تعيش مروة يونس – ربة منزل، مقيمة في قرية بهاريف بمركز أسوان-، حالة من الخوف والقلق المستمرين، إزاء تعرضها وثلاثة من أفراد أسرتها في وقت واحد، لـ نزلات معوية حادة، إذ سيطر عليهم جميعا القيء المستمر، وارتفاع درجة الحرارة والإسهال المائي، وساء الوضع في منزلها بعد فشلها في إيجاد أسرّة رعاية بمستشفى الصداقة؛ ما اضطرها لتلقي العلاج في المنزل.
كلّفها ذلك البحث عن صيدليات توفر محاليل الجفاف وأقراص وقف الإسهال “أنتينال” في قرية الرضوان بمركز إدفو، بعد أن اكتشفت عدم توافرها في أسوان العاصمة، وساعدتها قريبة لها في توفير الأدوية التي ارتفع سعرها إلى الضعف بسبب الطلب الزائد عليها، إذ بلغت تكلفة تركيب محاليل الجفاف وحدها في أقل من أسبوع لأربعة أفراد من عائلتها نحو ثلاثة آلاف جنيه مصري. وحسب حديثها إلى زاوية ثالثة، فإن محلول الجفاف أصبح غير متوفر في القرية، لذا اضطرت لطلب المساعدة من الأقارب في قرية الرضوان بإدفو، للوصول إلى الدواء اللازم.
لاحظت مروة، أن مياه الصنبور تغير لونها، إلى اللون الأصفر، فلم تعد صالحة للاستخدام، وبالتالي لجأت إلى طريقة غلي المياه حتى تتجنب مخاطرها، وهي الطريقة الشائعة لتطهير المياه وتنقيتها، لاسيما بعد تداول أقاويل على ألسنة الأهالي عن تلوث مياه الشرب واختلاط مرشح مياه القرية بمياه الصرف الصحي، إضافة إلى عجزها عن توفير مياه معدنية للشرب والاستخدام المنزلي، نظرًا لارتفاع التكلفة في الوقت الذي استغل فيه التجار الطلب الزائد عليها فقاموا برفع سعر المياه.
تحولت مواقع التواصل الاجتماعي لمسرح من الشائعات والآراء المتضاربة والجدل غير المنتهي، بين ما إن كانت الحالات المصابة في أسوان سببها تلوث المياه أو ظهرت نتيجة انتقال عدوى بكتيرية “الكوليرا” من مهاجرين سودانيين غير نظاميين بعد انتشاره في السودان، الحكومة المصرية أنهت الجدل بتوضيح وزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبدالغفار، في مؤتمر صحفي عقد الإثنين، من داخل مستشفى الصداقة، بعد زيارته لعدد من المستشفيات بأسوان، أن الحالات المصابة سببها وجود عدوى بكتيرية قولونية ” البكتيريا الإيكولاي أو الإشريكية” بعد نتائج فحص ظاهري لعدد من العينات من المصابين، وأوضح الوزير أن هذا النوع من البكتيريا، يمكن أن ينتقل بسهولة لأي سطح ملوث، بالمياه الملوثة.
تقول مروة إن مدارس قرية “بهاريف”، أغلقت صنابير مياه الشرب، وصنابير دورات المياه، كما أوجبت على الطلاب أن يحضروا زجاجات مياه معدنية معهم، مع صابونة خاصة لكل طالب ومنشفة وجه. بعد يومين من تنفيذ تعليمات المدرسة زاد العبء الاقتصادي عليها مع زيادة احتمال الخطر على ولديها فمنعتهما من الذهاب للمدرسة، حسب قولها.
من جهته، يؤكد طبيب الأطفال، هاني جرجس، أن انتقال العدوى والفيروسات بين الأطفال سريعة الانتشار، إضافة إلى ضعف مناعة الطفل مقارنة بالبالغين ما يجعلهم يعانون بشكل أكبر، كما يلفت أن الأطفال هم الفئة الأكثر تضررًا في حالة الإصابة، ويضيف: “أنصح بغسل اليدين بالصابون وتطهيرها بعد عملية الإخراج لأن العدوى تنتقل من البراز للفم، على الأمهات أيضًا أن يحرصن على نظافة أيديهن مطهرة بعد تنظيف أطفالهن”.
نوصي للقراءة: تلوث المياه في أسوان: ما نعرفه عن الوفيات والإصابات والمخاطر المحتملة
نقص الأدوية وارتفاع الأسعار
شعرت فاطمة محمد (30 عامًا)، مقيمة في قرية أبو الريش بأسوان، بألم في المعدة، وإسهال مستمر، وبناءً على نصائح البعض عبر السوشيال ميديا، توجهت لشراء أقراص “أنتينال” لعلاج الإسهال المائي المتكرر، فاكتشفت أن سعره ارتفع للضعف وزاد من 26 جنيه سعر العلبة الواحدة إلى 32 جنيهًا.
ويشير هاني فايز -صيدلاني-، إلى أن عدم توافر أدوية علاج الجفاف والاسهال بأسوان أمر متوقع، في ظل وجود أزمة سابقة في توافر الأدوية بشكل عام، ويضيف: “قد تكون أدوية الجفاف وغيرها موجودة في القاهرة أو القليوبية وغيرها من المحافظات، لكن ليس بوفرة، وفي حالة زيادة الطلب عليها سوف تقابل أزمة جديدة نابعة من الأزمة الأم وهي عدم توافر الأدوية ونقصها الشديد”.
بحسب الهيئة العامة للاستعلامات، فإن مصر شرعت في توطين صناعة الدواء للمساهمة في تقليل فاتورة الاستيراد، وبنسبة بلغت 75% بالقيمة المالية فقد غطت مصر احتياجها المحلي من الدواء. وفي فبراير 2021 أطلقت مبادرة “هيئة الدواء” لدعم تصدير الدواء المصري للخارج، ووصل إجمالي الصادرات المصرية من الأدوية في نفس العام 149 مليار جنيه بزيادة تفوقت على صادرات مصر من الأدوية عام 2015 التي بلغت 62 مليار جنيه، وحتى عام 2022 كان عدد مصانع الأدوية 170 مصنعًا للدواء و700 خط إنتاج. وحسب تصريحات مسؤول ملف الدواء والصيدليات بـ المركز المصري للحق في الدواء، ياسر خاطر، فإن هناك فجوة تحدث بسبب زيادة التصدير رغم وجود نواقص في الدواء محليًا، إذ أن معدل التصدير يتزايد بنسبة تتراوح بين 30 و40% بين كل ربع عام مالي وآخر.
نوصي للقراءة: نزيف الأدوية.. نقص الدولار يُهدّد صحة المصريين
مبادرات الإغاثة والتطوع
نشطت قوافل متطوعة في منطقة أبو الريش، يقوموا بتوزيع عبوات مياه معدنية مجانية على الأهالي بالإضافة أقراص خافض حرارة ومسكنات وبعض الكميات القليلة من محلول الجفاف، بهدف مساعدة الفقراء من الأهالي وعدم تعرضهم للاستغلال من قبل التجار.
تقول شيماء مصطفى – طالبة بالثانوية الفنية بمركز أسوان-، إن القوافل تتواجد بجوار مزلقان الشيخ علي ومجمع العيادات، وجمعية “بهاريف”، ويتم توزيعها على الأهالي بعد تسجيل أسمائهم، في محاولة لتخفيف العبء الاقتصادي عن الأهالي.
في الوقت ذاته، ارتفعت أسعار المياه المعدنية بطريقة جنونية، إذ وصل سعر زجاجة المياه الصغيرة إلى 15 جنيهًا بعد أن كانت خمسة جنيهات، وتباع في المحال التجارية الكبيرة بأربعة أضعاف الثمن الأصلي، فيما وصل سعر زجاجة المياه الكبيرة إلى 45 جنيهًا. تضيف شيماء: “لا نعرف تفاصيل عن القائمين على القافلة هم يوزعون علينا الأدوية والمياه، ورفضوا ذكر أي معلومات عنهم”.
توزع القافلة أقراص “الفلاجيل” على الأهالي مع المياه فيما يشير الطبيب الصيدلاني أيمن علي، أن هذه الأقراص فعالة فقط في حالة علاج العدوى البكتيرية اللاهوائية. والتي تصيب الأعضاء التناسلية والأمعاء وعلاج قرح الفم والتهابات الأسنان.
ويرى الصيدلاني، أن توزيع الأدوية بهذه الطريقة العشوائية غير مناسب وليس صحيحًا، ويجب في البداية أن يتم فحص وتشخيص الحالات حتى يتم علاجها بشكل جيد وآمن. ويضيف: “قد يتسبب العلاج الخاطئ في حدوث مشاكل صحية أكبر، فقد يقاوم الميكروب العلاج مما لا يحقق هدفه ولا ينتج عنه أي آثار إيجابية لصالح صحة المريض، كما أن العلاج الخاطئ يؤخر التشخيص الصحيح وبناءً عليه قد تتعرض الحالات المرضية للموت إن تم علاجها بشكل غير علمي”.
نوصي للقراءة: نقص الأدوية وأكياس الدم يفاقم معاناة مرضى الثلاسيميا في مصر
خطر على الحوامل
تحكي روان فتحي، المقيمة في منطقة السهل الريفي شرق أسوان، عن صديقتها المقربة وهي سيدة حامل في الشهر الثامن، وعمرها 25 سنة: “ارتفعت درجة حرارتها بشكل تدريجي، مع القيء المستمر والاسهال المتزايد، عرضت نفسها على طبيبها الخاص الذي حذرها من خطورة الوضع. حالتها الصحية صعبة للغاية، الطبيب أخبرها أن الجنين تعرض للإصابة ولابد أن تتنازل عنه مقابل حياتها”.
يوضح خالد عبد الملك – استشاري نساء وتوليد-، أن القيء والاسهال الشديدين قد يدخلان المرأة الحامل في ولادة مبكرة، إضافة إلى تعريضها للإجهاض بسبب الطلق المبكر، لكن لا ينقل العدوى للجنين، ويضيف: “من الضروري أن تبتعد المرأة الحامل عن استخدام المياه الملوثة، و تواظب على تناول الفيتامينات والمضادات الحيوية بعد استشارة الطبيب المختص”.
من جهتها، توضح إيمان رفعت – طبيبة نساء وتوليد-، أن هناك أمراض تنتقل للجنين إذا أصيبت بها الأم في شهور الحمل الأخيرة مثل الجدري أو الحصبة الألمانية في الشهور الثلاث الأولى. لكن ليست جميع الأمراض تنتقل. وتضيف: “حالة إصابة المرأة الحامل بالإسهال المستمر والقيء، يتأثر الجنين إن لم تعوض الأم ما يفقده جسمها من السوائل في حالة التعويض لا يتأثر الجنين”.
نوصي للقراءة: نقص الأدوية النفسية في مصر: صراع يومي من أجل البقاء
الحالات الحرجة والتحاليل
شهد منتصف الشهر الجاري تسجيل أول حالة مصابة بالنزلة المعوية بأسوان وبلغ إجمالي عدد الحالات المصابة 480 حالة منذ العاشر من سبتمبر، ووفقًا لتصريحات وزير الصحة والسكان، خالد عبدالغفار، فإن متوسط الحالات المترددة على المستشفيات ما بين 18 لـ 19 حالة يوميًا على مستوى المحافظة، ووصفها بالمعدلات “العادية” لكل 100 ألف مواطن.
ويعلق أخصائي تحاليل بأحد معامل التحاليل الطبية بأسوان – فضّل عدم ذكر اسمه-، أن الحالات التي تتردد على المستشفيات هي الحالات التي تكون في حالة صحية حرجة وتتعرض للإسهال والقيء المستمر، ويتم حجز هذه الحالات على الفور، وتجرى التحاليل الخاصة بها داخل المستشفى.
يلفت أخصائي التحاليل، إلى الحالات التي تتردد على المعمل، والتي تكون محولة من قبل طبيب الباطنة، لإجراء فحص تعداد الدم الكامل وتحليل براز، للكشف عن البكتيريا المسببة للأمراض، ويضيف: “لم تصلنا أي حالات كوليرا، لأن الطبيب يحول الحالات الحرجة لـ المستشفى لحجز المريض مباشرة”.
وقد أدى غياب المعلومات إلى تداول الإعلامي المحلي و الدولي على حد السواء لمشكلة البكتريا المجهولة في أسوان إلى تسميته بالمرض الغامض، إضافة إلى رواج الشائعات أبرزها كان مقطع صوتي لرجل يحذر أعضاء مجموعة عبر موقع التواصل الاجتماعي واتس اب، من شرب مياه الصنبور من الساعة الثالثة بعد منتصف الليل وحتى الساعة العاشرة مساء اليوم التالي، مع تأكيده أن المياه في هذه الفترة المحددة غير صالحة للاستخدام، بسبب وجود مرور ميكروب ملوث بها كما حدث في أسوان.
انتشر المقطع بسرعة الضوء وعلق عليه موظف بشركة مياه الشرب يدعى أسامة السيد، أن المعلومات المذكورة في التسجيل غير صحيحة ولم ترد من شركة القابضة لمياه الشرب أي بيانات تحذر من استخدام المياه.
أيضًا- تداول بعض مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” معلومات مغلوطة حول تسبب مياه الشرب في أسوان في إصابة البعض بالفشل الكلوي، مؤكدين أن تلف وظائف الكلى حدث خلال الأزمة الأخيرة بفعل المياه الملوثة. لكن نبيل أندروس – استشاري أمراض باطنة-، يوضح في حديثه معنا أن الربط بين الفشل الكلوي الحاد وحالات الإسهال في أسوان أمر مبالغ فيه، مؤكدًا أن الفشل الكلوي الحاد يمكن علاجه بسهولة عن طريق العلاج السليم والغسيل لعدة مرات، بالمقارنة مع الفشل الكلوي المزمن الذي يحدث بالتدريج.
ويضيف: “في رأيي الشخصي، مشكلة النزلات المعوية بأسوان خلفها بروباجندا سياسية، لأن حتى لو تواجدت ميكروبات أو فيروسات تسبب الإسهال في البيئة أو المياه فكل إنسان مناعته تختلف عن الآخر وانتشاره سيكون في النهاية محدود”.
ارتفاع الطلب على الفلاتر
انعكست أزمة أسوان بالإيجاب على شركات بيع الفلاتر المعالجة لمياه الشرب، وأدت إلى ارتفاع الطلب عليها في القاهرة الكبرى. يؤكد مينا الحناوي – مدير شركة أمريكان بيور لأنظمة معالجة مياه الشرب-، أن الفترة الماضية شهد فرعي شركته “الجيزة والخصوص” حالة إقبال على شراء الفلاتر وتضاعف حجم البيع بزيادة تصل إلى 100%.
وحسب مدير شركة الفلاتر فقد كان معدل البيع بين 10 لـ 15 فلتر في اليوم ووصل إلى 30 فلتر يوميًا، فيما يبلغ سعر الفلتر الذي يتكون من سبعة مراحل تنقية ومعالجة نحو 2600 جنيه وهو سعره الثابت من العام الماضي، وتبلغ تكلفة البيع للفلاتر في اليوم الواحد 78 ألف جنيه تقريبًا.
يقول “مينا” في حديثه إلى زاوية ثالثة: أن معظم تجار الفلاتر ارتفعت لديهم مبيعات الفلاتر، خاصة في ظل وجود أخبار تتردد عبر السوشيال ميديا أن هناك تلوث في المياه بأسوان. وشائعات بأنه سيصل للقاهرة، مشيرًا إلى نوعية الزبائن الأكثر طلبًا على شراء فلاتر مياه الشرب، وهم من العرب المقيمين في مصر من الجنسيات السورية والسودانية واليمنية والليبية.
وبحسب مسؤول بشركة بيور تيك للفلاتر، بسوهاج، فإنه وبالرغم من الترويج المستمر لأنظمة معالجة المياه التي تبيعها الشركة عبر الإنترنت إلا أن حركة البيع لم تتأثر بعد أخبار أسوان وعلاقة الأزمة الجارية بالمياه، فالوضع لم يتغير.
نوصي للقراءة: أزمة المياه تتفاقم في مصر: انقطاعات متكررة وارتفاع في الأسعار
تخوفات من انتقال العدوى
انتقل الخوف من تطور وانتشار الإصابة بالعدوى البكتيرية من الجنوب للعاصمة، وحسبما ذكرت سكرتيرة عيادة طبيب أمراض باطنة، غير مصرح لها بالتعليق الإعلامي، أن العيادة استقبلت عدد قليل من الحالات التي تعاني من نفس الأعراض التي اشتكى منها المصابين في أسوان، من جنسيات مختلفة، آخرهم مريض يحمل الجنسية السعودية.
فيما لاحظت منى جمال، أن شقيقتها الكبرى البالغة من العمر 45 عامًا، بعد عودة أفراد الأسرة من رحلة الغردقة بأسبوعين، بدأت تلاحظ عليها ترددها على دورة المياه بشكل غير اعتيادي حتى تطور الأمر إلى 18 مرة في اليوم الواحد مع قيء مستمر، على مدار ثلاثة أيام متتالية. وتضيف: “قمنا بتعليق محاليل جفاف لها حتى تتحسن حالتها الصحية بعد نصيحة الطبيب المعالج، إننا لا نعرف ماذا حدث لها ولا نعرف كيف نفسر ما تمر به؟. علقت بالأمس آخر جرعة لها من المحاليل، انخفض القيء والإسهال، لكنها لازالت تعاني من ألم حاد في المعدة وتشعر بالغثيان الدائم بالإضافة إلى الإرهاق وعدم الاتزان، وأجرينا كافة التحاليل المطلوبة، لكن لم نحصل على نتائج التحاليل حتى الآن”.
الجدير بالذكر أن هناك ثمة مخاوف عند الكثيرين يتحدثون عن قلقهم من انتقال العدوى بين المدن، لكن من المثير للانتباه أن محافظات الصعيد تظهر فيها حمم معوية بين فترات وأخرى، ففي 2014 ظهرت فيروس غريب في قرية دلجا جنوب غرب المنيا، وكان من أعراضه ارتفاع في درجة الحرارة واختلال الاتزان، وتسببت في إصابة مئات الأشخاص من أهالي القرية والنجوع والقرى المجاورة لها، وكانت وزارة الصحة في ذلك الوقت قد نفت أيضًا وجود فيروس غامض أصاب الأهالي. في الوقت نفسه، يعاني سكان أسوان، بحسب من تحدثنا معهم وما رصدته زاوية ثالثة من شكاوى على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من قفزات مبالغة في أسعار المياه والأدوية، نتيجة ارتفاع عدد المصابين بالنزلات المعوية أو ما سمّته الحكومة بـ بكتريا الإيكولاي.