فخ المناطق الآمنة

الجيش الإسرائيلي يوجه سكان غزة لمناطق يستهدفها (تحقيق)
شروق ياسر

في السابع من أكتوبر الماضي، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إطلاق عملية السيوف الحديدية، ردًا على عملية طوفان الأقصى التي نفذتها قوات كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.

وفي اليوم التالي، في تمام الساعة 12:55 صباحًا، تلقى بعض سكان قطاع غزة تحذيرات من الجيش الإسرائيلي بضرورة التوجه نحو نقاط حددها كمناطق آمنة.

اضطرت حينها عائلة خلف إلى النزوح من منطقة شرق حي الشجاعية، الواقعة شمال قطاع غزة، إلى مدرسة المأمونية التابعة لمنظمة الأونروا، هربًا من القصف الذي طال محيط منزلهم، حسبما أخبرنا به طارق خلف، أحد النازحين للمدرسة.

عقب نزوحهم بساعات -حوالي الساعة 1:00 صباح يوم 8 أكتوبر- استهدفت غارات إسرائيلية ساحة المدرسة، الواقعة بحي الرمال، والتي كانت تؤوي مئات النازحين، ما أدى إلى إصابة عددٍ منهم وفقًا لوكالة الأونروا، وذلك على الرغم من وقوع المدرسة بإحدى المناطق التي حددها الجيش الإسرائيلي كمناطق آمنة.

طفل في مبنى دمره الاحتلال في رفح، تصوير هيثم عماد (Shutterstock)
طفل في مبنى دمره الاحتلال في رفح، تصوير هيثم عماد (Shutterstock)

 

تُعد مدرسة المأمونية واحدة من عشرات المواقع التي استهدفها طيران الجيش الإسرائيلي في مناطق سبق وأن حددها آمنة، بشمال ووسط وجنوب قطاع غزة، وهو ما رصدناه عبر تتبع الغارات الإسرائيلية التي وقعت في نفس اليوم الذي أصدر فيه الجيش إرشادات النزوح.

وعملنا على توثيق الموقع الجغرافي لعدد من المباني التي استهدفها الطيران الإسرائيلي، رغم وقوعها داخل المناطق الآمنة،  كما رصدنا أن القصف الإسرائيلي استهدف مبانٍ سكنية لمدنيين، دون سابق إنذار.

وفي حديثه معنا، أوضح طارق أن الأسرة توجهت إلى محيط مدرسة المأمونية بعدما علموا من بعض سكان حي الرمال أن الجيش الإسرائيلي قد طلب منهم عبر اتصالات هاتفية التوجه نحو منطقة مسجد فلسطين ما جعل المدنيين يحتمون بالمدرسة التي تبعد عن المسجد دقيقتين بالسيارة/ 5 دقائق سيرًا.

المسافة بين مسجد فلسطين ومدرسة المأمونية المشتركة (500 متر) بحي الرمال، شمال قطاع غزة. المصدر: (Google Earth)
المسافة بين مسجد فلسطين ومدرسة المأمونية المشتركة (500 متر) بحي الرمال، شمال قطاع غزة. المصدر: (Google Earth)

ورغم اتباعهم إرشادات الجيش الإسرائيلي التي صدرت كذلك على هيئة خرائط نُشرت عبر صفحة المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي على فيسبوك، تفاجئ النازحون بقصفٍ عنيف لمحيط المدرسة لحقه قصف مباشر لساحة المدرسة بعشرات الصواريخ.

إحدى الخرائط التي نشرها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بتاريخ 8 أكتوبر 2023، تدعو سكان شرق حي الشجاعية بالنزوح لمدينة غزة. المصدر:
صفحة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي “فيسبوك”.

أُصيب عدد من النازحين من بينهم بعض أفراد عائلة طارق بإصابات مختلفة إثر القصف الإسرائيلي لساحة المدرسة، من بينهم أخته التي أُصيبت بكسر في مفصل القدم، ما دفعهم حينها للنزوح مجددًا لمستشفى الشفاء.

تُظهر العلامات المُحددة تطابق جغرافي للمباني والأشجار المحيطة بموقع مدرسة المأمونية، الواقع بحي الرمال، غزة، المصدر: لقطة شاشة أُخذت من فيديو وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) لآثار القصف الإسرائيلي لمدرسة المأمونية، وصورة للمدرسة باستخدام القمر الصناعي (Google Earth).
تُظهر العلامات المُحددة تطابق جغرافي للمباني والأشجار المحيطة بموقع مدرسة المأمونية، الواقع بحي الرمال، غزة، المصدر: لقطة شاشة أُخذت من فيديو وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) لآثار القصف الإسرائيلي لمدرسة المأمونية، وصورة للمدرسة باستخدام القمر الصناعي (Google Earth).

نشرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، بتاريخ 8 أكتوبر 2023، مقطع فيديو عبر يوتيوب، يُظهر آثار القصف الإسرائيلي لمحيط وساحة مدرسة المأمونية، تحققنا منه عبر عملية البحث العكسي(1) من خلال محركات البحث المختلفة.

واستطعنا تحديد الموقع الجغرافي للمدرسة التي تقع بالقرب من ميدان فلسطين، بحي الرمال، إحداثيات: 

(31°31’23.2″ ، 34°27’12.4″)، عبر عملية مطابقة جغرافية قمنا بها بين لقطة شاشة من مقطع الفيديو توضح آثار القصف على إحدى جوانب المدرسة، وصورة أخرى للمدرسة من خلال القمر الصناعي (Google Earth).

مركز مدينة غزة (8 أكتوبر 2023)

مجمع لأربعة خرائط نشرها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر فيسبوك بتاريخ 8 أكتوبر 2023، ترشد جميعها بوجوب التوجه لـ “مركز مدينة غزة”

شملت التحذيرات التي أصدرها الجيش الإسرائيلي بتاريخ 8 أكتوبر 2023، مناطق: (المقوسي، بيت حانون، شرق حي الشجاعية، حي الدرج)، عبر سلسلة من الفيديوهات نُشرت على صفحة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي “فيسبوك”.

تتبعنا النقاط التي حددها الجيش الإسرائيلي كمناطق آمنة، وجمعناها في خريطة واحدة بعد مطابقة الأربعة خرائط التي أرشدت جميعًا إلى وجوب التوجه نحو ما أُطلق عليه “مركز مدينة غزة” دون تحديد أحياء أو مناطق بعينها.

أربعة خرائط نشرها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بتاريخ 8 أكتوبر 2023، تدعو سكان (شرق حي الشجاعية، حي الدرج، المقوسي، بيت حانون) بالنزوح إلى ما سماه مركز مدينة غزة. المصدر: صفحة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي "فيسبوك".
أربعة خرائط نشرها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بتاريخ 8 أكتوبر 2023، تدعو سكان (شرق حي الشجاعية، حي الدرج، المقوسي، بيت حانون) بالنزوح إلى ما سماه مركز مدينة غزة. المصدر: صفحة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي “فيسبوك”.

ومن خلال إعادة رسم الخرائط على خريطة (Google earth)، رصدنا أن النقاط التي حُددت في الخرائط الأربع تشير إلى ثلاث مناطق متجاورة، وعبر مطابقة خريطة بلدية مدينة غزة بهذه النقاط، وجدنا أن المناطق الآمنة المُحددة شملت أحياء: (الرمال، الزيتون، مدينة غزة، التفاح، الصبرة).

ولاحظنا أن أحد النقاط التي حددتها الخرائط الإسرائيلية على أنها “آمنة” وطلبت من سكان بيت حانون التوجه إليها، جاءت متقاطعة جزئيًا مع حدود منطقة حي الدرج التي حذر الجيش من أنها هدف لغارات جوية إسرائيلية.

وبتتبع الغارات الجوية التي شنتها الطائرات الإسرائيلية على قطاع غزة، عبر بيانات المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان وعدد من وسائل الإعلام الفلسطينية المحلية، استطعنا أن نحدد 6 أهداف قُصفت يوم 8 أكتوبر، رغم وقوعها ضمن نطاق “المناطق الآمنة” التي حددها الجيش الإسرائيلي في البيان الذي نشره صباح هذا اليوم.

شملت الأهداف التي استطعنا أن نحصرها: عمارة وطن، عمارة الأقصى، عمارة أبو سيدو، مدرسة المأمونية الإعدادية التابعة لوكالة “الأونروا”، ومحيط بلدية مدينة غزة، والبنك الوطني الإسلامي.

وثقنا منها 5 أهداف عبر عملية التطابق الجغرافي بين صور للمواقع التي قصفها الطيران الإسرائيلي وصور الأقمار الصناعية عبر (Google Earth)، من بينهم مدرسة المأمونية التي وثقناها في بداية التحقيق.

بالمقارنة بين لقطة الشاشة المأخوذة من فيديو نشرته وكالة (وفا) بتاريخ 8 أكتوبر 2023، وصورة القمر الصناعي (Google Earth)، تُظهر العلامات المُحددة تطابق جغرافي لموقع برج وطن. المصادر: وكالة (وفا)، (Google Earth).
بالمقارنة بين لقطة الشاشة المأخوذة من فيديو نشرته وكالة (وفا) بتاريخ 8 أكتوبر 2023، وصورة القمر الصناعي (Google Earth)، تُظهر العلامات المُحددة تطابق جغرافي لموقع برج وطن. المصادر: وكالة (وفا)، (Google Earth).

نشرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) فيديو، بتاريخ 8 أكتوبر 2023، يرصد آثار الدمار الذي لحق ببرج وطن الذي يقع في شارع الجلاء بحي الرمال، بمدينة غزة، شمال القطاع.

تحققنا من الفيديو عن طريق عملية البحث العكسي عبر مختلف محركات البحث، وعبر عملية التطابق الجغرافي بين لقطة شاشة مأخوذة من الفيديو، وصورة أخرى للمنطقة عبر القمر الصناعي (Google Earth)، استطعنا أن نُحدد إحداثيات برج وطن: (31°30’54.0″ ، 34°27’07.3″).

تُظهر الصور (1) (2) (3) المعالم الجغرافية للمباني الواقعة بشارع الوحدة بالجهتين (يمين ويسار)، والتي تطابق المعالم الجغرافية بصورة القمر الصناعي (Google Erath) للمنطقة التي تقع بها عمارة أبو سيدو. المصادر: الصور (1) و(2) بلدية غزة عبر فيسبوك، صورة (3) أحد مستخدمي فيسبوك، صورة (Google Earth).
تُظهر الصور (1) (2) (3) المعالم الجغرافية للمباني الواقعة بشارع الوحدة بالجهتين (يمين ويسار)، والتي تطابق المعالم الجغرافية بصورة القمر الصناعي (Google Erath) للمنطقة التي تقع بها عمارة أبو سيدو. المصادر: الصور (1) و(2) بلدية غزة عبر فيسبوك، صورة (3) أحد مستخدمي فيسبوك، صورة (Google Earth).

رصدنا صورًا توضح آثار الدمار الذي حل بعمارة أبو سيدو، نشرتها بلدية غزة عبر صفحتها على فيسبوك، بتاريخ 8 أكتوبر 2023.

لاحظنا وجود لافتة مطعم تحمل اسم (أبو سيدو) في نفس الصف الذي تظهر فيه العمارة المقصوفة، وبالصف المقابل يقع متجر (جوال)، وبالبحث الجغرافي عبر (Google Earth) استطعنا أن نُحدد إحداثيات عمارة أبو سيدو: (31°30’22.5″ ، 34°27’52.4″) التي تقع بشارع الوحدة، بمدينة غزة.

على اليسار لقطة شاشة مأخوذة من فيديو منشور على فيسبوك بتاريخ 8 أكتوبر 2023، يُظهر آثار قصف عمارة الأقصى، وعلى اليسار صورة القمر الصناعي (Google Earth) للمنطقة التي تقع بها العمارة بحي الرمال، إحداثيات: (31°30'48.5" ، 34°26'46.4")
على اليسار لقطة شاشة مأخوذة من فيديو منشور على فيسبوك بتاريخ 8 أكتوبر 2023، يُظهر آثار قصف عمارة الأقصى، وعلى اليسار صورة القمر الصناعي (Google Earth) للمنطقة التي تقع بها العمارة بحي الرمال، إحداثيات: (31°30’48.5″ ، 34°26’46.4″)

استطعنا تحديد الموقع الجغرافي لعمارة الأقصى عبر خريطة (OpenStreetMap)، التي تبين أنها تقع بشارع مدحت الوحيدي، بحي الثلاثيني، بحي الرمال، شمال غزة.

خريطة توضح الموقع الجغرافي لعمارة الأقصى التي تقع بحي الرمال شمال قطاع غزة. المصدر: (OpenStreetMap)
خريطة توضح الموقع الجغرافي لعمارة الأقصى التي تقع بحي الرمال شمال قطاع غزة. المصدر: (OpenStreetMap)

وبالبحث عبر وسائل التواصل الاجتماعي، رصدنا مجموعة فيديوهات نشرها أحد سكان المنطقة التي تقع بها عمارة الأقصى، عبر فيسبوك، بتاريخ 8 أكتوبر 2023، تحققنا منها من خلال عملية البحث العكسي عبر محركات البحث.

واستطعنا عبر المطابقة الجغرافية للقطة شاشة مأخوذة من أحد الفيديوهات المنشورة، مع صورة القمر الصناعي (Google Earth) للمنطقة، توثيق الإحداثيات الجغرافية لعمارة الأقصى: (31°30’48.5″ ، 34°26’46.4″).

 توضح العلامات المُحددة بالصورتين تطابق جغرافي. بالأعلى: لقطة شاشة من فيديو يرصد لحظة قصف البنك الوطني الإسلامي (المصدر: قناة الجزيرة)، بالأسفل: صورة القمر الصناعي (Google Earth) للمنطقة التي يقع بها البنك الوطني الإسلامي
توضح العلامات المُحددة بالصورتين تطابق جغرافي. بالأعلى: لقطة شاشة من فيديو يرصد لحظة قصف البنك الوطني الإسلامي (المصدر: قناة الجزيرة)، بالأسفل: صورة القمر الصناعي (Google Earth) للمنطقة التي يقع بها البنك الوطني الإسلامي

رصدت كاميرا قناة الجزيرة خلال بث مباشر بتاريخ 8 أكتوبر 2023، لحظة قصف الطيران الإسرائيلي البنك الوطني الإسلامي، الواقع بشارع عمر المختار بحي الرمال، شمال قطاع غزة.

تحققنا من الموقع الجغرافي للمنطقة التي ظهرت في الفيديو ووثقنا إحداثيات البنك: (31°30’56.1″ ، 34°26’57.0″) عبر عملية المطابقة الجغرافية بين لقطة شاشة مأخوذة من الفيديو تُظهر لحظة القصف، وصورة أخرى للمنطقة التي يقع فيها البنك من خلال القمر الصناعي (Google Earth).

خانيونس (9 أكتوبر)

جزء من الدمار الذي لحق بمنزل عائلة الأسطل في خانيونس إثر غارة إسرائيلية (تصوير: هالة الأسطل)
جزء من الدمار الذي لحق بمنزل عائلة الأسطل في خانيونس إثر غارة إسرائيلية (تصوير: هالة الأسطل)

 

استقبل سكان منطقة عبسان الكبيرة وعبسان الصغيرة، الواقعة شرق خانيونس، خلال يومي 8 و9 أكتوبر، إرشادات بضرورة النزوح إلى منطقة وسط خانيونس باعتبارها منطقة آمنة، حسبما نشره المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر صفحته الرسمية على فيسبوك.

تناقضًا مع هذه الإرشادات، قصف الطيران الإسرائيلي المربع السكني لعائلة الأسطل الواقع بوسط خانيونس، عصر يوم 9 أكتوبر، دون سابق إنذار، حسبما أخبرتنا به هالة الأسطل، وذلك على الرغم من إعلان الجيش الإسرائيلي خانيونس ضمن المناطق الآمنة في ذلك الوقت.

خلال حديثها معنا، قالت هالة: “لا يوجد تنبيه أو تحذير، بيت أهلي ثلاثة طوابق، عصر يوم 9 أكتوبر، سقط المنزل على رؤوسهم فجأة”. أسفرت الغارات الإسرائيلية على منزل عائلة الأسطل عن استشهاد الطفل عمرو الأسطل البالغ من العمر 16 عامًا، إضافة لاستشهاد خمسة آخرين من منزل جيرانهم.

وأوضحت هالة أن غالبية الشهداء كانوا من الأطفال والنساء، مشيرة إلى إصابة أكثر من 30 شخصًا جراء هذا القصف، إضافة لتضرر منزل عائلتها ومنازل الجيران المحيطة.

وأضافت أن عائلة الأسطل فقدت 103 شخصًا -حتى شهر نوفمبر 2023- جراء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت منازل العائلة في مناطق جغرافية مختلفة بقطاع غزة.

خريطة توضح المناطق التي استهدفها الطيران الإسرائيلي بخانيونس في 9 أكتوبر 2023، على الرغم من أنها منطقة آمنة وفقًا للخريطة التي نشرها الجيش الإسرائيلي. المصدر: الخرائط المنشورة عبر صفحة المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي على فيسبوك

 

بتتبع الغارات الجوية الإسرائيلية التي وقعت خلال 8 و9 أكتوبر، عبر بيانات المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان وعدد من وسائل الإعلام الفلسطينية المحلية، استطعنا أن نُحدد ثلاثة مناطق استهدفتها الغارات الإسرائيلية، يوم 9 أكتوبر، تقع داخل حدود منطقة خانيونس.

شملت الاستهدافات التي استطعنا توثيقها وتحديدها جغرافيًا على الخريطة بمنطقة خانيونس، منزل عائلة الأسطل، ومنزل عائلة الحيلة، ومبنى بلدية خانيونس القديم.

تُظهر العلامات المُحددة تطابق جغرافي بين الصورة بالأعلى التي حصلنا عليها من فيديو منشور على تطبيق تيك توك يُظهر آثار قصف المربع السكني لعائلة الأسطل بخانيونس، وصورة القمر الصناعي (Google Earth) بالأسفل
تُظهر العلامات المُحددة تطابق جغرافي بين الصورة بالأعلى التي حصلنا عليها من فيديو منشور على تطبيق تيك توك يُظهر آثار قصف المربع السكني لعائلة الأسطل بخانيونس، وصورة القمر الصناعي (Google Earth) بالأسفل

علمنا من خلال التواصل مع هالة الأسطل أن منزل العائلة يقع بالقرب من متحف وليد العقاد، ورصدنا فيديو نُشر عبر تطبيق تيك توك بتاريخ 10 أكتوبر، يرصد آثار قصف منزل عائلة الأسطل، تحققنا منه عبر عملية البحث العكسي بمحركات البحث.

استطعنا أن نحدد إحداثيات المنزل: (31°21’01” ، 34°18’31”) الذي يقع بشارع المتحف، قرب متحف وليد العقاد، وسط خانيونس، عبر التوثيق الجغرافي والمقاربة بين لقطة شاشة مأخوذة من الفيديو المنشور وصورة أخرى للمربع السكني حصلنا عليها باستخدام القمر الصناعي (Google Earth).

تُظهر العلامات المُحددة التطابق الجغرافي بين صورة القمر الصناعي (Google Earth) وصورتين مأخوذتين من فيديو نشره الصحفي طارق أبو إسحق بتاريخ 9 أكتوبر، توضحان آثار القصف بالمنطقة التي يوجد بها منزل عائلة الحيلة بحي النمساوي في خانيونس

رصدنا فيديو نشره الصحفي طارق أبو إسحق بتاريخ 9 أكتوبر عبر فيسبوك، يُظهر آثار قصف منزل عائلة الحيلة، تحققنا من الفيديو عبر عملية البحث العكسي بمحركات البحث المختلفة، كما رصدنا صورًا نشرها الصحفي عمرو طبش بتاريخ 9 أكتوبر تُظهر آثار الدمار بالمنطقة.

حددنا إحداثيات المنزل: (31°20’46.0″، 34°17’21.0“) الذي يقع بجوار مسجد الألباني، بحي النمساوي في خانيونس، عبر التوثيق الجغرافي والمطابقة بين لقطتين حصلنا عليهما من الفيديو، وصورة أخرى للمنطقة باستخدام القمر الصناعي (Goole Earth).

مبنى بلدية خانيونس القديم..تُظهر العلامات المُحددة التطابق الجغرافي بين الصورة التي نشرها المصور عمرو طبش عبر فيسبوك، بتاريخ 10 أكتوبر 2023، وصورة أخرى لمبنى البلدية حصلنا عليها عبر القمر الصناعي (Googlle Earth)
مبنى بلدية خانيونس القديم..تُظهر العلامات المُحددة التطابق الجغرافي بين الصورة التي نشرها المصور عمرو طبش عبر فيسبوك، بتاريخ 10 أكتوبر 2023، وصورة أخرى لمبنى البلدية حصلنا عليها عبر القمر الصناعي (Googlle Earth)

رصدنا صورًا نشرها المصور الصحفي عمرو طبش عبر فيسبوك، بتاريخ 10 أكتوبر 2023، تُظهر آثار قصف جزء من مبنى بلدية خانيونس القديم، تحققنا من الصور عبر عملية البحث العكسي عبر محركات البحث المختلفة.

وحددنا إحداثيات مبنى البلدية:  (31°20’35.1″ ، 34°18’09.0″) الذي يقع بجوار المسجد الكبير بوسط خانيونس، عبر مطابقة إحدى الصور التي نشرها المصور عمرو طبش عبر فيسبوك، وصورة أخرى للمبنى باستخدام القمر الصناعي (Google Earth).

منطقة المواصي (18 و21 و30 أكتوبر)

توضح الألوان المستخدمة (الأزرق والأخضر والأصفر) اختلاف حدود المنطقة الآمنة في المواصي، التي حددها الجيش الإسرائيلي وفقًا لثلاث خرائط نُشروا تباعًا. المصدر: صفحة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عبر فيسبوك

 

منذ 18 أكتوبر الماضي، أطلق الجيش الإسرائيلي دعوات لسكان شمال غزة للتوجه لمنطقة المواصي الواقعة أقصى غرب قطاع غزة.

المواصي هي منطقة زراعية تقع جنوب شرقي وادي غزة، على الشريط الساحلي بطول 14 كيلومترًا، وتمتد من دير البلح شمالًا مرورًا بمحافظة خان يونس، حتى محافظة رفح جنوبًا بعمق كيلومتر تقريبًا.

وعبر تتبع الإرشادات وإعادة رسم الثلاث خرائط التي نشرها الجيش الإسرائيلي لمنطقة المواصي التي أطلق عليها مصطلح “المنطقة الإنسانية”، رصدنا وجود اختلاف في الأجزاء التي حددها الجيش من منطقة المواصي كمنطقة آمنة.

حيث نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في تاريخ 18 أكتوبر فيديو يتضمن خريطة تحدد جزءًا من منطقة المواصي كمنطقة آمنة، وبعدها بثلاثة أيام نشر خريطة أخرى بحدود مختلفة، ثم في 30 أكتوبر، نشر خريطة أخرى تحدد أجزاء مختلفة، دون الإشارة لذلك.

كانت سوزان أبو دقة وأسرتها أحد النازحين من منطقة عبسان الكبيرة لمنطقة المواصي، منتصف شهر أكتوبر الماضي، بعدما صدرت إرشادات الجيش الإسرائيلي بإخلاء المنطقة.

نزحت أبو دقة رفقة أسرتها إلى منزل أحد الأصدقاء لينجو بحياتهم بعدما تعرضت منطقة سكنهم الواقعة شرق خانيونس لأحزمة نارية وقصف متواصل، حسب قولها.

يقع المنزل الذي أوت إليه أسرة أبو دقة علي ساحل البحر المتوسط، حيث تتعرض السواحل وميناء خانيونس للقصف بشكلٍ مستمر، حسب قولها، وتضيف سوزان أنه “لا توجد منطقة آمنة” حتى داخل المواصي.

وخلال منتصف نوفمبر، وصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس اقتراح إنشاء ما يسمى بـ “المنطقة الآمنة” بأنه “كارثة”.

وأضاف في بيانه خلال الجلسة العامة غير الرسمية لجمعية الأمم المتحدة، التي عُقدت في 17 نوفمبر، أن منظمة الصحة العالمية لن تشارك في إنشاء ما يسمى بـ “المنطقة الآمنة” في غزة دون اتفاق واسع النطاق، وما لم يتم توفير الظروف الأساسية، ووضع آلية للإشراف على تنفيذها.

رفح (من 13 أكتوبر حتى 20 نوفمبر)

خريطة لمنطقة رفح توضح الأحياء التي استهدفتها الغارات الإسرائيلية (من 13 أكتوبر حتى 20 نوفمبر). المصدر: صفحة بلدية رفح، وسائل إعلام محلية

في صباح 19 نوفمبر الماضي، استيقظ حي الجنينة الواقع بمدينة رفح، على فاجعة استشهاد سيدة وأربعة من أطفالها بعدما استهدفت الغارات الإسرائيلية منزل عائلة أبو ختلة الواقع جنوب قطاع غزة، فيما نجت الطفلة الخامسة بعدما قذفتها قوة الصاروخ خارج المنزل مسافة حوالي 20 متر.

لم يسلم منزل عائلة الأخرس المجاور من آثار القصف، إذ انهار جانب من الطابق الثاني للمنزل على عدد من النازحين فيه ما تسبب في إصابة أحد الشبان بقدمه، حسبما أخبرتنا به آمنة الأخرس، أحد أفراد العائلة.

يأوي منزل الأخرس ثلاث عائلات -مجموعها ما يقرب من 60 شخصًا- نزحوا بحثًا عن بقعة آمنة لهم ولأطفالهم، حسبما أشارت آمنة، بعدما امتدت الغارات الإسرائيلية على طول شمال ووسط وبداية جنوب قطاع غزة.

 

يُعد منزل أبو ختلة واحدًا من 25 منزلًا قُصفوا بمنطقة رفح الواقعة أقصى جنوب قطاع غزة، إلى جانب مبنيين تابعين لبلدية رفح، خلال الفترة من 13 أكتوبر وحتى 20 نوفمبر، حسبما رصدناه من خلال تتبع أخبارصفحة بلدية رفح على فيسبوك ووثقناه عبر أخبار نُشرت بوسائل إعلام محلية، إلى جانب رصد منشورات النعي التي شاركتها عائلات الشهداء عبر فيسبوك.

حددنا الفترة الزمنية لرصد الغارات الإسرائيلية على مدينة رفح منذ بدء دعوات الجيش الإسرائيلي لسكان قطاع غزة للنزوح إلى منطقة الجنوب في ( 13 أكتوبر)، وحتى(20 نوفمبر) قبيل الهدنة بأيام التي بدأ سريانها في 24 نوفمبر.



ووفق الرصد الجغرافي للغارات الإسرائيلية على مدينة رفح، وجدنا أن وتيرة القصف -خلال الفترة المذكورة سابقًا- قد تركزت على حي الجنينة، حيث شهد الحي قصفا لـ 7 منازل دون سابق إنذار، يليه حي تل السلطان الذي قُصف به 6 منازل.

يقول لنا أحمد العرجا، أحد سكان حي الجنينة برفح، إن القصف يطال كل مكان وفي كل وقت، مضيفًا: “كل يوم نقول اليوم هو الأصعب ثم نجد اليوم الذي يليه أصعب وأشد”.

ويشير إلى تزايد أعداد النازحين الذين يتوافدون على الجنوب هربًا من القصف، إذ يأوي منزله حوالي 10 عائلات بعضهم عائلات نازحة.

ووفقًا لبيان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بشهر ديسمبر الماضي، فمنذ بداية الحرب شردت إسرائيل قسرًا أكثر من 1.8 مليون من سكان غزة من منازلهم، خاصة من الأجزاء الشمالية من قطاع غزة، مدعية أن الجنوب أكثر أمانًا، حسب قول الأونروا.

وأشارت إلى مقتل أكثر من 200 شخص كانوا يحتمون في مرافق الأونروا، وإصابة ما يقرب من 1,000 فلسطيني، موضحة أن معظم مراكز الإيواء هذه تقع في المناطق الوسطى والجنوبية من قطاع غزة، التي كان يعتقد أنها مناطق آمنة.

ومنذ بداية ديسمبر الماضي، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر عدة منشورات على صفحته الرسمية بفيسبوك، عما سماه “تعليق تكتيكي مؤقت للنشاطات العسكرية”؛ لأغراض إنسانية في رفح بمناطق (حي الجنينة، حي السلام، الحي الغربي، حي تل السلطان، مخيم رفح) دون أن يوضح ماهية هذا النشاط.

وبالحديث إلى 3 من سكان رفح من أحياء (الجنينة، وتل السلطان، والحي الغربي) أخبرونا أنهم لم يتلقوا أي منشورات أو تحذيرات من الجيش الإسرائيلي بشأن قصف المنطقة أو القيام بأي عمليات عسكرية بها.

استهداف المدنيين

بعد مرور أكثر من 100 يوم من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ارتفع عدد الشهداء إلى أكثر من 28 ألف شهيد، من بينهم نحو 70% أطفال ونساء، وفقًا للبيانات الصادرة عن منظمات الأمم المتحدة، إضافة لنحو 66 ألف جريح، وفق آخر إحصائية أعلنتها وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

نفذ سلاح الجو الإسرائيلي ما يقرب من 10 آلاف غارة جوية على قطاع غزة، حسبما أعلنه الجيش الإسرائيلي في بيان نُشر مطلع شهر ديسمبر.

وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في اليوم الستين من العدوان على غزة بشهر ديسمبر الماضي، إن ادعاء الجيش الإسرائيلي بأن كل فرد مسلح قد أدى إلى مقتل مدنيين اثنين هو “ادعاء كاذب”.

ووفقاً للإحصاءات الأولية التي قدمها المرصد، استنادًا إلى التوثيق الميداني الذي قام به، فإن تسعة على الأقل من أصل 10 وفيات فلسطينية ناجمة عن الهجمات الإسرائيلية هي في الواقع وفيات مدنية.

من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري إن الجيش يحذر المدنيين قبل الهجمات، كلما أمكن ذلك، مشيرًا إلى أنهم يوجهون المدنيين بالابتعاد مؤقتًا عن مناطق القتال العنيف.

وأضاف في بيان نُشر على الموقع الرسمي للجيش الإسرائيلي، بتاريخ 18 ديسمبر: “نتخذ القرار بإلغاء الهجمات عندما نرى تواجدًا غير متوقع لمدنيين بالمنطقة المُستهدفة، نحن نختار الذخيرة المناسبة لكل هدف، حتى لا تسبب أضرارًا غير ضرورية”.

ونشر الجيش الإسرائيلي على موقعه الرسمي إحصاءات بعدد منشورات الإخلاء التي أسقطها على قطاع غزة والتي بلغت  1,524,000 منشور، إضافة لحوالي 19,734 مكالمة هاتفية لسكان غزة.

_____________

  1. البحث العكسي هو تقنية تسمح لك بالبحث عن معلومات حول صورة باستخدام الصورة نفسها بدلاً من النص. بمعنى آخر، يمكنك تحميل صورة أو إدخال رابط لصورة، وسيقوم محرك البحث بالعثور على صور مشابهة ومعلومات ذات صلة.

 

شروق ياسر
صحفية مصرية

Search