوبر الماضي ألقت قوّات الأمن المصريّة، القبض على 43 متظاهرًا في ميدان التحرير، تنديدًا بجرائم الاحتلال الإسرائيليّ في حربه على غزّة. وكانت قد شهدت محافظات مصر اليوم مظاهرات حاشدة للتضامن مع فلسطين والتنديد بالعدوان الإسرائيليّ على غزّة، وذلك بدعوة شبه رسميّة من الرئيس السيسي للتظاهر. لكنّ المظاهرة الّتي جعلت الأمن يتدخّل ويفضّها هي المظاهرة الّتي خرجت عقب صلاة الجمعة خرجت من الجامع الأزهر للتنديد بالانتهاكات الإسرائيليّة الأخيرة على قطاع غزّة، وردّد المتظاهرون الهتافات المندّدة بالعدوان الإسرائيليّ، وهتافات داعمة لثورة 25 يناير ورافضة للتفويض، كما وصلت هذه المظاهرة إلى ميدان التحرير، ما جعل قوّات الأمن تفضّها بالقوّة، ويغلق مداخل ميدان التحرير آنذاك.

 

رغم الوعود من السلطة بفتح المجال العام، إلا أن هناك حالة من التضييق المستمر، خاصة فيما يخص التضامن مع غزة وحرب الإبادة الجارية، ووفقًا لتقرير منظمة العفو الدولية عن حالة حقوق الإنسان في العالم للفترة ما بين 2022/ 2023، ذكر التقرير أن السلطات المصرية تواصل قمع جميع أشكال المعارضة السلمية، وخنق الحيز المدني. مضيفًا أنها اعتقلت ما لا يقل عن 11 صحفيًا بسبب عملهم أو آرائهم الانتقادية. وظل 26 صحفيًا على الأقل محتجزين تعسفيًا بتهم مثل نشر أخبار كاذبة أو إساءة استخدام وسائل التواصل. وأضاف التقرير أنه استمر حجب ما لا يقل عن 600 موقع إلكتروني صحفي أو مختص بحقوق الإنسان.

تواصلت زاوية ثالثة مع عدد من المحامين الذين توجهوا فور علمهم بالواقعة إلى قسمي شرطة المعادي وطرة، يقول محمود حيدر – محامي في المركز الإقليمي للحقوق والحريات- إن المحامين تعرضوا لمضايقات من أفراد الأمن في قسم المعادي، لكن بمجرد وصول نقيب الصحفيين خالد البلشي، ورئيسة حزب الدستور جميلة إسماعيل، سمح لهم بالدخول. مضيفًا أن القسم ينكر حتى اللحظة وجود المتظاهرات في داخله، ويرجح احتمالية وصولهن إلى مبنى الأمن المركزي في المعادي. فيما أكد عدد من المحامين الذين تواصلنا معهم أن كافة المعلومات محجوبة، ولم يُسْتَدَلّ على مكان احتجاز المعتقلات بعد.

 

اقرأ أيضًا: هتفوا ضد العرجاني: معتقلون جدد على خلفية وقفة نقابة الصحفيين الداعمة لغزة

رباب عزام
صحفية استقصائية مصرية، مهتمة بالصحافة الحقوقية والعمالية، ومقدمة برامج إذاعية، وباحثة في دراسات شرق إفريقيا الناطقة بالسواحيلية.

Search